إلى متى ستبقى حاويات القمامة مصدراً للتلوّث ؟؟

ألم يئن الأوان بعد لِتُرمى هذه الحاويات في القمامة , بدلاً من رمي القمامة فيها ؟
ساهرة صالح . شام نيوز
هذا الحديث ربما سيقوله أحد مذيعيّ القناة الأرضيّة السوريّة سنة 2100 و قد ارتسمت علامات الاستغراب على محيّاه ...
كيف لا, و وعود المحافظة مستمّرة بقرب استبدال هذه الحاويات بأخرى حضاريّة , بعد الاكتشاف بأن الحالية تعتبر غير حضاريّة وغير لائقة بمظهر المدن و بؤرة للتلوث ..
فلقد قال معاون مدير النظافة في محافظة دمشق باسل علوان لأحد المواقع الالكترونية يوماً :
(( إن المحافظة تعمل على تطوير قطاع النظافة و ذلك بتطوير الحاويات بجعلها مقفلة و بتطوير عربات النظافة , مشيرا إلى أن المحافظة تعمل حالياً على دراسة عدة نماذج للحاويات المغلقة ))
اقتراحات ودراسات متواصلة , لا نرى لها أيّ نتائج على أرض الواقع رغم النداءات المتكررة من المواطنين ...
فأحمد , شاب يقطن في أحد المناطق الرّاقية بالعاصمة دمشق (الطلياني)
يقول :
(( لم يبقى من وسيلة إلا و اتبعناها نحن أهل الحيّ من أجل الرأفة بنا من أربع حاويات للقمامة في منتصف المجمع السكني . يشكلوا ساحة تدور السيارات من حولها ... ناهيك طبعاً عن الذباب و الروائح و التلوث , فإذا أردنا أن نمّر في المنطقة لا بدّ من وضع كمامة أو الإسراع))
و يضيف بسخرية (( و بالنسبة لشرفات منازلنا فيجب نسيانها تماما , بسبب إطلالتها الخلابة و هوائها النقي ))...
أما كوثرالفتاة الأنيقة كانت تقف أمام الحاوية منتظرةً أن تقطع الشارع غير منتبهة لوجودها أصلاً , قالت عندما فاجئناها بالسؤال عن الحاوية التي أمامها:
((عم قول من وين هالريحة ..!!!!!))
فهل يعقل أننا تعودنا وجود هذه الحاويات و ما تحمله من تلّوث , أم أنّها أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه لدرجة أننّا صرنا نرمي القمامة خارجها أكثر من رمينا لها بداخلها ...
فالأمر سيان عندما تكون الحاويات مفتوحة بهذا الشكل الذي نراه و نستقبل آثاره السلبية ..
البعض أبدى تململه من الكلام في هذا الموضوع , كما كان حال السيد توفيق الذي استوقفناه بعد أن ركن سيارته أمام إحدى هذه الحاويات , وقال :
(( هل يعقل أننا نحافظ على هذه الحاويات حتى الآن و نحن في القرن الواحد والعشرين , بل و نتحدث عن إمكانية بقائها أيضا , ألم يُصرح مرارا و تكرارا أن قضية الجمالية , و واجهة البلد السياحية , هي من أولويات المحافظة ))
إذا كانت فعلاً هذه هي أولويات المحافظة , فلم يبقى لنا سوى الانتظار على أمل اللقاء مع تلك الحاويات الجديدة , و سؤال نتوجه به إلى القيمين على هذا الموضوع , ألم يئن الأوان بعد لترمى هذه الحاويات في القمامة بدل رمي القمامة فيها ؟
نحن سنكتفي بوضع هذا المقال في صف ما كتب و ما سيكتب عنها , علّها تجدي نفعاً في نهاية المطاف , وتثمر هذه الدراسات و المشاورات على أرض الواقع و شوارعه ...