إلى متى ستبقى حاويات القمامة مصدراً للتلوّث ؟؟

ألم يئن الأوان بعد لِتُرمى هذه الحاويات في القمامة , بدلاً من رمي القمامة فيها ؟

ساهرة صالح . شام نيوز  

 

 

حدث في مثل هذا اليوم و كلّ يوم من سنة 2010 أن مرّ مئات المواطنين السوريين من أمام حاويات القمامة المكشوفة ولم يلحظوا وجودها وكمّ التلوّث القادرة على نشره في محيطها, والتي كانت على هذا الشكل آنذاك,

هذا الحديث ربما سيقوله أحد مذيعيّ القناة الأرضيّة السوريّة سنة 2100 و قد ارتسمت علامات الاستغراب على محيّاه ...
كيف لا, و وعود المحافظة مستمّرة بقرب استبدال هذه الحاويات بأخرى حضاريّة , بعد الاكتشاف بأن الحالية تعتبر غير حضاريّة وغير لائقة  بمظهر المدن و بؤرة  للتلوث ..
 فلقد  قال  معاون مدير النظافة في  محافظة  دمشق  باسل علوان لأحد  المواقع  الالكترونية يوماً :
(( إن المحافظة تعمل على تطوير قطاع  النظافة و ذلك  بتطوير الحاويات بجعلها مقفلة و بتطوير  عربات النظافة , مشيرا إلى أن المحافظة تعمل حالياً على دراسة عدة نماذج  للحاويات المغلقة ))
اقتراحات ودراسات متواصلة , لا نرى لها أيّ نتائج على أرض الواقع رغم النداءات المتكررة من المواطنين ...

 
فأحمد , شاب يقطن في أحد المناطق الرّاقية بالعاصمة دمشق  (الطلياني)
يقول :
(( لم يبقى من  وسيلة إلا و اتبعناها نحن أهل الحيّ من أجل الرأفة بنا من أربع حاويات للقمامة في  منتصف  المجمع  السكني . يشكلوا ساحة تدور السيارات من حولها ... ناهيك طبعاً عن الذباب و الروائح و التلوث , فإذا أردنا أن نمّر في  المنطقة لا بدّ من وضع كمامة أو الإسراع))
و يضيف بسخرية (( و بالنسبة لشرفات منازلنا فيجب نسيانها تماما , بسبب إطلالتها الخلابة  و هوائها النقي ))...

  

 


     أما كوثرالفتاة الأنيقة كانت تقف أمام الحاوية منتظرةً أن تقطع الشارع غير منتبهة  لوجودها أصلاً , قالت عندما  فاجئناها  بالسؤال عن الحاوية التي أمامها:
((عم  قول  من  وين  هالريحة ..!!!!!))

 
فهل  يعقل أننا تعودنا وجود هذه الحاويات و ما  تحمله من تلّوث , أم أنّها أصبحت أمراً واقعاً لا  يمكن تجاوزه لدرجة أننّا صرنا نرمي القمامة خارجها أكثر من رمينا  لها بداخلها ...


فالأمر سيان عندما تكون الحاويات مفتوحة  بهذا الشكل الذي نراه و نستقبل آثاره السلبية ..
البعض أبدى  تململه من الكلام في هذا الموضوع , كما كان حال السيد توفيق الذي استوقفناه بعد أن ركن سيارته أمام إحدى هذه الحاويات , وقال :

 
(( هل يعقل أننا نحافظ على هذه الحاويات حتى الآن و نحن في القرن الواحد والعشرين , بل و نتحدث عن إمكانية بقائها أيضا , ألم يُصرح مرارا و تكرارا أن قضية الجمالية , و واجهة البلد السياحية , هي من أولويات المحافظة ))

 

 

     


إذا كانت فعلاً هذه هي أولويات المحافظة , فلم يبقى لنا سوى الانتظار على أمل  اللقاء مع  تلك  الحاويات الجديدة , و سؤال نتوجه به إلى القيمين على هذا الموضوع , ألم يئن الأوان بعد لترمى هذه الحاويات في القمامة بدل رمي القمامة فيها ؟

نحن سنكتفي بوضع هذا المقال في صف ما كتب و ما سيكتب عنها , علّها تجدي نفعاً في نهاية المطاف , وتثمر هذه الدراسات و المشاورات على أرض الواقع و شوارعه ...