إمّا أن تكون شاهد عيان ,أو فلتصمت

إمّا أن تكون شاهد عيان ,أو فلتصمت
ساهرة صالح. شام نيوز
إن قلنا كفى تظاهراً صُنفنا مباشرةً "متخاذلين" , وإن قلنا حرية , مساواة صُنفنا مباشرةً "مخربين", و إن صمتنا كنّا سلبيين , وإن تنفسنا فسّرها كل طرف كما يشاء , وإن تواصلنا على الفيس بوك تساببنا ....
وعلى سيرة الفيس بوك : (( يا شباب .... على أساس ديمقراطية , وتقبل الأخر... شو مشان فاقد الشيء لا يعطيه ))
والأدهى من هذا و ذاك عندما يتدخل من يَدّعون المهنية الإعلامية ( في سوريا ) ليزكوا بجهلهم الفتن ..
وهكذا بين صدٍّ و رد يسقط الشهداء من المواطنين ورجال الأمن والجيش على يد من لم نعرف لهم بعد دين ...
أنا شخصياً أقبل باحتمال عدم وجود لنظرية المؤامرة إذا قبل الطرف الأخر باحتمال وجودها .. إنه رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي خطأ يحتمل الصواب.
أليس من البديهي إذاً عندما تلتبس الأمور أن يعود الجميع خطوة أو خطوتين إلى الوراء , حتى يظهر الحق من الباطل وبالتحديد عندما يتعلق الموضوع بأمن الوطن ...
فكيف لنا أن نهلل ونطبّل ونزّمر لموقع ويكيليكس الشهير, عندما ينشر ما نصفه بالحقائق غير القابلة للشك عن كافة حكومات العالم , وفي نفس السياق نتجاهله كلّ التجاهل عندما ينشر وفي هذا الوقت تحديداً وثائق أمريكية عن دعم الأخيرة بكافة الأشكال لِما يُسمى بالمعارضة السورية في الداخل والخارج ؟ ...
هل هي عملية انتقاء لما يناسبنا من معلومات كما يُنتقى شهود العيان على الفضائيات العربية ؟
أم هو مجرد تجاهل غير مقصود ؟
أو ربما أمريكا تنزّل عليها الوحي المقدس فجأة وأصبحت تهتم بمصلحة الشعوب وتخاف على دمائهم وحرياتهم !!
ثمة من قال يوما : (( الثورات لا تُصدر ولا تُستورد .. و إنما تُصنع ))
لا يمكن لأحد أن ينكر كمّ الأخطاء التي أدّت إلى ما شهدناه جميعاً في الأسابيع الماضية , وهي نفس الأخطاء التي نتمنى على الحكومة الجديدة وقوى الأمن والمواطنين أن يتجاوزوها بالسرعة الممكنة...
فإن كنت يا صديقي في الوطن , شاهد عيان أم كنت مصدراً مطّلعاً, أم ناشطاً حقوقياً أم معارضة أم موالاة أو ربما أنت محلل سياسي أو مفكر عربي أو ناشط إنساني أو حتى إعلامي , فأنت في النهاية سوري ...
وكما غنى يوما سعدون جابر :
اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه...
واللي مضيع محب يمكن سنة و ينساه...
بس اللي مضيع وطن فين الوطن يلقاه