إمام المسجد العمري: الإسلام براء من تخريب الممتلكات

أكد إمام المسجد العمري في مدينة درعا الشيخ أحمد الصياصنة إلى وجود عناصر تخريب من خارج أبناء المحافظة قامت بأعمال حرق وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في المدينة ومنها القصر العدلي ومبنى مكافحة المخدرات ومرآب المشفى الوطني وبعض مقرات الهاتف والبنوك وغيرها من المقرات الخدمية، وهدف هذه المجموعات التجاوز والتستر على ملفات يبدو أنها تطولهم لأن الكثير من المقرات الحكومية الأخرى لم يقترب منها أحد..
وأكد الصياصنة في تصريح لـ«تشرين» أن أعمال الشغب التي افتعلها هؤلاء الأشخاص الذين لم نتعرف عليهم من قبل تهدف إلى الإساءة إلى أبناء حوران وتحريف مطالبهم الخدمية واحتياجاتهم المعيشية التي تتمثل بتعديل القانون 26 المتعلق برخص البناء واقتطاع جزء من العقار لكونه لا يتناسب مع متطلبات هذه المحافظة وكذلك القانون الخاص بالموافقات لبيع أو شراء العقارات في المناطق الحدودية وتخفيض الضرائب وتخصيص الأهالي والفلاحين بالمحروقات لري مزروعاتهم وإطلاق سراح الموقوفين نتيجة هذه الأحداث وتغيير بعض الإدارات التي لا تتجاوب مع مطالب المواطنين ومطالب أخرى تم تسليمها للوفد القيادي الذي زار درعا..
وأشار الصياصنة إلى أن الدين الإسلامي الحنيف براء من الأشخاص الذين يقومون بأعمال التخريب لأن هذه المؤسسات لخدمة أبنائنا ووطننا وبنيت بالمال العام ومن يعتد على المال العام فإنه آثم شرعاً..
وحول بداية هذه الأحداث المؤسفة أشار الصياصنة إلى وجود مجموعة مطالب محقة للمواطنين تكررت في الكثير من اللقاءات إضافة لحملة التوقيف التي طالت بعض أبنائنا مؤخراً وأراد المواطنون التعبير عنها بروح ودية وبعد صلاة الجمعة تم تنظيم اجتماع في الجامع العمري لجميع المحتجين بحضور قائد الشرطة وتم تسجيل مطالبهم، بعد ذلك دعونا لاجتماع في مقر مجلس المحافظة وأثناء التوجه الى الاجتماع حدثت بعض الاشتباكات قتل إثرها شابان إضافة إلى تصرفات لم تكن مناسبة من البعض ما جعل الأمر يزداد سوءاً، وفي مساء الجمعة تدخل الوجهاء للتهدئة وتم الاتفاق على تحويل جنازة الشابين حسام عياش وأكرم الجوابرة إلى المقبرة مباشرة وأداء صلاة الجنازة عليهم هناك والتزم الجميع بذلك ولم يتخلل الجنازة أي أعمال غير لائقة، وأوضح الصياصنة أنه بعد أداء الصلاة طلبت من المشيعين الالتزام بالهدوء لعدم إراقة المزيد من الدماء وخسارة شبابنا سواء كانوا من أبناء المدينة أو من قوات حفظ النظام وطلبت من الجميع العودة إلى منازلهم ولكن قلة من الشباب توجهت إلى منطقة المحطة لتتجدد الأحداث بين الشباب وقوات حفظ النظام، ولتبدأ بعدها العناصر الغريبة عن منطقتنا بأعمال الحرق وتدمير الممتلكات ولاحقا التوجه إلى بعض القرى على الدراجات النارية لتأجيج أعمال الفتنة بين المواطنين..
وأوضح الشيخ الصياصنة أن إرسال السيد الرئيس بشار الأسد لوفد حكومي للتعزية لاقى ارتياحا كبيرا بين الأهالي وأن اعتبارهم شهداء يؤكد أن السيد الرئيس يفتح قلبه وصدره لنا جميعا ونحن نؤكد أننا معه دائما..
وفي تصريحات لـ «سانا» عبّر أهالي محافظة درعا عن رفضهم واستهجانهم لأفعال بعض مثيري الشغب بقيامهم بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية من مشاف ووسائل نقل ومراكز إسعاف.
واعتبر عدد من الوجهاء وممثلي الفعاليات الاجتماعية والدينية ومختلف شرائح المجتمع أن ما قام به مثيرو الشغب من تخريب للممتلكات العامة والخاصة وبث الذعر بين المواطنين يتناقض مع المطالب التي رفعوها مؤكدين أن تلك الأفعال التخريبية مدانة ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن قيم وتقاليد أبناء المحافظة الحريصين على أمن الوطن ورفض أي محاولة لإثارة الفوضى والعبث بالأمن العام والنيل من تماسك المجتمع.
من جهته حذر أحمد الحريري أحد وجهاء مدينة درعا من خطورة الاستماع إلى الشائعات التي تثير الفوضى وتفسد أجواء الهدوء والأمن في حين أكد شحادة المصري أحد وجهاء المدينة أن أعمال التخريب والاعتداء على الناس والممتلكات دخيلة على مجتمعنا المعروف بقوة انتمائه الوطني لافتاً إلى أن الوجهاء في مدينة درعا يبذلون الكثير من الجهود للتعامل مع هذه الظاهرة الغريبة التي يقوم بها الخارجون عن قيم وعادات أبناء المنطقة.
وعبّر قاسم المسالمة رئيس غرفة صناعة وتجارة درعا عن رفض أبناء المدينة وفعالياتها المختلفة لهذه السلوكيات الدخيلة وقال: نريد أن يسود الهدوء بين الشباب تأكيداً للحمة الوطنية معتبراً أن أبناء المنطقة أوعى من أن يتأثروا بأي تحريض يستهدف أمن الشعب.
ولفت المسالمة إلى أن ثمة جهوداً تبذل باستمرار من جميع فعاليات المجتمع الرسمية والأهلية للوصول إلى تحقيق المطالب التي يجمع عليها أبناء مدينة درعا عبر التواصل مع الجهات المختصة.
وقال خلف أبو نبوت رئيس لجنة أحد أحياء منطقة درعا البلد: إن الأهالي يرفضون أعمال التخريب التي لا تنسجم مع أخلاق أهل المنطقة الذين هم براء من هذه الأفعال المشينة وأصحابها مشيراً إلى أن الشباب الذين شاركوا في المسيرات المطلبية السلمية يتميزون بانتمائهم الوطني إلا أن مثيري الشغب دفعوا الأمور باتجاه مختلف واستغلوا أجواء التظاهر السلمي لينفذوا مخططاتهم.
ولفت أبو نبوت إلى أن أهالي المدينة طردوا عدداً من الشبان الذين قدموا من أماكن مختلفة عندما تبين أنهم جاؤوا للعبث والتخريب المقصود موضحاً أن الأهالي تنبهوا إلى إمكانية استغلال المطالب لغير غاياتها وأنهم حريصون على ألا تصل الأمور إلى حيث يريد لها دعاة التخريب.
وقال أيمن الزعبي صاحب إحدى الفعاليات السياحية في مدينة درعا: إن ما ارتكبه البعض بحق المنشآت العامة والخاصة غير مقبول من أبناء المحافظة ولا يعبر عن قيم أهلها وحتى في حال وجود مطالب فالسلوك مرفوض ولا يمت بصلة لأبناء حوران الذين عرفوا ببذل الغالي والنفيس حفاظاً على وطنهم.
وأوضح شاهد عيان أن ما حدث بالأمس من توزيع عناصر الشغب في مجموعات يتقدمهم عدد من راكبي الدراجات النارية في مركز المدينة التجاري وشوارعه وعبثهم بكل شيء أمس يؤكد أنهم يحملون مخططاً مريباً للتخريب وبث الفوضى لافتاً إلى أنهم كانوا يحملون غالونات بنزين وزجاجات فارغة وأقدموا على كسر وتخريب الإشارات الضوئية ومرآب المشفى الوطني بدرعا ورشق عناصر الشرطة بالحجارة.
وقالت سيدة تقطن في أحد الأحياء البعيدة عن مركز المدينة إنها شاهدت مسلحين ملثمين يجوبون الإحياء على دراجات نارية يحملون أسلحة متنوعة وكانوا يطلقون الأعيرة النارية عشوائياً في الهواء ويجبرون عدداً من أصحاب المحال التجارية على الإغلاق بالقوة ما أثار الذعر في قلوب السكان.
ودعت السيدة أم خليل من منطقة درعا البلد الشباب إلى التعقل والكف عن إثارة الفوضى والاعتداء على أملاك الناس والالتزام بمطالب وجهاء وكبار المدينة.
وقال الدكتور ياسر العمور مدير مشفى درعا الوطني: أثناء قيامنا بواجبنا وبينما أغلب الأطباء والممرضين موجودون في قسم الإسعاف لمعالجة المرضى والمراجعين تعرض المشفى للاعتداء من عناصر الشغب وتم اقتحامه من الباب الشرقي ودخلوا إلى الساحة وقاموا بتكسير السيارات العامة للمشفى وسيارات الأطباء.
بدوره أشار هيثم العلي أحد المسعفين إلى أن مثيري الشغب أقدموا على الاعتداء على المسعفين في مدخل المشفى الوطني وخلعوا الباب وبدؤوا برمي الحجارة من الأسطح على الكادر الطبي وهم يحملون السكاكين والخناجر.
من جهته أشار كرم الطرشي أحد عناصر الشرطة المصابين في حديث تلفزيوني إلى أن عناصر الشرطة خرجوا ولم يكن بحوزتهم أي سلاح بهدف حماية المواطنين المتجمعين والممتلكات العامة ففوجئوا بمهاجمتهم من عناصر الشغب برمي الحجارة عليهم.
يشار إلى أن الأجواء في مدينة درعا عادت إلى طبيعتها بعد ظهر أمس كما انفضت تجمعات في بعض البلدات بريف المحافظة بعد تسليم وجهائها مطالب عامة لنقلها للجهات المختصة.
وتتابع اللجنة المكلفة التحقيقات في الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة أعمالها لكشف الملابسات واتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته فيها.