إن كنت تتقن المشي على الحبل فعليك التوجه للعمل في القطاع الخاص

 إذا ما عجبك ,باب الشركة بيطلع عشر موظفين راكبين على جمل

 

 

 

ساهرة صالح . شام  نيوز

 

أبدأ الحديث بهذا العنوان {المشي على الحبل و القطاع الخاص} ليس للقول بأنّ العاملين به متلاعبين , على العكس, بل لأنّه وجب عليهم إتقان فن التوازن بين ما يستطيعون أن يقدّموا و ما يجب عليهم أن يقدّموا إلى عملهم و ماذا ينتظرون في المقابل ....

 


هذا لأنّ فنّ المشي على الحبل يتطلب التركيزالكامل , و جهداً مضاعفاً مترافقاً مع عدم الشعور بالأمان , بالإضافة إلى ضرورة متابعة السير إلى الأمام فقط ...
تساؤلات كثيرة أثيرث في نقاش دار بين مجموعة من الشباب المتفائل حول واقع العمل الخاص و العام في سوريا ...

 

 


- هل يجب أن نعمل في القطاع العام لكي نشعر بالأمان مهما كان الراتب ؟
- أم أنه من الأفضل أن نتجه إلى القطاع الخاص لكي نطور مهاراتنا بدل دفنها وراء مكتب حكومي ؟
- هل أصحاب رؤس الأموال في القطاع الخاص وكما يقال يبحثون دائما عن موظف يكون  (قط من خشب يصطاد ولا يأكل )؟
-  وأخيراً,هل العمل سواء في القطاع الخاص أوالعام هو وسيلة لكسب الرزق فقط أم لتحقيق الذات أيضاً ؟؟

 


و هكذا بين خيارات العمل  في القطاع  العام أم الخاص , تقضي الكثير من أمنياتنا نحبها وتخبو تلك الشمعة اليتيمة المُعتمد عليها في إنارة طريق مستقبلنا المهني  ...
علي (موظف حكومي) شاب لبيس على أخر طرز, يقول :
 

((بصراحة أنا تواسطت كثير لأكون على هالمكتب ,و توظفت ع البكالوريا , و إذا  مشان الراتب  فأنا بصراحة ما كتير هاممني ,لأنو يا يدوب يكفيني للدخان و التياب والتكاسي .. بس  الفكرة  أنو  بيضل أسمك  موظف حكومي . بتعرفي , التأمين والتقاعد , وفعلياً اللي معيشني وفاتح بيتي هو محل الموبايلات تبعي , بشتغل فيه بعض الضهر, والصبح  متل مو شايفة بالوظيفة )) 


حديث صريح مع السيد علي أوضح من خلاله عدم إكتراثه للوظيفة الحكومية بوضعها الحالي كونه من أصحاب المحلات , ولكن نظرته إلى المستقبل كانت ثاقبة , لدرجة أنها ثقبت بطريقها أمال من ينظرون إلى هذه الوظيفة كمخلّص , كونهم لا يملكون حتى مجرد رف في محل.
ريما (زميلة علي في المكتب) و موظفة منذ 11 عام تقول :


((تعذبت كتير لتوظفت عند الحكومة بس هلأ أنا بعتبرحالي أمنت مستقبلي ومستقبل أولادي ... بس تعدميني إذا تعلمت شي جديد من بعد ما قعدت على هالمكتب ))

- طيب ليش ما إشتغلتي بالقطاع الخاص ؟

((حاولت بس وظيفة الحكومة طلعت قبل الحمدالله))

-  الحمدالله ؟؟؟
((
طبعا الحمدالله , ليش أنت نشالله مفكرة أنو الشغل بالقطاع الخاص أحسن حتى بعد ما طلعوا القانون الجديد ؟))

 

أثارث ريما بكلامها فضولي لقراءة بنود هذا القانون الجديد رقم ( 17 ) المتعلق بالعمل في القطاع الخاص والذي أقره مجلس الشعب في جلسته التي انعقدت بتاريخ 29\3\2010...
أنا لست محامية و لم أطلع يوماً على كتب المحاماة إلا أنني شعرت بشيء جديد بين سطور هذا القانون الجديد , يصب في مصلحة الموظف رغم تكرار جملة ( يجوز لصاحب العمل ) أكثر من جملة ( يجوز للعامل ) , ولكن هل هذا القانون بالفعل قادر على حماية الموظفين في القطاع الخاص من القدرة الهائلة على التلاعب التي يمتلكها الكثيرون من محاميي الشركات الخاصة عندما يخططون بأناملهم المباركة بنوداً ما أنزل الله بها من سلطان , أو عندما يقدّمون للموظف طلب الإستقالة ( بدون تاريخ ) ليوقّع عليه مرفقا مع عقد العمل , أي أنك يا صديقي الموظف و قبل أن تطأ قدماك حرم الشركة المصون عليك أن تبصم و بأصابعك العشرة على تنازل عن كافة حقوقك و إذا ما عجبك , باب الشركة بيطلع عشر موظفين راكبين على جمل  ....

 


 سامي (مديرعلاقات عامة في شركة خاصة) قال :
 ((أنا مرتاح مادياً بعملي , و من ناحية التطور فأكيد علاقاتي المهنية وأساليب التعامل تطورت كتيرعندي , بس طبعا الشغل متل مو معروف بالقطاعات الخاصة مالو أمان خصوصي أنو عقودنا فيها توقيع الإستقالة قبل العقد نفسو, فالبنتيجة مزبوط راتبي أضعاف مضاعفة عن الراتب الحكومي  بس صدقيني مالو أمان , ولا حتى قانون العمل بيقدر يحمينا ))

أما  شيرين (موظفة بنك ) منذ سنتين بدت أكثر تفاؤلاً بالعمل مع القطاع الخاص وقالت:
((الوضع هون أمان , مو متل ما بينحكا !! فمثلا في تأمينات إجتماعية وأيام الأعطال هي نفسا. و في حوافز و زيادات  مستمرة . غير أنو المعاش متناسب كتير مع مصاريف البلد هون .و نصيحتي للكل مو مهم الشغل بالقطاع الخاص أو الحكومي , المهم كيف نحافظ عليه لأنو العالم كلّو عم يعاني البطالة))
فإذا هذه كانت نصيحة شيرين لكلّ من يعمل في هذا البلد بالقطاع الخاص , بأن عليه التمسك جيداً بمكانه رغم الظروف و إلا ستكون البطالة هي من تنتظره خلف أسوار الشركة التي يعمل بها , فاتحةً ذراعيها و مرحبةً بضيفها الجديد , مهدئةً روعه بقولها : 

((لا تخف يا صغيري فأصدقائك كثر هنا,وهم بانتظارك ,ولا تغضب على أصحاب الشركات فلو كنت واحداً منهم لما فعلت ما هو أفضل ..... ))