إنتحال مقابلة وهمية مع مفتي سوريا في مجلة ألمانية على قناة العربية

قامت محطة العربية بفبركة خبر مقابلة مع مفتي سوريا الشيخ حسون أن الرئيس الاسد يريد العودة لممارسة مهنة طب العيون بعد إنتهاء الإصلاحات في سوريا. بالقول :
صرّح الشيخ حسون مفتي سوريا اليوم الاثنين بأن الرئيس السوري بشار الأسد يريد العودة إلى مزاولة "طبابة العيون" بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات في سوريا.
وذكرت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" أن حسون قال لمجلة "دير شبيغل" الألمانية أن الأسد لن
يبقى رئيساً مدى الحياة لسوريا وإنه سيترك السلطة بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات
ومنها السماح بتشكيل أحزاب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا.
وأضاف المفتي السوري: "كان حلم الرئيس بشار أن يشرف على عيادة طب للعيون وإنه يرغب في العودة الى المهنة التي تخرّج منها وهي طب العيون.
وأشار حسون في حديثه: "إنّ الرئيس الأسد هو المسؤول عن الأخطاء السياسية والاقتصادية في سوريا".
(انتهى الإقتباس)
و يتابع كاتب المقال القول : ذهبت فورا الى الدويتشه فيله لكي اقرأ الخبر بلغته الأصلية أي الألمانية فلم أجد للخبر من ذكر. تصفحت الدويشة فيله بصفحتها العربية والإنكليزية والفرنسية, أيضا وايضا لا عين للنص ولا أثر.
عدت عندئذ لصفحة العربية نت والقيت نظرة جديدة على الخبر المذكور فلفت انتباهي ان العربية نسبت تصريح المفتي حسون لمراسلها في لندن رمضان الساعدي. عجيب!!!!
يعني مع ان العربية قد أخطأت بتوصيف الدويتشه فيلي حين وصفتها ب(الاذاعة) على الرغم من شهرتها كشبكة تلفزيونية عالمية تابعة للحكومة الالمانية, الا ان اللافت في الأمر هو أن العربية نسبت الخبر الى مراسلها في لندن ...
لندن؟؟؟ ولماذا لندن والدويتشه فيلي كما هو معروف المانية وصحيفة دير شبيغل المانية ايضا فلماذا جاء الخبر من لندن ولم يأتي من برلين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟
الجواب سيداتي سادتي بسيط جدا, فالقصة باختصار هي قصة تسريب مدسوسة ومشبوهة تشبه الى حد بعيد تسريبات المحكمة الدولية وشهود الزور في قضية رفيق الحريري والتي كان
لإعلام السعودية نصيبا أكبر من فبركاتها ونشرها.
لا شك ان كلام المفتي حسون قد اخرج عن سياقه. فلعل الرجل قد اراد ان يشير الى ترفع الرئيس الأسد عن حطام السلطة وزهده بالمناصب ورغبته في خدمة الناس كطبيب مختص.
ولعله اراد أيضا ان يشير الى ان الأسد مستعد لتحمل المسؤولية عن كامل الأخطاء السياسية والإقتصادية,
فاذا بالصياغة المفترية للعربية نت تأتي على هيئة تجريم للأسد لكي ترمي الفتن والقلاقل زورا وبهتانا على لسان مفتي الجمهورية الذي فجع قبل اسابيع بولده سارية على ايدي عصابات آل سعود التكفيرية.
إذا غاية الخبر كما يتضح في السياق هي الافتراء على المفتي حسون بما لم يقل.. وعندما يتبين لاحقا ان كلام المفتي قد أوّل وحرّف عن معناه
فسوف لن تتأخر العربية عن التحجج ب " أخطاء في الترجمة".
المضحك المبكي في هذا الدس الخسيس والكذب الصريح هو مسارعة صفحة الجنرال عون " التيار أورغ" الى نشر الخبر الكاذب كما اوردته العربية.
وهذه السقطة ما بعدها سقطة من حلفائنا الأوفياء.
العربية وضعت الصابونة , والتيار زحط عليها. وتعيشو وتاكلوا غيرها...
بقلم موسى الرضا – عرب تايمز