إنتقاد روسي لاذع لواشنطن بشأن مشروع قرار ضد سوريا

إنتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء مشروع قرار تدعمه الولايات المتحدة يدين الحكومة السورية قبل مناقشته في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قائلاً إنه "يبعث على الاشمئزاز" وسيضر بمحاولات تحقيق السلام في سوريا.
وحذر لافروف من زيادة عدد الأسلحة والمقاتلين المنخرطين في الصراع في سوريا، وذكّر الوزير الروسي بموقف بلاده الذي دعا مراراً لعدم تدويل الصراع منذ بدايته، مضيفاً انه على الرغم من هذا فقد زاد تدفق "المتشددين" من الخارج، بما في ذلك من ليبيا ودول أخرى بالشرق الأوسط وشمال افريقيا وكذلك من أوروبا ومناطق أخرى في الشهور القليلة الماضية، وتابع لافروف أن تدفق الأسلحة التي يحصل عليها المتشددون زاد أيضاً.
وبحث مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة الاربعاء خلال نقاش طارىء مشروع القرار، الذي يتهم قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلين أجانب بقتل مدنيين في مدينة القصير السورية ويطالب الإمم المتحدة بإجراء تحقيق.
وندد مشروع القرار الذي عرضته الولايات المتحدة وتركيا وقطر بما يصفه "المذابح الاخيرة في القصير" ويطلب من لجنة التحقيق المستقلة حول سوريا التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الإنسان القيام بـ"تحقيق خاص حول الاحداث في القصير".
والنص الذي يعرض على دبلوماسيي الدول الـ47 الاعضاء في المجلس (وحالياً ليس بينهم روسيا والصين) "يدين تدخل مقاتلين اجانب يقاتلون لحساب النظام السوري في القصير" ويعبر "عن قلقه الشديد من ان يشكل تورطهم تهديداً خطيراً للإستقرار الإقليمي".
السفيرة الاميركية لدى المجلس ايلين تشامبرلاين دوناهوي اعتبرت ان "الولايات المتحدة قلقة فعلياً من جراء التزايد الكبير لدور حزب الله في سوريا"، معتبرةً ان ذلك يساهم في زعزعة استقرار سوريا وكذلك لبنان والمنطقة بأسرها، وشاطرتها هذا الرأي االمفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي.
وكانت موسكو قد اتهمت الإتحاد الاوروبي "بصب الزيت على النار" و"تقويض" فرص عقد مؤتمر للسلام في جنيف بسبب انتهاء فترة العمل بحظر الأسلحة في سوريا.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن فرض حظر "على أمرٍ محظور بموجب القواعد الدولية بما في ذلك قواعد الاتحاد الاوروبي" كان أمراً يبعث على "الاشمئزاز من البداية"، معتبراً أن إلغاء هذا الحظر الآن يجعل الوضع "أكثر تعقيداً"، ويخلق على أقل تقدير "عقبات جدية" أمام عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا.
وقال لافروف إن تأييد الولايات المتحدة لمشروع القرار يسير في اتجاه معاكس للجهود الأميركية الروسية لعقد مؤتمر للسلام.
وأضاف ان مشروع القرار "أحادي الجانب ويبعث على الإشمئزاز" وشبهه بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري والذي قال عنه إنه يهدف الى وضع عقبات في طريق الجهود الأميركية الروسية للتوصل الى حل سلمي.
وأضاف الوزير الروسي "والآن يحاولون فعل الشيء نفسه في مجلس حقوق الإنسان"، معرباً عن دهشته بسبب "علمنا بهذا الأمر من قطر وتركيا وهما من المشاركين في صياغة القرار وهناك أيضا الولايات المتحدة"، وأضاف أن وفد الولايات المتحدة "يروج بقوة لهذه المبادرة الضارة تماما".
وأكد لافروف انه من غير المقبول تأييد مؤتمر السلام الذي يرعاه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفي الوقت ذاته "اتخاذ خطوات تهدف في الأساس الى تقويض هذا الاقتراح"، مكرراً إصرار روسيا على دعوة إيران لحضور المؤتمر، وهي فكرة تعارضها فرنسا.
وأشار لافروف إلى إنه يجب إقناع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد بالدخول في مفاوضات "دون شروط مسبقة" مثل تنحيه عن السلطة.