إيران: حل الأزمة سياسي عبر الحوار والشعب السوري يقرر مصيره بنفسه

أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الاسلامية في إيران للشؤون الدولية أن سورية شعبا وحكومة تعتبر قلعة صامدة أمام الصهاينة وأن الاحداث التي تشهدها تهدف لإضعاف حلقة المقاومة في وجه الصهيونية بالمنطقة.

وجدد ولايتي موقف بلاده الثابت بأن الشعب السوري وحده من يقرر مصيره وقال في تصريح للصحفيين اليوم "إن الدول الغربية حاليا في حالة يأس من التدخل العسكري في سورية لأنها خلال العامين الماضيين ومنذ بدء الأزمة لم تحقق أي نصر في هذا البلد".

وأضاف "إن الحكومة السورية تطالب بإجراء حوار وإذا كان للمعارضين أي موقف وطلب فيجب أن يطرحوه على طاولة الحوار".

وأدان ولايتي قيام بعض الدول العربية خلال قمة قطر بمنح "ائتلاف الدوحة" مقعد سورية في الجامعة العربية ومطالبتها بمنحه مقاعد سورية في المنظمات الدولية.

وقال "إن ما حدث في قطر كان عملا استعراضيا تم بفعل عدد من الدول الرجعية في المنطقة التي منحت مقعد سورية في الجامعة العربية إلى المعارضة الأمر الذي يعتبر عملا يتناقض مع القوانين الدولية".

وأوضح مستشار قائد الثورة الايرانية للشوءون الدولية أن هذا الاجراء لن يترك اي اثر في مصير سورية حكومة وشعبا لان الشعب والحكومة في سورية اثبتا رفضهما لأي تدخل اجنبي وانهما يصمدان أمام ممارسات بعض الدول الرجعية في المنطقة والصهاينة والدول الغربية وان هذا الصمود يترسخ يوما بعد يوم مؤكدا "أن الحكومة السورية اليوم أقوى من أي وقت مضى".

صالحي يجدد إدانته لإطلاق الإرهابيين صاروخا يحوي مواد كيماوية ضد أهالي خان العسل بحلب

في سياق آخر أدان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي مجددا إقدام المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية على إطلاق صاروخ يحمل مواد كيماوية في منطقة خان العسل بحلب في التاسع عشر من آذار الماضي والذي خلف عشرات الضحايا من المواطنين الأبرياء.

وطالب صالحي في رسالة وجهها إلى نظيره الكازاخستاني يرلان ادريسوف وسلمها السفير الإيراني في استانة بإدانة هذه الجريمة البشعة وبذل كل الجهود الممكنة لمنع تكرارها وفتح تحقيقات محايدة حول مد الإرهابيين في سورية بالمال والسلاح ومعاقبتهم.

وأكد صالحي في رسالته ضرورة تطبيق كافة بنود معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية وبصورة مؤثرة وبعيدة عن الإنتقائية من قبل الدول الموقعة عليها نظرا إلى عقد المؤتمر الثالث لمراجعة معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل القريب.

عبد اللهيان: حل الأزمة سياسي عبر الحوار والشعب السوري يقرر مصيره بنفسه

بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده للحل السلمي للأزمة في سورية على أساس الحوار الوطني واحترام حق الشعب السوري في تقرير مصيره موضحا أن ق رارات قمة الدوحة بشأن سورية تعد خطأ استراتيجيا وقال "إن ايران تدعم بقوة الشعب السوري وإصلاحات الرئيس بشار الأسد والمجموعات السياسية التي تدعم آلية الحل السياسي والسلمي وتعتبر القرارات الصادرة من خارج سورية أخطاء استراتيجية".

وأضاف عبد اللهيان في مؤتمر صحفي بالقاهرة "إنه على كل الأطراف في سورية والأطراف الإقليمية والدولية بذل كل جهد لإيقاف العنف ونزيف الدم في سورية وتمهيد الأرضية المناسبة لإجراء الانتخابات في جو هادئ وآمن لأن الشعب السوري هو من يقرر عن طريق الحوار والميثاق الوطني مستقبل بلده ومصيره".

وأوضح عبد اللهيان أن بعض الأطراف الخارجية تعمل على زعزعة استقرار سورية من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية المتطرفة وقال " إن الأرض السورية تشهد حربا مع الإرهابيين وإن وجود العناصر المتطرفة والمتشددة وعناصر من مجموعات مسلحة أجنبية يدل على هذا الإرهاب" داعيا الدول الخارجية إلى عدم التدخل في الشأن السوري.

وأوضح أن بعض القوى الخارجية تسعى لتوسيع الأزمة في سورية إلى بلدان الجوار عبر دعم المجموعات المتشددة مؤكدا انه لا يمكن ضبط هذه الحالة إلا عبر التعاون الشامل الإقليمي والدولي.

وبين المسؤول الإيراني أن إعطاء مقعد سورية في الجامعة العربية لائتلاف الدوحة خطأ استراتيجي وقال "إن إيران أعلنت أمام مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للجامعة نبيل العربي أن إعطاء مقعد سورية في الجامعة إلى فريق قليل العدد لا شرعية له شعبيا ولا يمثل الشعب السوري هو خطأ استراتيجي وسابقة خطيرة يمكن استخدامها في المستقبل ضد بلدان عدة ولا قيمة لهذه الخطوة سياسيا بل نعتبرها خطوة دعائية محضة ".

وشدد عبد اللهيان على أن إيران وبالتعاون مع أطراف مختلفة لن تسمح بإعطاء مقعد سورية في الأوساط الدولية كالأمم المتحدة لأعضاء مجهولين " مشيرا إلى أنه اتفق مع الإبراهيمي في القاهرة على تفعيل آلية الحل السياسي للأزمة وإيقاف كل أشكال العنف مؤكدا أن تحقيق الأمن والاستقرار في سورية يكون في ضبط الحدود من جانب دول الجوار.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني ردا على سؤال "إن إيران ترفض اتهامها بإرسال السلاح الى سورية لأن الحكومة السورية ليست بحاجة إلى أي سلاح من إيران التي فتحت خطا مباشرا جويا وأرضيا لمساعدة الشعب السوري إنسانيا ومعالجة مشاكله حيث ترسل له الطحين والمواد الغذائية وغيرها".

وجدد عبد اللهيان نفي إيران وبشدة الادعاءات حول تدخلها في شؤون البلدان العربية ولا سيما حين تأتي هذه الادعاءات من جانب الأطراف التي تتدخل بشكل واضح في سورية عن طريق تسليح المجموعات الإرهابية فيها موضحا أن إيران ليست بحاجة لأي تدخل في الدول العربية أو الإقليمية ولديها مصالح مشتركة مع الجميع.

ولفت عبد اللهيان إلى أن الكيان الصهيوني يمر اليوم بأسوأ حالاته وهناك محاولات من أياد خارجية لإنقاذه مؤكدا ان إيران ستسمر بدعم المقاومة في المنطقة وهي تقدر عاليا المواقف السورية الداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن أعداء المنطقة يعملون على إثارة الخلافات والفتنة بين أبناء المنطقة موضحا أن إيران تعتقد بوحدة العالم الإسلامي وهذا يشكل استراتيجية قومية لها.

وأكد عبد اللهيان أن الحصار الغربي المفروض على إيران لن يؤثر في إرادة وعزم الشعب الإيراني في التقدم والازدهار حيث حقق أكبر الإنجازات في ظل هذا الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة عقود.

إيران تجدد إدانتها استهداف المجموعات الارهابية للطلبة واغتيال الشيخ حسن سيف الدين

بموازاة ذلك أدان المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية رضا عامري بشدة استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة لطلبة كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق واغتيال الشيخ حسن سيف الدين إمام أحد مساجد مدينة حلب.

وأشار عامري في تصريح له اليوم إلى أنه على الجهات الداعمة للمجازر التي ترتكب ضد المدنيين العزل أن تتوقع ردا حاسما من قبل الشعب السوري تجاه هذه الجرائم مؤكدا ضرورة تجنب أي تدخل خارجي في سورية.

وقال.."من المؤسف أن نشهد دوراً سلبيا لبعض الأطراف الاقليمية في الأزمة في سورية عن طريق دعمها التسليحي للمجموعات الإرهابية المسلحة مجددا التأكيد على مواصلة الدعم الايراني للشعب السوري المقاوم".

وأوضح عامري أن الآلية السياسية والحوار الوطني من أفضل السبل لوقف أعمال العنف قائلا.."من الضروري بذل المساعي لوقف المجازر البشعة التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة ضد الأهالي العزل بأسرع وقت ممكن".