اتحاد الصناعات الجلدية: أحذيتنا السورية تنافس الإيطالي ولا تقوى على الصيني

أكد نائب رئيس الاتحاد العربي للصناعات الجلدية رئيس غرفة صناعة الجلود في حلب محمد كسار أنه على الرغم من الجودة العالية للصناعات الجلدية السورية والتي لا يمكن مقارنتها بالبضائع الصينية إلا أنها تعاني من ضعف في التسويق ومن المنافسة الشديدة من البضائع الصينية محلياً وخارجياً فهناك شبه إغراق للسوق السورية بالبضائع الصينية التي تدخل دون جمارك عن طريق دول عربية بموجب اتفاقية التجارة العربية الحرة وأعاد كسار سبب عدم قدرة المنتج السوري على المنافسة في الأسواق الخارجية إلى ضعف ثقافة القائمين على صناعة الجلود وعدم مشاركتهم في المعارض الخارجية الأمر الذي جعل بعض الصناعيين السوريين والتجار العرب المستوردين للبضائع السورية يضعون على البضائع السورية التي تصنع بشكل كامل في سورية (صنع في إيطاليا) وذلك بداعي تحقيق الزيادة في الربح من خلال زيادة سعر المنتج إذ إن الحذاء السوري الذي تكون قيمته 10 دولارات من الممكن أن يباع بـ12-15 دولاراً أما عندما يوضع عليه -ميد إن إيطاليا- فإن سعره يصل إلى 40-50 دولاراً وكما هو ملاحظ فإن فارق السعر كبير والربح يصل إلى خمسة أضعاف فتحقيق الربح العالي جاء على حساب فقدان هوية المنتج السورية، وللحد من هذه التجاوزات قمنا في غرفة صناعة حلب بإجراء المراسلات مع شركات إيطالية كي تأتي إلى حلب وتصنع الأحذية وفعلاً تجاوبت شركة إيطالية مع هذا الطرح وتعاقدت مع شركتين سوريتين ولكن التصنيع الذي تقوم به جزئي أي إنها تأتي بالمواد الأولية من إيطاليا وتقوم بالتصنيع في سورية ولكن ليس بالشكل النهائي إذ إنها تصنع وجه الحذاء والنعل وتأخذ الحذاء إلى إيطاليا لتجميعه وتضع له الإمبلاج النهائي وتغلفه ومن ثم يدخل إلى الأسواق الإيطالية على أنه بالكامل صناعة إيطالية، ونحن مطلبنا الحالي من الشركة الإيطالية أن تقوم بالتشطيب على الحذاء أي صناعته بشكله الكامل النهائي في سورية وتقوم بطرحه في الأسواق الإيطالية على أنه صناعة سورية خالصة وليس حذاء إيطالياً وهم الآن يدرسون مقترحنا إذ إنهم وجدوا أن هناك إمكانية تصنيع الحذاء كاملا في سورية وبنفس المواصفات التي تتطلبها السوق الإيطالية تماماً مع فارق وحيد وهو السعر الرخيص مقارنة بالحذاء الإيطالي من خلال تصنيع كمية تجريبية قاموا بها على 2000 زوج من الأحذية في سورية. وأضاف كسار: لقد بلغت صادرات سورية من منتجات الجلود والأحذية 150 مليون دولار في العام الماضي مبيناً أن سورية صدرت إلى دولة عربية واحدة في العام الماضي وهي الأردن 3 ملايين زوج من الأحذية وذلك بحسب إحصائيات الأردنيين أنفسهم، كما أن السوق التركية تستقطب جلودا سورية بشكل واسع وخاصة بعد الاتفاقية التجارية السورية التركية إضافة إلى أنه في الفترة الأخيرة كان هناك اتفاقية مع تركيا من أجل أن تأتي الشركات التركية إلينا وتقوم بالتشاركية مع المصنعين السوريين تصنع من خلالها منتجات سورية تركية وتصدر إلى كل دول العالم، وهذا التعاون وهذه الاتفاقيات ليست بداعي أن تركيا أغلقت جميع دباغاتها لأنها تضر بالبيئة تنفيذاً لأحدى الشروط الكثيرة الموضوعة من الاتحاد الأوروبي على تركيا في سبيل انضمام الأخيرة للاتحاد الأوروبي ولكن تركيا تتعاون مع المصنع السوري بسبب الاتفاقيات بين البلدين وثقة الأتراك بالمصنع السوري، إضافة إلى أن الأتراك لا يأخذون من سورية الجلود المنتهية وإنما الجلود الخام.
أما عن ضعف الرقابة الذي يتكلم عنه التجار فبين كسار أن هذا الكلام غير صحيح إذ إن الرقابة موجودة ولكن التجار يقولون هذا بسبب معاناتهم من منافسة المنتجات الصينية حيث إن التجار والصناعيين كانت سابقاً فرصهم في التصدير عربياً وإقليمياً وعالمياً كبيرة في حين اليوم فإن الفرص في التصدير أصبحت قليلة حتى على مستوى دول الجوار والوطن العربي وبالتالي خسارة العديد من الصناعيين والتجار العرب الذين كانوا يعتمدون على المنتجات السورية، وتزامن مع انتشار المنتجات الصينية وعدم قدرتنا على منافستها، وللحد من تأثيرات المنتجات الصينية دائماً ما نطالب الحكومة السورية بتطبيق الرسوم الجمركية المحددة على البضائع الصينية إذ إنها تدخل إلى سورية من الدول العربية وتحديداً الإمارات ومصر على أنها بضائع عربية وليست صينية وهذا مخالف للاتفاقيات والقوانين المنصوص عليها بين سورية وأي دولة تقوم بهذه المخالفة، ، إضافة إلى أن هناك ضعفاً تسويقياً لمنتجاتنا من قبلنا كمسؤولين وصناعيين إذ إننا سابقاً كنا نشارك بالمعارض العربية والعالمية أما اليوم فهناك ضعف من قبلنا بالمشاركة في تلك المعارض وذلك بسبب ضعف في ثقافة مصنعينا لما يمكن تحقيقه جراء المشاركة في المعارض الخارجية ولهذا تأثير كبير على المنتجات السورية وفي سبيل تدارك تقصيرنا في المعارض الخارجية وإعادة خلق الفرص من جديد ولو على المستوى العربي قمنا بوضع خطة تسويقية جديدة في غرفة الصناعة تتعلق بالمشاركة في المعارض الخارجية قد تسمح لمنتجاتنا في العودة من جديد إلى الأسواق الخارجية عربية أو دولية ولحظنا الفروقات الإيجابية لهذه الخطة مؤخراً إذ إننا شاركنا في 13/2/2010 في معرض القاهرة الدولي للأحذية والجلود ووصل عدد الشركات السورية المشاركة إلى ثماني شركات من حلب ودمشق ولاقت منتجاتنا إقبالاً كثيراً، كما أن التجار المصريين والأفارقة الذين شاركوا وزاروا المعرض أثنوا على المنتج السوري واعتبروه من أفضل المنتجات العالمية دقة وجودة وسعرا وهو منتج منافس للمنتجات العالمية بما فيها الصينية من ناحية السعر وشهدوا أنه على نطاق الجودة فإن المنتج السوري أفضل بكثير من المنتجات الصينية وما من مجال للمقارنة، إضافة إلى أننا ندعو الصناعيين والتجار العرب والأجانب إلى الحضور إلى سورية والمشاركة في معارض الأحذية التي نقوم بها ليعرفوا المزيد عن منتجاتنا ويدركوا أنها بجودة ودقة عالية وسعر رخيص منافس عالمياً.
الوطن