اتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 يعترف بحق طهران بتخصيب اليورانيوم،


أعلنت إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد) عن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يتضمن الاعتراف بعملية تخصيب اليورانيوم في إيران وتواصل النشاطات في منشآت نووية إيرانية وذلك بعد مفاوضات طويلة عقدها الجانبان في مدينة جنيف السويسرية. 

وتضمن الاتفاق مواصلة النشاطات في منشآت آراك وفردو ونطنز النووية الايرانية بشكلها الحالي واتفق الجانبان أيضا على عدم زيادة العقوبات وخفض حدة الأزمة النووية.

ووفقا لوثيقة الاتفاق المنشورة من أربع صفحات فإن "الحظر النفطي الإيراني سيتوقف وإن مستوى تصدير النفظ سيبقى على مستواه الحالي وستفرج عن الايرادات النفطية كما يرفع الحظر عن البتروكيماويات وصناعة السيارات بشكل كامل".

كما تضمن الاتفاق رفع الحظر عن الذهب والمعادن الثمينة والتأمين والنقل والنفط بشكل كامل إضافة إلى الاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم والحفاظ على البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.

وتقوم إيران وفقا لوثيقة الاتفاق في المقابل بـ "إجراءات لبناء الثقة" تتضمن خلال الأشهر الستة القادمة عدم توسيع نشاطاتها في منشات اراك ونطنز وفردو إلا أن عملية التخصيب ستتواصل دون مستوى 5 بالمئة كما سيستمر إنتاج المواد المخصبة في فردو ونطنز كما في السابق وستتواصل عملية البحث والتنمية في البرنامج النووي الإيراني.

ووفقا للاتفاق فإن إنتاج اليورانيوم وتخصيبه بنسبة 20 بالمئة لن يستمر خلال الأشهر الستة القادمة بسبب عدم الحاجة إليه كما سيبقى جميع اليورانيوم المخصب داخل إيران ولن تخرج أي مادة من البلاد.

وجاء هذا الاتفاق بعد خمسة أيام من المفاوضات الصعبة والمكثفة في جنيف بين إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد) التي تضم كلا من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا.

خامنئي: يشكل أساسا للخطوات الذكية اللاحقة

وفي رسالة جوابية على رسالة وجهها إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني بخصوص التوصل إلى اتفاق أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن الاتفاق "بإمكانه أن يشكل أساساً للخطوات الذكية اللاحقة" منوها بأداء الفريق الإيراني في المفاوضات والنجاح الذي تحقق خلالها.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن خامنئي قوله "إن مما لا شك فيه أن الدعم الشعبي كان عنصرا مهما في تحقيق النجاح المحرز وكذلك سيكون في المستقبل" مشددا على ضرورة أن "يستمر المسؤولون في هذا القطاع باعتماد نهج الصمود في مواجهة الاطماع وأن يكون ذلك مؤشرا دائما في سلوكهم الحالي والمستقبلي".

وكان الرئيس روحاني أكد في الرسالة التي وجهها إلى السيد خامنئي بخصوص التوصل إلى اتفاق بين الفريق الإيراني المفاوض والسداسية الدولية في جنيف أن "النجاح النووي الحاصل تحقق في ظل الرعاية الإلهية وتوجيهات قائد الثورة ودعم الشعب".

وهنأ روحاني في الرسالة قائد الثورة الإسلامية في إيران والشعب الإيراني على "المكتسبات الحاسمة" التي تحققت في الاتفاق المبدئي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إثر الاتفاق النووي الحاصل بعد خمسة أيام من المفاوضات "الصعبة والمكثفة".

وجاء في جانب من الرسالة.. لقد "تمكن أبناؤكم الثوريون في مفاوضات صعبة ومعقدة من أن يثبتوا على الساحة الدولية حق الشعب الإيراني في ممارسة الأنشطة النووية الإيرانية وأن يتقدموا بالخطوة الأولى بحيث أرغموا القوى الكبرى على الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني وإقرار القوى العالمية بالحقوق النووية وحق التخصيب للشعب الإيراني وتم فتح الطريق أمام خطوات واسعة لاحقة في صون منجزات البلاد التكنولوجية والاقتصادية".

وأضاف روحاني أن "النجاح في هذه المفاوضات أثبت أنه بالإمكان في ظل الالتزام بجميع المبادئ وخطوط النظام الحمر وعرض مواقف الشعب الإيراني بصورة منطقية ومستدلة واتمام الحجة للرأي العام دعوة القوى الكبرى لاحترام حقوق الشعب الإيراني أيضا واتخاذ الخطوات اللاحقة بقوة في مسار حل وتسوية الخلافات نهائيا".

وأوضح الرئيس الإيراني أن "المكتسبات الحاسمة لهذا الاتفاق المبدئي الاعتراف الرسمي بحقوق إيران النووية وصون المنجزات النووية لأبناء هذا الوطن وإلى جانب ذلك ومع توقف مسار تشديد الحظر الظالم فقد تم رفع جزء من الضغوط غير القانونية في الحظر الأحادي الجانب الظالم وقد بدأ انهيار منظومة الحظر".

وأشار إلى أنه في ضوء "مبادرة إيران هذه وصمود الشعب الإيراني العظيم فقد توصلت القوى الكبرى إلى هذه النتيجة وهي أن إجراءات الحظر والضغط لا تجدي نفعا ومثلما أعلنت إيران منذ البداية فإنه لا طريق لتحقيق الاتفاق سوى الاحترام المتبادل والحوار المبني على العزة وهو الأمر الذي أدركه الطرف الآخر وللأسف متاخرا" وقال "لا شك أن الوصول إلى هذا الاتفاق سيخدم مصلحة جميع دول المنطقة والسلام والتقدم العالمي".

بدوره قال مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي في رسالة تهنئة لقائد الثورة الإسلامية في إيران والشعب الإيراني "إن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد يعتبر خطوة أولى وبداية لانهاء الملف النووي" مضيفا إن العام الإيراني الجاري هو "عام فتح القمم السياسية".

وأشار إلى أن هذا "الانجاز النووي كان حلم الشهداء الإيرانيين ولاسيما الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الطاقة النووية".

روحاني: الاتفاق سيكون لصالح الشعب الإيراني والمنطقة

وفي مؤتمر صحفي له اليوم أكد الرئيس روحاني أن الاتفاق هو اعتراف من "القوى العالمية بحقوق إيران على المستوى النووي" والتي لم تكن يوما خارج النطاق السلمي مشيرا إلى أن هذا الاعتراف سيكون لصالح الشعب الإيراني والمنطقة.

وقال روحاني  إن اعتراف القوى الكبرى بهذا الحق لإيران وتخطي المشكلات التي كانت تعترض سبيل الشعب الإيراني "قضية قيمة" مشيرا إلى أن العالم استشعر أن تكريم الشعب الإيراني هو ما يقدم أجوبة إيجابية وأن التهديدات والعقوبات لا يمكن أن تؤثر وتجدي نفعا كما أن الحكومة الحالية تحاول إيجاد فرصة الاعتماد المتبادل بين إيران والدول التي تتطلع إلى علاقة صداقة مع الشعب الإيراني لبناء الثقة.

20131124-124326.jpg

وبين روحاني أن الاتفاق تضمن أن إيران ستقوم بعملية التخصيب على الأراضي الإيرانية "وبناء عليه سيبقى التخصيب كما كان في السابق بالنسبة لإيران وخلال 6 أشهر ستواصل منشآت نطنز وفوردو وأصفهان وبندر عباس فعالياتها ونشاطها كما في السابق" لافتا إلى أن الإنجاز الذي حصلت إيران عليه هو "إعلان القوى الكبرى في نهاية عملية التفاوض وبدءا من اليوم أنها سترفع جميع العقوبات سواء التي فرضتها الأمم المتحدة أو أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي وأمريكا من خلال استمرار المفاوضات".

وقال روحاني.. "إن العقوبات فشلت سواء رضي الآخرون أم لم يرضوا وشيئا فشيئا سيرفع بعضها وبعد هذا الاتفاق ستتوقف ولن يتم فرض عقوبات جديدة" موضحا أنه "ستتم إزالة بعض العقوبات المصرفية والأشهر الستة القادمة هي بداية لتجربة جديدة للشعب الإيراني وإن التزمت دول الخمسة زائد واحد بمضمون وروح الاتفاق فستلتزم إيران وبالنتيجة سيكون الاتفاق شاملا وجامعا".

وأكد روحاني أنه "عندما يكون هناك احترام ومصالح متبادلة وتساو فإن إيران تتحرك بشكل جيد للأمام وهي تأمل أن يكون هذا هو الأساس في الحكم على المفاوضات المقبلة للوصول إلى اتفاق نهائي" مشيرا إلى أن الاتفاق الحالي أولي و"المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق نهائي ولدى الجانب الإيراني الإرادة لاستمرارها وهو يأمل أن يمتلك الطرف الآخر مثل هذه الإرادة".

وشدد الرئيس الإيراني على أن "إيران لم تكن يوما تريد الحصول على السلاح النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية صرحت دائما ومن خلال عمليات التفتيش الواسعة بأن النشاط النووي الإيراني سلمي وهو لن ينحرف أبدا" مبينا أنه "إذا أراد البعض وقف تقدم الشعب الإيراني في النشاط النووي السلمي فهذا لن يكون ممكنا لأنه نشاط لأجل تقدم إيران ويمثل تكنولوجيا وطنية على أيدي شبان وأساتذة وعلماء الشعب الإيراني الذين سيستمرون بهذا الجهد" مؤكدا في الوقت ذاته أن إيران "مستعدة دائما للتعاون مع العالم والوكالة الدولية في هذا الإطار لرفع كل التساؤلات والشبهات والإجابة على علامات الاستفهام".

وقال روحاني.. "إن النجاحات التي تحققت حتى اليوم جاءت في إطار توجيهات قائد الثورة الإسلامية والدعم المتواصل للشعب الإيراني والعمل الدؤوب للدبلوماسيين الإيرانيين وكل الجهات والوزارات وكل من له صلة وقدم يد العون والمساعدة للحكومة وكل الشهداء وأسرهم وخاصة شهداء البرنامج النووي".

ولفت روحاني إلى أن الدعاية الإعلامية المضللة لأعداء إيران حاولت رسم صورة لها تشيع الخوف منها لدى الرأي العام ولكن المنطق والبرهان والمفاوضات العقلانية هيأ الأجواء لبناء الثقة مع البلدان الأخرى فتمكنت إيران من وضع العربة على السكة الصحيحة مؤكدا أن إيران تسعى إلى تأكيد الثقة مع الدول الأخرى.

وفي ختام كلمته استقبل روحاني عوائل العلماء النوويين الإيرانيين الذين تم اغتيالهم مثمنا دورهم في تقدم إيران.

ظريف: بداية جيدة لتعزيز العلاقات بين إيران والعالم

بدوره أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن اتفاق جنيف بين إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووى الذى تم التوصل اليه فجر اليوم "بداية جيدة لتعزيز العلاقات بين إيران والعالم" وقال إن "الاتفاق له أبعاد مختلفة أهمها الاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم الذى كان وسيبقى مستمرا".

وأضاف ظريف في مؤتمر صحفي عقده اليوم فى جنيف بعد ساعات من التوصل إلى الاتفاق "التزمنا ببناء الثقة ونأمل ان نمضي إلى الأمام" مشيرا إلى أنه " لابد من إزالة انعدام الثقة لكي يتمكن الغرب من كسب ثقة الشعب الإيراني" موضحا أنه بعد حل القضية النووية المهمة سيكون الهدف النهائي اقامة وتقوية العلاقات مع الغرب والحفاظ على المصالح المشتركة وإنهاء الأزمة التي لم تكن ضرورية من الأساس.

20131124-142952.jpg

وقال ظريف إن "الشعب الايراني يريد احترام حقوقه ولاشك أن مصداقية الدول الغربية تحظى بأهمية أيضا" مضيفا" أن هدف إيران هو حل القضية النووية الأزمة التي ما كان من المفروض أن تكون من الأساس وسنمضي الى الامام لكي نتوصل الى بناء الثقة وكنت أؤكد من البداية على حل القضية النووية عبر الطرق الدبلوماسية وساسعى للحيلولة دون اتخاذ اى اجراء غير قانوني وأن الحكومات ايضا لابد أن تشطب موضوع الحرب".

وقال ظريف "لايمكن لأي دولة أن تتخلى عن حقوقها وأن الحق النووي هو قسم من حقوق جميع الشعوب وان الحكومات لايمكن أن تقف أمام حقوق الشعوب" مؤكدا " أن أعضاء المجتمع الدولي لابد أن يلتفتوا ايضا الى ما توصلنا اليه والذى ينص على أن إيران لايمكن أن تتخلى أبدا عن حقوقها".

وأضاف أن "المفاوضات ستستمر حتى إزالة العقوبات نهائيا وأن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة خمسة بالمئة وعلى ذلك فلا يتم إغلاق أي محطة نووية ولا يتم فرض اي عقوبات جديدة على إيران كما سيتم تخفيض العقوبات السابقة".

وأوضح أنه بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه فى جنيف بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد" ستتمهد الارضية للافراج عن جميع الأرصدة الإيرانية التي تم تجميدها بشكل غير شرعي".

كما أكد أن "أعداء الشعب الإيراني قد اخفقوا وثبت لهم أن إثارة الأجواء وبث الأكاذيب واللجوء إلى أساليب الخداع والحيلة لم تجد نفعا في الحؤول دون نشر حقائق الشعب الإيراني العظيم وهذا بحد ذاته نجاح كبير جدا لنا "لافتا إلى أن بعض الاطراف وعلى رأسها الكيان الصهيوني بذلوا جهودا كبيرة لاظهار صورة غير حقيقية عن الشعب الايراني ولكن مساعيهم للتاثير على مسار المفاوضات قد أخفقت كلها.

وتضمن الاتفاق ايضا الغاء الحظر الاحادي المفروض على قطاع النفط الايراني بعد قرار الحظر الصادر عن الكونغرس الأمريكي والقاضي بضرورة خفض الدول لمشترياتها من النفط الايراني بنسبة 20 بالمئة خلال ستة اشهر ومع توقيع اتفاقية اليوم سيصبح هذا القانون ايضا لاغيا وستتواصل عملية شراء النفط من إيران .

كما نص الاتفاق على تحرير جزء من اصول اموال النفط الإيراني المجمدة والغاء جزء من الحظر المفروض على القطاع البنكي والتجارة الدولية مع إيران والاعتراف بحق ايران في تطوير العلوم النووية السلمية اضافة الى مواصلة المنشات النووية في نطنز وفردو وبندرعباس نشاطها كما في السابق وعدم اخراج مخزون اليورانيوم المخصب من الاراضي الايرانية وموافقة الجانب الآخر على الغاء الحظر بشكل تدريجي في المقابل تعهدت ايران بناء على الاتفاقية الموقعة اليوم بعدة امور بينها ايقاف عمليات التخصيب بنسبة 20 بالمئة بشكل طوعي وذلك نظرا الى المخزون الكبير لليورانيوم المخصب والذي يكفي لفترة طويلة وبسبب الكلفة العالية لهذه العملية ولذلك فان موافقة ايران على وقف التخصيب هي خطوة طوعية هدفها بناء الثقة.

وتعهدت إيران بوقف العمل في مفاعل اراك للماء الثقيل لمدة ستة أشهر حيث لن تشكل الموافقة الطوعية على هذا الطلب أي عقبة أمام مسيرة التنمية النووية الإيرانية لأن هذه المحطة لم تدشن حتى الآن والابحاث مازالت جارية في هذا المجال.

وبموجب الاتفاقية ايضا وافقت ايران على عمليات تفتيش طوعية لمنشاتها النووية تفوق التزاماتها المنصوص عليها باعتبار ان عمليات التفتيش التي تفوق الالتزامات الدولية هي عملية تنم عن ثقة ايران بسلمية نشاطاتها النووية ولذلك فان عمليات التفتيش التي ستسمح ايران بها طوعيا لن تثير اي هواجس سياسية أو أمنية لطهران.

عراقجي: نهديه إلى الشعب الإيراني الشامخ تكريما له لعشرة أعوام من الصمود والمقاومة

من جهته كتب مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على صفحته فجر اليوم على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر): "تم الاعتراف بعملية التخصيب، نهديه إلى الشعب الإيراني الشامخ تكريما له لعشرة أعوام من الصمود والمقاومة".

وفي تصريح له في جنيف قال عراقجي إن "مفاعل الماء الثقيل في اراك سيواصل نشاطه على أساس الاتفاق الذي حصل في جنيف لكن لن يحصل المزيد من التطوير لنشاطات المفاعل خلال الشهور الستة القادمة".

20131124-135428.jpg

و أوضح عراقجي أن إيران لم يكن لديها "برنامج لإنتاج البلوتونيوم" مبينا أن المفاعل لم يباشر عمله بعد فكيف يتم إنتاج البلوتونيوم فيه.

و بخصوص ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بدء العمل في مفاعل الماء الثقيل في اراك خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام المقبل قال عراقجي إنه قبل انطلاق هذه الجولة من المفاوضات بجنيف أشارت منظمة الطاقة الذرية إلى تأجيل هذا الاجراء.

من جانبها أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن إيران عملت خلال المفاوضات التي جرت في جنيف بشأن الملف النووي الإيراني على اتخاذ "خطوات متوازنة على أساس قاعدة الربح / ربح" معربة عن املها باستمرار المسار بنفس الصورة حتى "إلغاء الحظر المفروض على ايران بصورة كاملة و تنفيذ الخطة الإيرانية المقترحة".

و قالت أفخم في تصريح لها اليوم "إن الخطوة الأولى قد تم اتخاذها ومازال هناك طريق طويل أمامنا" مبينة أن الفريق النووي الإيراني استطاع أن "يقود مسار المفاوضات بصورة صحيحة شكلا ومضمونا".

في أثناء ذلك أعلن الرئيس السابق لغرفة التجارة الإيرانية علينقى خاموش في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية ارنا اليوم انه تم الافراج عن 8 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة من قبل الولايات المتحدة صباح اليوم.

و أشار خاموش إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بين إيران و مجموعة خمسة زائد واحد يفتح طريق التعاون الاقتصادي بين ايران والعالم مبينا أن" الاقتصاد الايراني كان مغلقا بسبب العقوبات المصرفية وان اتفاق جنيف سيفتح الطريق امام ايران ".

بوتين: الاتفاق أفضى إلى الاقتراب من حل إحدى أصعب العقد في السياسة العالمية

وفي معرض ردود الفعل أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد "أفضى إلى الاقتراب من حل إحدى أصعب العقد فى السياسة العالمية".

ونقل موقع روسيا اليوم عن الرئيس بوتين قوله في بيان صدر عن الكرملين اليوم: " إن التوصل الى اتفاقية جنيف تم بفضل الموقف البناء من قبل قيادات مجموعة السداسية وإيران وممثلي مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وكذلك بفضل العمل الدؤوب من قبل الفرق المفاوضة".

وأضاف: "إن هذا الاتفاق يمثل بنفسه قائمة متوازنة من التدابير وبدون شك سيؤثر إيجابيا على تطور الوضع الدولي وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط".

20131124-174311.jpg

ورأى الرئيس الروسي أن الاتفاق يعتبر "اختراقا لكنه خطوة أولى فقط على طريق طويلة وصعبة" مشيرا إلى أن "روسيا كانت دائما تدعو من حيث المبدأ لحل مسألة إيران النووية بطريقة المفاوضات الدبلوماسية ومن المهم أن خطة عمل جنيف تعتمد على مثل هذه الأفكار والمواقف".

ولفت إلى أن "المبادئ المقدمة من قبلنا في السابق للتدرج على مراحل والتعامل المشترك وجدت انعكاسا لها في الوثيقة المتفق عليها وحصلت على تأييد واعتراف دولي".

واعتبر بوتين أن "نتيجة جنيف هي نجاح للجميع وتثبت مرة أخرى أنه من الممكن في إطار العمل الجماعي والاحترام المتبادل ايجاد حلول للتحديات والمخاطر الدولية العصرية". 

لافروف: يعود بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية

بدوره أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن جوهر الاتفاق بين السداسية وايران يستند إلى فكرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله تعقيبا على الاتفاق .."انتهت مفاوضات صعبة وطويلة حول الملف النووي الإيراني وتم التوصل إلى اتفاق يتوج الاتصالات التي مرت على مدى سنوات" مشيراً إلى أنه ومع "وصول رئيس جديد لإيران شعرنا بأن الإعلان عن الرغبة لحل هذه المعضلة يحمل تحت طياته أساساً جاداً" وقال "إن هذا الأمر ظهر في مواقف المفاوضات لدى الزملاء الإيرانيين منذ أسبوعين عندما جرى أول لقاء في جنيف وخلال الأيام هذه في جولة المفاوضات وأثناء المرحلة النهائية عندما وصل وزراء خارجية الدول الست".

20131124-161045.jpg

وأكد لافروف أن "الاتفاق الذي تم التوصل اليه يستند إلى فكرة طرحها في وقتها الرئيس بوتين والتي طالما نصت عليها سياسة روسيا الخارجية".

وأعرب لافروف عن ثقته بأن إيران ستتعاون بنزاهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشددا على أن الاتفاق يعني أننا موافقون على ضرورة الاعتراف بحق إيران بالحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية ومن بينها حق التخصيب" مع إدراك أن جميع الأسئلة الموجهة إلى البرنامج النووي الإيراني سيتم إغلاقها والبرنامج ذاته سيوضع تحت المراقبة الشديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" مضيفاً "أنه الهدف النهائي وتم تسجيله في الوثيقة اليوم".

وأوضح لافروف أن المرحلة الأولى للتوصل إلى هذا الهدف ستستمر 6 أشهر وقال "خلال هذه الأشهر الستة ستجمد إيران برنامجها النووي ولن تضيف أجهزة طرد مركزي جديدة ولن تقوم بأي خطوات تتعلق ببناء مفاعل آراك للماء الثقيل" مضيفا "أي أن حجم البرنامج النووي الإيراني الذي يخضع لمراقبة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقى كما هو خلال الأشهر الستة القادمة".

وأكد لافروف أن "هذا الأمر من شأنه أن يعزز الثقة ويسمح لشركائنا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتخفيف ضغط العقوبات التي فرضوها على إيران باتخاذهم قرارات أحادية خارج إطار مجلس الأمن" مضيفا "نحن لم نعترف يوماً بهذه العقوبات واعتقد أنه من الصواب أن تخفيف الضغط عن إيران يجب أن يتم عبر إلغاء هذه العقوبات الأحادية".

وتابع لافروف قائلاً "خلال الأشهر الستة لن يتم التقيد بالوضع الراهن فحسب بل ستتم مباحثات مكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول تلك المعايير التي ستحتاجها إيران لنشاطها النووي السلمي قبل كل شيء لإنتاج الوقود للمحطات النووية وللمفاعلات البحثية التي تنتج النظائر للأغراض الطبية والإنسانية".

ولفت لافروف إلى أن الامكانيات أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتوسع لمراقبة البرنامج النووي الإيراني إذ أن "إيران وافقت على عدد من الإجراءات الإضافية" معرباً عن رأيه بأنه "في نهاية المطاف هذا ربح لنا جميعا".

وشدد لافروف على أنه عبر الاتفاق الحالي "رفعنا مخاطر ورفعنا الأسئلة التي ظهرت لدى الكثير من البلدان فيما يخص وجود تهديد لانتشار أسلحة الدمار الشامل في البرنامج النووي الإيراني".

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن الاتفاق بخصوص النووي بين السداسية وإيران قد يكون مفيدا بالنسبة للتحضيرات من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2.

وقال لافروف.. "إضافة إلى الايجابيات المتعددة لهذا الإتفاق فإني آمل أن يعود أيضا بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية وذلك من خلال انضمام إيران إلينا بالعمل البناء من أجل عقد جنيف 2.

وفي بيان أصدرته اليوم أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاق "يخول إيران ممارسة حقوقها كعضو في معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي".

20131124-151820.jpg

وذكرت الخارجية الروسية أن "جوهر الفكرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويرتكز عليها الاتفاق هو الاعتراف بحق إيران في تطوير البرنامج النووي السلمي بما فيه حقها في تخصيب اليورانيوم في ظل فرض رقابة دولية صارمة عليه ورفع العقوبات المفروضة عن إيران ومنها الأحادية الجانب والتي لم نعترف بها قط ".

وأضافت إن "الإتفاق ينص على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران والتي أثرت سلبا في الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهذا البلد كما ينص الاتفاق على جملة من الإجراءات الملموسة ترمي إلى المزيد من الشفافية في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني وهي إجراءات ستتخذ بالتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأشهر الستة القادمة".

وتابعت الخارجية الروسية "إنه سيستمر العمل على تنسيق القرار النهائي الشامل الذي سيرفع كل القضايا المرتبطة ببرنامج إيران النووي".

وأكد بيان الخارجية الروسية أن الاتفاق سيؤثر بشكل بناء في وضع منطقة الشرق الأوسط وسيساهم في التغلب على النزعة التي تبلورت في السنوات الأخيرة والمتمثلة بمحاولات حل الأزمات والنزاعات في الشرق الأوسط باستخدام القوة.

من جانبه أكد ميخائيل مارغيلوف رئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد في روسيا أن "روح ونص الإتفاق مماثل لموقف روسيا التي تصر دائما على حق إيران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية".

وقال مارغيلوف في مقابلة مع وكالة ايتار تاس الروسية اليوم إن "الاتفاق بين طهران والسداسية من الوسطاء الدوليين بشأن البرنامج النووي الإيراني يمثل تقدما دبلوماسيا واضحا" وبعده سيكون الوقت مناسبا لإعادة التأكيد على موضوع شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل.

واعتبر مارغيلوف أن الشكوك حول العمل بشأن الأسلحة النووية أدت إلى تفاقم الوضع بما في ذلك خارج منطقة الشرق الأوسط غير المستقر مع سير البرنامج النووي الإيراني إلى جانب أزمة نظام عدم الانتشار النووي حيث أن عضوا جديدا في النادي النووي قد يدفع دول الهامش إلى صنع ترسانات نووية جديدة وبالتالي فإن التوقيع على الاتفاق "انفراجة دبلوماسية واضحة".

وأشار مارغيلوف إلى أنه سيكون بالتأكيد هناك الكثير من العمل للسيطرة على الالتزام باتفاق جنيف مضيفا "الآن وبعد أن تم التوقيع على اتفاق جنيف فإن الوقت يبدو مناسبا تماما لأن أكرر موضوع شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل".