اتفاقية بين سورية والصين لوضع برنامج تنفيذي لتأهيل المرأة وتبادل الخبرات..

أكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أمس عمق العلاقات التاريخية والحضارية التي ترسخت بين سورية والصين منذ أيام طريق الحرير والتي تجلى فيها التعاون خلال العقود الماضية من أجل الانتصار لقيم الحق والعدالة الإنسانية والدفاع عن قضايا الشعوب المصيرية.
وأشارت الدكتورة العطار خلال لقائها تشن تشيلي رئيسة اتحاد نساء عموم الصين، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والوفد المرافق إلى أن سورية تنظر باهتمام بالغ إلى تنمية العلاقات الثنائية مع الصين وتعزيزها في مختلف المجالات داعية إلى توسيع التعاون بين المنظمات النسائية في البلدين من أجل مواصلة تمكين المرأة وتعزيز دورها لتكون شريكاً أساسياً في تحقيق التنمية التي تنشدها مجتمعاتنا وشعوبنا.
ونوهت العطار بالتقدم والتطور الذي تحققه الصين يوما بعد يوم وعلى مختلف الصعد ولاسيما نهضتها الثقافية والاقتصادية معربة عن أملها بأن تستمر علاقات التعاون المتينة بين البلدين عبر المزيد من الزيارات المتبادلة سواء على المستوى النسائي أو في القطاعات الأخرى الثقافية والاقتصادية والسياسية.
وعبرت عن تقدير سورية لمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية العادلة ولاسيما في فلسطين والجولان المحتل.
من جانبها أكدت تشيلي حرص الصين على توسيع العلاقات التاريخية المتميزة مع سورية التي تتسم بالثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والثقافي الواسع عبر الدعم المتبادل في القضايا الجوهرية التي تخص البلدين معربة عن تقديرها لموقف سورية الداعم لوحدة الصين كما جددت دعم بكين الدائم لحق سورية باستعادة الجولان المحتل.
ونوهت تشيلي بالمكانة المتميزة التي حققتها المرأة في سورية ومساهمتها الفعالة في بناء المجتمع مشيرة إلى أن المحادثات التي أجراها الوفد كانت إيجابية جداً وسوف تسهم في توسيع التعاون النسائي بين البلدين.
حضر اللقاء الدكتورة ماجدة قطيط رئيسة الاتحاد العام النسائي وسفير الصين بدمشق والوفد المرافق لتشيلي.
بلال: التعاون بين سورية والصين يقوم على قاعدة راسخة من التفاهم المشترك
وأكد الدكتور محسن بلال وزير الإعلام عمق علاقات الصداقة بين سورية والصين التي تمتد عبر مراحل طويلة من التاريخ والتي تتعزز باستمرار من خلال التعاون والتنسيق والدعم المتبادل للقضايا والمصالح المشتركة للشعبين في البلدين.
ولفت الوزير بلال خلال لقائه تشيلي والوفد المرافق إلى تنامي العلاقات بين سورية والصين في العقود الماضية وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات والقائم على قاعدة راسخة من التفاهم المشترك والذي تجلى في زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين وزيارات كبار المسؤولين الصينيين إلى سورية مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون الإعلامي بين مختلف وسائل الإعلام في البلدين وتبادل زيارات الوفود والخبرات والملتقيات الإعلامية بما يعزز التفاهم ويمد جسور التقارب بين الشعبين في البلدين.
وأشار الوزير بلال إلى أن سورية والصين تنتميان إلى حضارة عريقة وتعملان بما يعزز الاستقرار والسلام لافتاً إلى ما تتمتع به سورية من دور حيوي في المنطقة مستند الى منظومة من قيم التسامح والانفتاح على الآخر والتطلع إلى المعرفة في نسيج اجتماعي يقوم على التآخي ويتسع فيه حضور المرأة إلى جانب الرجل في عملية التنمية في مختلف الميادين والمواقع السياسية والعلمية والاجتماعية.
بدورها أكدت تشيلي عمق علاقات الصداقة بين الصين وسورية والتي تعود في جذورها التاريخية إلى طريق الحرير الذي يواصل مساره اليوم بالتواصل الرفيع المستوى بين قيادتي البلدين وتكريس الثقة السياسية والتفاهم المتبادل لقضايا البلدين العادلة مشيرة إلى دور سورية ومواقفها المنفتحة تجاه ثقافات بلدان العالم.
وأشارت تشيلي إلى ما حققته المراة الصينية من مكانة في المجتمع واضطلاعها بمناصب قيادية في مختلف الميادين بالمقابل فإن ماحققته المرأة السورية يشكل محط تقدير واحترام مؤكدة على تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين لا سيما مع التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال بما يعمق علاقات الصداقة ويزيد آفاق التعاون بين البلدين الصديقين.
حضر اللقاء الدكتورة ماجدة قطيط رئيسة الاتحاد العام النسائي والمهندس معن حيدر مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وسفير الصين بدمشق.
ووقع الاتحاد العام النسائي واتحاد نساء عموم الصين اتفاقية تعاون نصت على وضع برنامج تنفيذي مشترك لتبادل الخبرات والزيارات المتعلقة بتنظيم وتأهيل المرأة في مختلف المجالات والمشاركة في الفعاليات العلمية والثقافية النسائية الإبداعية لإتاحة تعميق التواصل بين الجانبين.
وتقضي الاتفاقية التي تسري لخمس سنوات بتبادل المعلومات والنشرات والمطبوعات بشكل مستمر حول واقع النساء والأطفال في البلدين الصديقين وتجاربهما على الصعيدين الاجتماعي والثقافي وإقامة دورات تأهيل مشتركة ومسابقات لإتاحة الفرص أمام النساء الموهوبات إضافة لتوسيع نطاق الدعم والتضامن مع المرأة في الأراضي المحتلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص ودعم نضال المرأة في العالم.
وقعت الاتفاقية القابلة تلقائياً للتجديد عن الجانب السوري رئيسة الاتحاد العام النسائي وعن الجانب الصيني رئيسة اتحاد النساء لعموم الصين ونائبة رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني.
وقدمت قطيط لوفد اتحاد نساء عموم الصين عرضا للإجراءات التي اتخذتها سورية في مجال حماية وتمكين المرأة ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات مشيرة إلى توفير الظروف الملائمة لإشراك المرأة السورية في التنمية ووصولها إلى مواقع متميزة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وحزبياً إلى جانب ما تم إنجازه على صعيد حماية المرأة من الناحية التشريعية.
وبينت أن للاتحاد قاعدة جماهيرية نسائية في كل مدينة وحي ومنشآت صحية تعنى بالمرأة والطفل ومراكز تدريب على تقنيات المعلوماتية ومختلف دورات محو أمية للرجل والمرأة على السواء خصوصا في الريف والقرى الأكثر احتياجاً إضافة إلى مشروع التدريب وتأمين مستلزمات المشاريع النسائية الانتاجية المدرة للدخل داعية اتحاد نساء عموم الصين إلى إفادة الجانب السوري في مجال السيطرة على النمو السكاني المتزايد الذي يؤثر سلباً على التنمية نظراً لما للصين من خبرة في هذا المجال.
من جانبها عرضت تشيلي ماقدمه ويقدمه اتحاد النساء لعموم الصين من خدمات لـ 650 مليون امرأة صينية مشيرة إلى أن تأسيس جمهورية الصين الشعبية كان له الفضل الأول في تحرير المرأة من خلال قانون منع الزواج المبكر والمخطط له مسبقا من الأبوين وتأمين دور للنساء في البناء الاقتصادي حيث يشكلن حاليا 46 بالمئة من اليد العاملة.
ولفتت إلى أن الاتحاد أقام مشاريع تنموية في المدن والقرى للنهوض بالمرأة علميا وثقافيا وصحيا إلى جانب تدريس ملايين الأطفال الفقراء ممن لم يستطيعوا إتمام تعليمهم وتقديم القروض لصاحبات المشاريع المهنية مع قيام الدولة بتسديد الفوائد المترتبة ومنح جوائز للنساء المتميزات والتوعية بتجاربهن لدفع المزيد من النساء للتميز والإبداع.
وتحدثت ممثلة جيش التحرير الصيني في الوفد شيوي ليلي عن دور المرأة الصينية في الجيش وتدرجها إلى أرقى الرتب العسكرية إضافة إلى الظروف المهيأة لها لتوسيع مشاركتها في هذا المجال مستقبلاً.