احداث ميدانية

"إننا بحماية الجيش العربي السوري" بهذه الكلمات يبادرك كل من تلتقيه في شوارع حي التقدم بمدينة دمشق الذي استعاد أمانه واستقراره وبدأ أهاليه يمارسون حياتهم بشكلها الاعتيادي بعد أن تم تطهير الحي من الإرهابيين الذين روعوا الأهالي والسكان.

وبينما يتقاسم المواطنون في الحي مع عناصر الجيش العربي السوري ما بحوزتهم من ماء وطعام بانتظار وصول قوافل الإمدادات التي ترسلها الحكومة للمواطنين كان الإرهابيون يعلنون هزيمتهم ويظهرون حقدهم الأعمى من خلال إطلاق بعض طلقات القناصة على هذا المشهد الوطني فتئز بعض رصاصات الغدر وهي تخطئ هدفها مبتعدة حتى لا يبقى منها إلا الصدى.

الجنود الذين اكتسبوا خبرات قتالية ميدانية بدوا واثقين من النصر ويرددون بين بعضهم عبارات من قبيل "غداً إلى أين.. أي حي سيعود نظيفاً من المرتزقة.. قل لأحمد أن يملأ جعبة الماء فالناس عطشى" هؤلاء الجنود يتقاسمون خبرتهم مع الأهالي فيقولون "لاتلمس شيئاً غريباً فقد يكون مفخخاً .. لاتمش في ذلك الشارع قبل ساعتين فالإرهابيون مازالوا يحاولون قنص المارة ونحن نطاردهم.. انتبهوا من المجارير فقد يكون أحد الإرهابيين بداخلها "والناس يتحركون بحذر وهم يستكشفون المكان ويعاينون بيوتهم ومحالهم.. هذا هو المشهد في حي التقدم الذي بات اليوم بحماية الجيش العربي السوري.

مع التقدم أكثر من نهاية الحي في أحد الشوارع الضيقة حيث الأبنية الطابقية تصطف على الجانبين تحجب قليلاً من أشعة الشمس التي تتصاعد حدتها ونحن نقترب أكثر من منتصف النهار تتردد أصوات القناصة القادمة من الجهة المقابلة بينما كان وفد إعلامي من وسائل إعلامية محلية وعربية وأجنبية يمضي سيراً على الأقدام بمرافقة وحدة من قواتنا الباسلة.

"إننا على مشارف حي الحجر الأسود حيث يتمركز إرهابيون وراء قناصاتهم في الأبنية المجاورة احذروا السير وسط الشارع "قال أحد الجنود بحرص شديد خوفاً من استهداف القناصة للإعلاميين.

في الوضع الطبيعي ما يفصل الأبنية السكنية المترامية على الجانبين بين حي التقدم وحي الحجر الأسود شارع واحد أما اليوم فهما على مسافة طلقة من قناص احترف الإرهاب قدم من ليبيا أو دول اشتهرت مؤخراً بتصدير الإرهاب إلى سورية لقتل السوريين من المدنيين وعناصر الجيش وحفظ النظام.

وكشف أحد القاطنين على مشارف حي الحجر الأسود الذي رفض الكشف عن اسمه خوفاً من الإرهابيين أنه قبل نحو أربعة أيام اقتحم البناء الذي يتكون من أربعة طوابق ويقطنها العديد من الأسر نحو خمسين إرهابياً وأصروا على دخول منزله مشيراً إلى أنهم كانوا يريدون رصد المنطقة من مكان مرتفع لمعرفة الأماكن الأنسب التي عليهم أن يتمركزوا فيها في منطقة الحجر الأسود القريبة من حي التقدم للقيام بأعمالهم الإرهابية واستهداف المدنيين وعناصر الجيش وحفظ النظام.

وأكد أنه كان بين الإرهابيين أشخاص من جنسيات عربية واستطاع أن يتعرف على هوية أحدهم بأنه ليبي من خلال لهجته إذ كان يكرر كلمة باهي مشيراً إلى أنه بعد ذلك اضطر أن يبعد زوجته وأولاده عن البيت إلى منطقة أخرى خوفاً عليهم من الإرهابيين.

وأشار إلى أن نحو خمسين إرهابياً اقتحموا بيت جاره وأطلقوا النار عليه وكان واضحاً أن أحد رجليه قد بترت عندما أخرجوه من البيت واقتادوه أمام أنظار الجيران إلى مكان مجهول ليظهر في اليوم التالي على قناة الجزيرة وهو يقول أنه انشق عن الجيش العربي السوري.

يستمر إطلاق النار من القناصين على الجانب الآخر في الحجر الأسود إلى جوار مقبرة الشهداء وبينما التزم الإعلاميون مكاناً يجنبهم تلقي رصاص القناصين تقدم عدد من عناصر الجيش بين الأزقة وبعد نحو عشرين دقيقة عاد الهدوء مجدداً وأصبح بالإمكان التقدم حيث استطاع الجنود رغم تواري المسلحين في المنازل قتل عدد من الإرهابيين والقبض على عدد آخر.