احمونا من هذه السيارات

"احمونا من هذه السيارات"

اقتصادية

الثلاثاء,٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم




سلامات

كاد صديقي أن يفقد حياته منذ بضعة أيام في حادث مروري وقع ليلاً على أوتوستراد المزة .

ذنب صديقي، وهو زميل إعلامي، أنه كان يقف على إشارة مرور قبل أن تباغته سيارة حديثة مسرعة، وتحول سيارته إلى عجينة حديد ودماء..

صحيح أن السيارة التي تسببت بالحادث تحمل لوحة مرور عربية كما قيل، إلا أن جميعنا يرى كيف تحولت طرقنا العامة إلى ما يشبه مضمار سباقات رالي للسيارات الضخمة التي لانعرف كيف لاتزال تدخل البلد رغم قرار منع الاستيراد، وإلى مضمار سباق كذلك لسيارات أبناء المتنفذين، والذين بتنا نعجز عن حفظ أسمائهم وألقابهم ومهامهم.

هذه الظاهرة زادت أكثر مع السماح بـ"الفيمة"، فالبعض يعتقد أن الرسم الذي يدفعه لوزارة الداخلية يخوله استباحة القانون وحقوق الناس وحياتهم وسلامتهم..

لا بل هناك من يعتقد أن بطاقة الفيمة هي بمنزلة تمييز له عن عموم الناس الذين لا يحق لهم مجاراته في استخدام الطرقات، أو قطع هويته المفضلة في القيادة الرعناء كما يسميها رجال المرور.

إبعاد شر هذه الظاهرة عن حياة الناس لا يمكن أن يتم إلا بأحد حلين....

إما ضبط هذه السيارات وإلزامها بالتقييد بالأنظمة المرورية... أي تطبيق قانون السير عليها أياً كان مالكها ومستخدمها، فقانون السير لم يوضع فقط للمواطنين العاديين، الذين لا سند لهم ولا نفوذ.

وقناعتي أن الدولة عندما تريد فعل ذلك فهي قادرة وبكل سهولة.

وفي حال عدم الرغبة حالياً بفعل ذلك لسبب ما، فالأفضل، وحماية لأرواح الناس وممتلكاتهم، القيام بتخصيص مسرب ضمن الشوارع والطرقات لهذه السيارات، وليمارس وقتها أصحابها ومستخدميها هويتهم ضد بعضهم البعض.

دمتم بخير


الصفحة الأخيرة