اخبار اليوم "المصرية" - الجريمة ... والنقاب

العقل ملثم.. يغوص في سديم قاتم.. فلم تعد  تلك البؤر السوداء البازغة، المتكاثرة  في طرقات المحروسة   سابقا مجرد  ركام من الأقمشة الحالكة تترنم بالموات المحدق بكل شيء ولكنها حالة  من الاحتضار ونذير سكرات مغيب قادم يحض علي تحريم  الحلال، تغلغل الخرافة، يئد الفكر ويلتهم  آخر شذرات التنوير الباقية من رحيق مصر الليبرالية، الكوزموبوليتانية.. وليصبح هذا النقاب  الأسود الرمز والمرادف  الفادح لتأبين  مصر التي كانت.. والكل مدان.. الكل مشارك.. القاتل والمقتول فلا أحد برئ، أيام عجاف، نافقة، دامية تنثر  ملحها.
مؤامرة  تحاك من الخارج ولكن الأخطر  من الداخل يصنعها فحيح  الدعاة الجدد، المثقفين الجدد، والإعلاميين الجدد، المرتزق، الجاهل ، المغيب والمضلل، إلي أي  هوة معتمة، دميمة، يركض مجتمعنا مذيع يقترف كل  الموبقات، يقتل زوجته متعمدا فالرصاصة  صوبها نحو رأسها وليس جسدها حيث تكون النجاة ممكنة، تعامل مع الزوجة  المحبة بهذا المفهوم المتدني فهو مجرد شيء حريم مضمون تستحق تلك النظرة »الدونية« وهذا التعالي  الذكوري، والإهانة والخداع كلها أشياء مباحة  ولتختزل الحياة  في محل بن، أموال تغدقها الأنثي وجسد  يقضي منه وطرا، علاقة منزوعة المشاعر، فالضحية  المحبة هي التي طاردته،  تحرشت به واستجاب هو ووقع فريسة في أحضان تلك المرأة المفتقرة للملاحة والثقافة فكان أن أفقدت حياة المذيع المسكين (ياسلام) ويداهمنا مزيد  من المآسي  شاب يقطع رأس والده أثناء صلاته، طالبان يبتران أنف وأذن زوجة زهدت الحياة  مع زوجها وهو ماحلله الله  وحرمه طالبان، وشاهدنا منذ أيام المنقبة التي قتلت زوجها بمساعدة عشيقها وهو ابن عم هذا الأخير وقد تزوجت منه في نفس الوقت، النقاب  لم يعد خرقة من القماش الكئيب ولم يعد وجها ملثما وعيونا جاحظة، ناضحة بالغل، القسوة، التعالي وتجنيس المرأة ولكن هو  تشويه بين  لمفهوم العقيدة حيث الرحمة، الإنسانية، الخير، والعدل.

اخبار اليوم - سلمى قاسم - 12 - 8 - 2010