ارتجال مسرحي "متل الكذب" على مسرح القباني


افتتحت فرقة مسرح التكوين أولى عروضها لمسرحية مثل الكذب مشروع ارتجال 2 نص وإخراج عدنان أزروني وذلك مساء أمس على مسرح القباني بدمشق.

ويتناول العرض حكاية امرأة سورية تلتقي بشاب أجنبي فتنشأ بينهما قصة حب يتكشف من خلالها ثقافة كل منهما وفق مصارحات أخذت طابعاً كوميدياً ممزوجاً برقصات شرقية إضافة إلى رقص التانغو الأرجنتيني حيث اعتمد مخرج العرض على توليفة حركية موسيقية راقصة دمجت بين عدة مستويات للفرجة المسرحية.

واستفاد أزروني من تجربته الأولى التي عنونها بمشروع ارتجال 1 لتطوير نوعية جديدة من الكتابة للخشبة معولاً على قدرة الممثلي ابتكار ردود أفعاله حيث نجح في صياغة زمن عرضه الجديد وفق تكثيف عال لزمن البروفا المسرحية آخذاً بعين الاعتبار شروطاً عديدة في مراكمة خبرات انفعالية خاصة لممثل المسرح.

ونجح العرض في تحقيق متعة مشهدية اتكأت على مفارقات في اللهجة واللغة على حد سواء مبرمةً علاقة جديدة بين كل من بطلي العرض لمى حكيم في دور جمال وأديب الصفدي في دور جوان حيث أدى كل منهما دوره بعيداً عن التعمق في نسج ملامح خاصة للشخصية التي يقومون بتجسيدها على الخشبة.

واستطاع المخرج أزروني أن يقدم نفساً شبابياً في عرضه عبر تلوينات متنوعة استفاد فيها من تقديم أزمنة خاطفة عبر إضاءة يتغير من خلالها عمل الممثل وفق شرطية وضعت كلا من حكيم والصفدي في عدة أدوار قدماها عبر كاريكترات ساخرة مفعمة بالحيوية بعيداً عن نمذجة مستمرة لهذه الأنماط التي اكتفى بها كاتب ومخرج العرض لتكون حاملاً مادياً لأفكاره.

كما ابتعد العرض عن تطوير حالة نفسية واضحة للشخصيات التي قدمها عبر ممثليه مبقياً على ما يشبه لعبة تبادل أدوار أراد منها فريق مثل الكذب إبراز وتيرة واحدة للأداء الذي اتصف بصخبه المبالغ به على حساب خط الفعل المتصل الذي عوض عنه مخرج العرض بمجموعة متلاحقة من اللوحات المتناثرة على يمين ويسار وعمق الخشبة مما ضاعف في تحويل الممثل إلى مجرد أداة في يد المخرج فضلاً عن تقديم ملامح لامرأة شرقية ورجل غربي في مستويات سطحية لم تذهب نحو الكشف عن مونولوجات كل منهما.

وتعامل أزروني بخفة مع قطع الديكور الشرطية لتقسيم الخشبة إلى ما يشبه منزلاً متعدد النوافذ والأبواب والحجرات مضيفاً الصورة الفوتوغرافية إلى فضاء العرض من أجل الانتقال بالمكان المسرحي الواحد إلى أماكن خارجية من مدينة دمشق وبقية المحافظات السورية.

واستغرق كل من لمى الحكيم وأديب الصفدي في إعادة إنتاج خروجات متكررة من يسار ويمين الخشبة دون أي اعتبار لطبيعة ردود الأفعال لدوريهما ولاسيما عندما جنحا إلى ما يشبه استعراضاً مبالغاً به لسطوة الكلام وثرثرته من أجل ملء الفراغ على المسرح وفق لعبة غير منتهية لما يسمى بمسرح الحكي ما ساهم في غياب تحليل الأفعال وتطويرها من خطوات عشوائية ارتجالية إلى ميزانسين يوضح بشكل متصاعد طبيعة الأدوار التي يريدون تقديمها دفعة واحدة على الخشبة.

يذكر أن عرض مثل الكذب تأليف موسيقي وائل القاق وخالد عمران.. تدريب رقص سليمان واكد.. تصميم أزياء هنادة صباغ.. تصميم الإضاءة بسام حميدي.. تصوير فوتوغرافي فادي خطاب.. مونتاج فيديو تامر ملاك .. ديكور علاء أبو شاهين.. والعرض من إنتاج فرقة مسرح التكوين بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا بدمشق.

سانا