ارتفاع سعر القهوة .. والاقتصاد : البن مادة محررة تخضع للعرض والطلب

 
ستذكرنا قهوتنا الصباحية صباح كل يوم بعد أن انتقلت إليها عدوى ارتفاع الأسعار باحتمال ارتفاع أسعار مواد أخرى دون سابق إنذار أسوة بارتفاع أسعارها.. حيث شهدت الأيام الماضية ارتفاعاً مفاجئاً وكبيراً في أسعار البن تجاوز 100 ليرة سورية للكيلو الواحد في بعض الأحيان. ووصل بذلك سعر الكيلو وسطياً إلى 450 ل.س.
 
وتفاوت هذا الارتفاع ولو بنسب قليلة بين المحافظات السورية، إلا أن الزيادة لم تكن أقل من 50 ليرة على سعر الكيلو الواحد.
 
تشير بيانات صادرة عن وزارة الزراعة إلى أن إجمالي ما يتم إنفاقه سنوياً على القهوة يصل إلى 4.366 مليار ليرة، وبمعدل يومي يبلغ نحو 11.9 مليون ليرة كحد أدنى...
وتعتبر البرازيل، أكبر منتج ومصدر في العالم لصنف «أرابيكا» من البن، حيث تنتج نحو 32 مليون كيس زنة الواحد منه 60 كليو غرام.
وقد شهدت أسعار البن البرازيلي ارتفاعاً عالمياً وصل إلى نحو 360 ريالاً برازيلياً (132 دولاراً) من 320 ريالاً (117 دولاراً) خلال أسبوع، وهو أعلى سعر يسجل منذ عام 2000، وربما كان لهذا الارتفاع علاقة مباشرة في ارتفاع أسعار البن في سورية.
ويعد البن السلعة الأكثر تداولا عالمياً بعد النفط، إذ تصل مبيعاتها السنوية في الأسواق الاستهلاكية إلى نحو 70 مليار دولار ويعيش من عوائدها نحو 25 مليون عائلةً تتوزع على 60 بلداً في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
 
 Image
الارتفاع في سعر البن يعود حسب تجار تلك المادة إلى ارتفاع عالمي في أسعاره، موضحين أنه لا يمكن لهم أن يتحملوا ذلك الارتفاع العالمي بعيداً عن رفع الأسعار المحلية..
فقد ارتفعت أسعار البن في الدول التي يتم استيراده منها إلى سورية وهي كما ذكر التجار: البرازيل ، وكولومبيا، وإجمالا من معظم دول أمريكا الجنوبية.
 إلا أن المزاجية في تسعيرة البن التي بدأت تظهر واضحة منذ حررت أسعاره، تجعل المواطن غير واثق أبداً من أن السعر المتداول هو سعر واقعي ومستحق.
وجاءت هذه الزيادة الأخيرة في أسعار البن لتزيد من أعباء المواطن وتضيف مادة جديدة إلى المواد التي شهدت ارتفاعات واضحة في أسعارها مؤخراً .
وبعد ذلك الارتفاع في سعر البن، ربما سيجد مواطننا نفسه مضطراً إلى الاستغناء عن مشروبه الصباحي المميز الذي رافقه لسنوات طويلة..
 
وفاء الغزي مديرة الأسعار في وزارة الاقتصاد والتجارة، أكدت أن مادة البن مادة محررة وتختلف أسعارها حسب النوع وقياس الحبة والمنشأ، وسبب الارتفاع في أسعار البن هو ارتفاع سعر الهيل ونوعية البن .
وبما أن البن مادة محررة، فإنها تخضع للعرض والطلب والمنافسة.
وأكدت الغزي أنه في حال وجود أي شكوى على أسعار المواد المحررة يمكن لمدير الاقتصاد والتجارة شخصياً التحقق وطلب بيان التكاليف من التاجر حسب القرار رقم 495 للتأكد من أن هذا السعر فعلي وواقعي.
  
المستهلك ملَّ عدِّ المواد التي ارتفعت أسعارها مؤخراً نظراً لكثرتها ..
إلا أن ارتفاع سعر القهوة، كان له وقع خاص ، فالقهوة مشروب الغني والفقير وليس في وسع المواطن تحمل مزاجية تجار تلك المادة وحرية أسعارها..
عدنان دخاخني رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك أكد ذلك فقال:» يعتبر البن من المواد الأساسية في حياة المواطنين، ويجب أن يكون سعره واضحاً وثابتاً، فهذه المادة الأساسية لا تحتمل أن يكون سعرها محرراً والجمعية طالما طالبت بمنع تحرير أسعار البن؛ فالطلب على القهوة متزايد بشكل دائم ومستمر على مدار العام وهو غير مرتبط بوقت أو مناسبة معينة، خاصة وأن مستهلكي هذه المادة يمثلون شريحة كبيرة ومتنوعة..
وأكد دخاخني أن الجمعية ترفع صوتها مجدداً لتحديد أسعار البن ضمن التكلفة الفعلية وهامش ربح معقول تحدده الجهات المعنية بالتوافق مع أصحاب المهنة ليكون هناك حدود وقيود لضبط أسعار هذه المادة. فقبل الزيادة كان هناك من يبيع كيلو البن بـ 400 ليرة وبعض آخر بـ 600 ليرة من النوعية الممتازة، وبالتأكيد سيكون الجميع رابحاً، إلا أن هناك من يبالغ في ربحه.
وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك :»لابد من أن يتناسب سعر القهوة مع سعر البن والمواد المضافة إليه، إضافة إلى ضرورة منع التسيب في أسعار هذه المادة الأساسية والتي لا يمكن أبداً أن تعتبرها كمالية أو ثانوية.
وأخيرا قال عدنان دخاخني:« تأمل الجمعية أن يصل المعنيون إلى اتخاذ قرار وإيجاد حل لمشكلة غلاء أسعار القهوة وتفاوت أسعارها في أسواقنا.»
 
شام نيوز - بلدنا