الصفحة الأخيرة

استباحة الصحافة والشعر_ الصفحة الأخيرة

اقتصادية

الخميس,١٨ آب ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم

استباحة الصحافة والشعر

سلامات

لدينا مهنتان مستباحتان منذ عدة سنوات...

الأولى مهنة الصحافة التي شرَّعتْ أبوابَها منذ سنوات طويلة لكل من هبّ ودب، سواء كان يحمل شهادة جامعية أو لا، لديه إلمام بأبسط قواعد العمل الصحفي أو ليس لديه سوى معرفة بأحد ما، يدرك واجباتِ ومسؤوليةَ هذه المهنة أو لا يبالي بأخلاقياتها.

أما المهنة الثانية فهي كتابة الشعر. ونحن هنا أمام أعداد كبيرة ممن يطلقون على أنفسهم شعراء وشاعرات، إلا أن معظم إنتاجهم لا يصنَّفُ شعراً، ولا نتراً، ولا حتى مجرد خاطرة..

هذه الاستباحة للمهنتين لا تزال مستمرة، ويبدو أنها ستظل كذلك ما دام بعض المشتغلين في هاتين المهنتين يتساهلون ويسهمون في دفع أعضاءَ جددٍ غير مؤهلين لامتهان الكتابة تحقيقاً لمصالح خاصة متعددة الأوجه، الأمر الذي من شأنه الإساءة بشكل مباشر أو غير مباشر للمهنتين.

هناك مسؤولية على كل المؤسسات الإعلامية والثقافية في البلاد، ولا بد من خطوات منطقية وجادة لوضع حد لتلك الاستباحة. أولى تلك الخطوات ضرورة التشدد في قبول المنتسبين الجدد وفي طباعة الإنتاج الأدبي، والعودة إلى الدورات التدريبية الطويلة، تضمين التشريعات والأنظمة ما يحفظ للمهنتين قدسية رسالتهما، وإسهاماتهما الفكرية والثقافية في تشكيل حالة الوعي، التي نحن اليوم أشد ما نكون بحاجة إليها..

لكن السؤال... لماذا تكون هذه الاستباحة فقط في مهن الكتابة؟ يعني حتى في الأعمال الحرة، يبدأ المنتسب إليها بالتعلم قبل أن يتحول إلى "معلم".

الصفحة الأخيرة شام إف إم

الصفحة الأخيرة
زيادة غصن
اقتصاد
شعر