استطلاع : شام اف ام في المرتبة الاولى بين الإذاعات (الخاصة) في دمشق

قام موقع داماس بوست باستطلاع لمعرفة أكثر الإذاعات (الخاصة) استماعاً في دمشق للعام 2011 (ولم يشمل الاستطلاع إذاعة القدس والإذاعات السورية الرسمية الثلاث)، ــ شام FM:
احتلت المرتبة الأولى في استطلاعنا، وأغلب من التقيناهم أجمعوا على عدة نقاط منها:
ــ أن الإذاعة تتميز بالرقي بسبب اعتمادها على صوت فيروز وموسيقى الرحابنة، وتروج لفن افتقدناه في معظم الإذاعات وهي المسرحيات والتي تقدمها الإذاعة بشكل يومي، وتقدم الإذاعة عدداً من البرامج التي تكرس هذا النمط من الفن وبدأت باجتذاب جمهور واسع من هذا الباب.
ــ سبب آخر دفع المستمعين لاختيار شام إف إم وهو وجود الإعلامية هيام حموي والتي انتقلت بين عدد من الإذاعات العربية والموجهة ومنها الشرق ومونتي كارلو ولاقت شهرة واسعة في هذه الإذاعات، وأغلب من التقيناهم قالوا بأن هيام حموي عامل جذب مهم للإذاعة.
ــ هي الإذاعة الوحيدة التي تعتمد خدمة البث الفضائي في سورية وهي ميزة تكسبها جمهوراً كبيراً قد لا يجد وقتاً للاستماع الى الراديو وانتقد بعض المصوتين التقطعات الكثيرة التي تحصل عبر بث الإذاعة وأنها تستمر أحياناً لفترات طويلة صورة بلا صوت.
أما السبب الأهم والذي جذب المستمعين لإذاعة شام مؤخراً، فهو تفردها بنقل آخر الأخبار من جميع المحافظات السورية طيلة فترة بثها.
ولكن هذا التميز بالتغطية والاعتماد على المراسلين لم يمنع المختصين بالإعلام من توجيه بعض الانتقادات ومنها:
ــ بدايةً: الإذاعة فنية موسيقية إعلانية ومجرد دخولها في مجال الإعلام السياسي الإخباري مخالفة صريحة واضحة لقانون الإذاعات (المرخصة على أساسه) فهي لا تملك مقومات الإذاعة السياسية، وهذا يعني أنه ليس لها توجه واضح، وحتى لو قال البعض أن قانون الإذاعات ألغي وحل مكانه قانون الإعلام الجديد فهذا لا يعني أن تتحول إذاعة موسيقية إلى إذاعة إخبارية بين ليلة وضحاها، وبعض المختصين قالوا بأن الانتقال بالإذاعة فجأة إلى السياسة والأخبار كان ارتجالياً وغير مدروس وهذا بدا واضحاً في بداية الأحداث حيث خرجت أخطاء كثيرة على الهواء في التحرير والإلقاء .....
وبناء عليه ظهرت أخطاء منها:
ــ يبدو أن هنالك سوء تقدير من الإذاعة لبعض أصوات المذيعين والمذيعات والذين لا تتوافق أصواتهم أو (أنهم غير متدربين بما يكفي) لإلقاء النشرات الإخبارية، سواءاً من حيث مخارج الحروف وسوية اللغة العربية الفصحى لدى هؤلاء.
ــ بعض المذيعين ليسوا على سوية ثقافية واحدة مع الضيوف الذين يستقبلونهم وعلى الأغلب ليسوا على إطلاع كاف بالمواضيع التي يطرحونها وهذا يسبب فجوة كبيرة بين المقدم والضيف ويسيطر ضيوف شام إف إم غالباً على برامج الإذاعة ويفقد المذيعون أدوارهم ويصبحون مجرد مستمعين، يصابون بالذهول لأي فكرة بديهية قد يطرحها الضيف.
ــ موضوع الدقة في نقل الأخبار سبب انتقادات كثيرة للإذاعة والتي غالباً لا تقوم بالاعتذار عن خبر خاطىء، ويقول البعض أن هذا الموضوع ربما يكون مبرراً لو كان في غير هذه الظروف، ولكن في الوضع الحالي ربما تتسبب معلومة خاطئة بمجازر حقيقية لا يستطيع أحد تحمل عواقبها.
ــ الإذاعة تعتمد أساساً على الأخبار القصيرة والمختصرة، لكن شام إف إم، خالفت هذه القاعدة لدرجة أنها تورد نص كامل لمقالة صحفية في نشرة أخبار، وهذا أمر غير معتاد في أدبيات الإذاعة، فالمستمع يمل بسرعة ويحول الموجة بكبسة زر إذا لم تستطع الإذاعة جذبه باستمرار.
ــ انتقادات أخرى وجهت لبرامج الفلك والأبراج التي تقدمها الإذاعة والتي تحتل فترات طويلة من برامج الإذاعة، ويرى المنتقدون أنه لا مبرر لوجود هكذا برامج تروج للانحطاط الفكري والخرافات والشعوذة وتسطح التفكير، وهدفها الأول والأخير تجاري بحت خصوصاً وأن الإذاعة تقول أنها ذات رسالة وتهتم بالفن الراقي وأصبحت تبث الأخبار وبرامج السياسة.
..............
مدير إذاعة شام إف إم سامر يوسف:
يقول في إحدى لقاءاته بأن أخبار إذاعته ذات مصداقية وتعتمد على المراسلين (الميدانيين) في كل المحافظات، ويقول أنه يمنع كل ما يعرض السلم الأهلي للخطر (حتى لو تعارض مع المهنية).
وبخصوص الترخيص اعترف بأنه مخالف للقانون ولكنه حصل على موافقة (شفهية) لتقديم أخبار سياسية، ويكرر يوسف في كل لقاءاته تأكيده بأنه لا أحد يتدخل في الأخبار التي تبثها إذاعته ... ويقول يوسف بأنه صاحب فكرة بث أغاني فيروز في المساء، وأن هذه الإذاعة كانت حلماً يراوده في الثمانينات.
..........................
ختاماً لا بد من القول أن موضوع الإذاعات الخاصة متشعب ويصعب الإحاطة به في مقالة واحدة، وهنا يجب ان نذكر بأن نتائج الاستبيان قد لا تعبر بالضرورة عن رأي جميع السوريين فهو أجري بدمشق وعلى عينات عشوائية رأينا أنها تمثل معظم المجتمع السوري ويبقى حق الرد محفوظاً للجميع وليس من حقنا إصدار أحكام بحق أحد وإنما هو استبيان لآراء الناس وكل كلمة قيلت بالمقالة سمعناها من الناس الذين قابلناهم.
ولا بد من أن تنتبه هذه الاذاعات لمسألة هامة وهي أن الإدارة في أوقات الازمات هي معيار نجاح أو فشل أي مؤسسة كانت، وإذا كانت الاذاعات الخاصة قد نشأت وترعرعت في أوقات الرخاء وقامت بالإثراء على حساب المواد الضحلة والمتدنية المستوى التي كانت تقدمها، فلا يحق لها الانسحاب الآن لأنها فقدت اعلاناتها، والمطلوب منها الآن خدمة المستمع السوري في وقت أزمته وأن تقدم له البرامج المفيدة التي ترفع من مستواه الفكري.