استطلاع: أوباما يفشل في تغيير صورة "الوجه الأمريكي القبيح"

 

على مدار عدة أعوام، ظل العالم العربي ينظر إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش على أنه "الأمريكي القبيح"، إذ أن خطاباته وسياسته الخارجية بل وإدارته برمتها كانت هدفا لانتقادات العرب على نحو مستمر.

لقد شعر الناس بأن "الحرب على الإرهاب"، التي أعلن عنها بوش في أعقاب هجمات 11 أيلول/ 2001 على برجي مركز التجارة العالمي، كانت تستهدف الإسلام، لاسيما مئات الآلاف الذين قتلوا عقب غزو أفغانستان والعراق.

وعندما رشق أحد الصحفيين العراقيين بوش بحذائه في آخر أيام الرئيس السابق بالبيت الأبيض، اعتبر هذا الحدث بمثابة "أفضل قبلة وداع على الإطلاق"، وسرعان ما انتشرت ألعاب فيديو حول هذا المشهد، من المغرب إلى مضيق هرمز.

في وقت لاحق، ساد المنطقة قدرا من الارتياح المشوب بالحذر عندما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"بداية جديدة" في خطابه الذي ألقاه في القاهرة عام 2009.

غير أن استطلاعا للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي مؤخرا في ست دول بمنطقة الشرق الأوسط يعكس نظرة سلبية تجاه السياسات الأمريكية في المنطقة. ومن ثم وصلت شعبية أوباما إلى عشرة في المئة أو أقل.

تعرضت الولايات المتحدة للانتقاد في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية عدم تبنيها سياسية واضحة تجاه الانتفاضات التي تجتاح المنطقة.

يقول المحلل السياسي اليمني عبد الباري طاهر إن مصالح الولايات المتحدة تهيمن على تصوراتها ا للتطورات التي تشهدها المنطقة.

ويرى طاهر أن النفط ومحاربة القاعدة والعلاقات مع إسرائيل، كلها عوامل أثرت على ردود فعل واشنطن إزاء ما صار يعرف باسم "الربيع العربي"

في مصر، تعرض أوباما للانتقاد الشديد على خلفية دعمه المتأخر للمتظاهرين المنادين بالديمقراطية الذين اعتصموا في ميدان التحرير وسط القاهرة للمطالبة برحيل الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك.

في ذلك الوقت، اتهم بعض الناشطين الولايات المتحدة بأنها تأخرت كثيرا في اختيار الجانب الذي تدعمه، حيث اتخذت قرارها بعد أن بات من الواضح أن الجيش سيتولى إدارة شئون البلاد.

وها هو السيناريو الأمريكي يتكرر من جديد، حيث غيرت واشنطن موقفها في الآونة الأخيرة إزاء أعمال القمع العنيفة في سورية، بعد أن ظلت تحث الرئيس السوري بشار الأسد مرارا على إجراء إصلاحات في بلاده بدلا من تنحيه عن الحكم.

وفي اليمن، باتت أمريكا في موقف اتهام لتخليها عن الشعب من أجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وقال طاهر إن الولايات المتحدة رأت أن صالح حليفها في "الحرب على الإرهاب" في البلاد، لكنه يخدعها فحسب ليضمن وقوفها في صفه.

وأشار إلى أن واشنطن يمكنها إجبار السعودية على الضغط على صالح لكي يرحل ووضع حدا للمأزق الذي مضى عليه الان ستة شهور في اليمن .

وهو يرى أنه "يمكنهم ببساطة"الامريكيون" الضغط على السعودية للكف عن عرقلة الحل السياسي والتحول الديمقراطي في البلاد".

علاوة على ذلك، تظل عملية السلام في الشرق الأوسط إحدى القضايا الرئيسية في المنطقة. ولكن بينما بعث أوباما الآمال في حل الصراع بالمنطقة، إلا أن شيئا لم يتحقق.

كانت النتيجة النهائية هي أن نسبة تأييد السياسات الأمريكية في المنطقة باتت الآن أقل مما كانت عليه في نهاية فترة الولاية الثانية لبوش.

 

شام نيوز - وكالات