استفتاء "تقسيم السودان" .. زغاريد في الجنوب .. ودموع في الشمال

 

 

تواصل الاقبال الشديد على مراكز الاقتراع في جنوب السودان للمشاركة في الاستفتاء حول مستقبل الجنوب، في حين اوقعت معارك قبلية في منطقة ابيي المتنازع عليها 33 قتيلا على الاقل.

وفي يوم الاحد الذي كان أول ايام الاستفتاء الذي سيمتد حتى 15 كانون الاول الحالي، بلغت نسبة المشاركة 20% من الجنوبيين.

وقال باولينا واناويلا اونانغو العضو في لجنة الاستفتاء في مؤتمر صحافي ان "نسبة الذين صوتوا (الاحد) في ولايات الشمال وصل الى 14% فيما وصل في الجنوب الى 20%".

واوضح ان النتائج النهائية ستعلن في الثاني من شباط المقبل اذا لم تقدم اعتراضات.

ومع ان منطقة ابيي غير مشمولة بالاستفتاء الجاري، فقد عكرت المعارك التي شهدتها هذه المنطقة صفو الاجواء الاحتفالية وذكرت الجنوبيين بان المشاكل لن تحل بحصول انفصال متوقع، وان احتمالات الحرب تبقى قائمة.

فقد اعلن المسؤول الجنوبي رئيس ادارية ابيي دنق اروب كوول ان قبائل المسيرية "هاجمت منطقة ابيي ثلاث مرات منذ الجمعة ما ادى الى مقتل ما بين 20 و22 من الدنكا نقوك".

من جهته اتهم زعيم قبائل المسيرية حامد الانصاري قبائل الدنكا نقوك ببدء الهجوم. وقال لفرانس برس "قتل 13 شخصا من قبائل المسيرية منذ الجمعة واصيب 38 آخرون".

وبذلك تبلغ حصيلتا الطرفين 33 قتيلا.

والمعروف عن قبائل المسيرية العربية انها تنتقل مع قطعانها من الماشية من الشمال باتجاه ابيي في موسم الجفاف بحثا عن الماء للماشية.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة في السودان قويدر زروق ان القوة ارسلت دورية الى المكان لاستكشاف الوضع على الارض.

وقام والي ولاية جنوب كردفان احمد هارون الاحد بزيارة الى ابيي لتهدئة الوضع بين القبيلتين المتنازعتين. وقال رئيس ادارية ابيي ان "احمد هارون زار المنطقة الاحد وكان همه الوحيد ضمان وصول قبائل المسيرية الى المياه".

وما تخشاه قبائل المسيرية انه في حال انفصال الجنوب قد تعمد قبائل الدنكا نقوك الى منع افرادها من العبور الى مناطق المياه في ابيي.

وكان من المفترض اجراء استفتاء خاص بمنطقة ابيي يعبر من خلاله سكان هذه المنطقة عن رغبتهم بالانضمام الى الشمال او الجنوب. الا انه تأجل الى موعد غير محدد بسبب عدم الاتفاق على تحديد الذين يحق لهم المشاركة في هذا الاستفتاء.

ولم تتأثر مراكز الاقتراع في الجنوب بحوادث ابيي حيث تواصل الاقبال الكبير على الاقتراع في كافة انحاء الجنوب السوداني.

ففي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين ان الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقال المراقب يال اكويال اكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم "منتدى الشباب في جنوب السودان" وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية لفرانس برس ان "الاقبال كبير وقد وصل الكثيرون الى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكرا من الاقتراع".

من جهته قال المراقب الاخر ابراهام ايووين ان "1067 شخصا اقترعوا في هذا المركز الاحد وان الصناديق في حال امتلائها ستنقل الى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل باخرى جديدة".

اما في المركز الكبير في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى ان بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من انهم سيكونون بين اوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع الساعة الثامنة (الخامسة تغ).

وقال جيمس خور شول (28 عاما) لفرانس برس "وصلت الى هنا في الساعة الثانية فجرا. بالامس حضرت القداس واردت الاقتراع بعده الا ان طوابير الناخبين كانت طويلة جدا ففضلت العودة صباح اليوم".

وكان الجنوب السوداني شهد حربا اهلية اولى مع الشمال من 1955 حتى 1972، وثانية من 1983 حتى 2005.

واوقعت هاتان الحربان نحو مليوني قتيل ونصف مليون في حين وصل عدد المهجرين الى نحو اربعة ملايين شخص.

ويبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني.

ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته.

اشادت وزيرة الخارجية الاميركية الاثنين بالحكومة السودانية لسماحها باجراء الاستفتاء حول مصير جنوب السودان ودعت الدول العربية الى تقديم المساعدة للجانبين.

وقد دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى دعم الخرطوم وجوبا. وقالت امام عدد من طلاب الجامعات في ابوظبي في برنامج بثته شبكة "ام بي سي" العربية "يجب مساعدة شعب جنوب السودان على سد احتياجاته العديدة والعمل مع الشمال والاستثمار فيه لكي يرى فوائد العمل الشجاع جدا الذي اتاح الانتقال من حالة نزاع الى حالة تسوية".

وقالت ان "هذا يمكن ان يشكل مثالا رائعا على النتيجة السلمية لنزاع طويل".

واضافت "اذا صوت جنوب السودان على ان يكون له بلد خاص به كما هو متوقع، فامل ان نقدم نحن جميعا في المنطقة الاوسع وبالتاكيد في الولايات المتحدة، المساعدة".

من جانبه قال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الاثنين ان الرئيس السوداني عمر البشير اعرب عن استعداده بان يتحمل شمال البلاد كافة الديون البالغة قيمتها 38 مليار دولار مما يعفي الجنوب من اية ديون اذا ما صوت لصالح الانفصال.

وقال كارتر في مقابلة مع شبكة سي ان ان الاخبارية "لقد تحدثت مع الرئيس البشير. وقال انه يجب تحميل الدين باكمله لشمال السودان وليس للجزء الجنوبي".

وكان كارتر التقى الرئيس السوداني السبت في الخرطوم قبل ان يتوجه جوا الى جوبا.

ويترأس كارتر اضافة الى الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان وفدا من المراقبين من مركز كارتر.

 

شام نيوز - وكالات