استقالة قادة الجيش التركي.. في ضربة قاسية لأردوغان

قالت محطة تلفزيون (سي.ان.ان ترك) الجمعة 29/7/2011 إن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة التركية اسيك كوسانير وقادة القوات البرية والبحرية والجوية استقالوا من مناصبهم، وهو ما يعد ضربة قاسية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حسب مراقبين.
ولم يتضح على الفور سبب استقالاتهم، وتزايد التوتر بين الجيش وحكومة أردوغان في السنوات القليلة الماضية ومن المقرر أن يعقد المجلس العسكري الأعلى اجتماعاً مهماً الأسبوع القادم.
وكانت معلومات قد كشفت في وقت سابق عن تعرض رئيس أركان الجيش التركي لضغوط من قادة الجيش للاستقالة من منصبه احتجاجاً على قرار أصدرته محكمة مدنية في اسطنبول قبل أسبوع بحبس قائد أكاديمية الحرب الجنرال بيلجين بالانلي و8 ضباط آخرين في إطار التحقيقات الجارية في قضية الانقلاب العسكري علي الحكومة المعروفة باسم "المطرقة".
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مصادر عسكرية أن الضغوط قد تزايدت على كوسانير لإرغامه علي تقديم استقالته من منصبه احتجاجاً علي حبس ضباط الجيش، وأن كان قد اتخذ قرار تقديم الاستقالة بالفعل وينتظر الوقت المناسب.
ومن جانبها ذكرت صحيفة "طرف" اليومية التي كانت فجرت قضية المطرقة في يناير قبل الماضي، وكشفت عن خطة الانقلاب التي أعدت في الجيش الأول في اسطنبول في عام 2003، علي موقعها علي شبكة الانترنت اليوم أنه بحال فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم وتشكيل الحكومة منفردا للمرة الثالثة علي التوالي، سيقدم الجنرال كوسانير استقالته ولكن إذا تشكلت حكومة ائتلافية سيستمر في ممارسة مهام منصبه.
انفجار لغم
من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية أن جنديا تركيا لقي مصرعه وأصيب أربعة آخرون بجروح الجمعة في انفجار لغم أرضي في جنوب شرق تركيا.
وقالت المصادر وفقاً لوكالة "كونا" الكويتية "إن الانفجار وقع في محافظة (كهرمان مراش) جنوب شرقي البلاد مشيرة إلى أن الجيش التركي يشتبه في ضلوع متمردين أكراد في الانفجار وأنه يقوم حاليا بعملية تمشيط في المنطقة".
وأضافت أن اللغم انفجر لدى مرور آلية عسكرية على طريق تربط بين (كهرمان مراش) ومدينة (سيرت) جنوب شرقي تركيا.
ووقع الهجوم في وقت تتزايد فيه التوترات بين القوات المسلحة التركية والانفصاليين الأكراد في جنوب شرقي البلاد ويقاطع فيه نواب حزب مؤيد للأكراد جلسات البرلمان.
في سياق متصل، قامت طائرات حربية تركية بإنزال أعداد من القوات الخاصة بطوال المرتفعات الإستراتيجية على المثلث الحدودي التركي – العراقي – الإيراني لمحاولة السيطرة على جميع المنافذ الحدودية.
وقالت مصادر عسكرية "إن هذه الخطوة جاءت تحسبا لتسلل عناصر من منظمة بيجاك الإيرانية إلى داخل الأراضي التركية بعد شن قوات الحرس الثوري الإيراني عملية عسكرية واسعة النطاق على معسكراتهم في أراضي شمال العراق بهدف تصفيتهم.
استقالة
في سياق موازي، قدم اكصوي سونر نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم عن مدينة كوتاهيا استقالته من عضوية اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع احتجاجاً على مواقف رئاسة أركان الجيش الخاطئة في التعامل مع هجوم عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية على الوحدة العسكرية في ضواحي بلدة سيلوان التابعة لمدينة دياربكر والتي أدت إلى مقتل 13 عسكريا وإصابة 7 آخرين.
وأكد سونر في بيان خطى أن رئاسة الأركان كررت مثل هذه الأخطاء مرات عدة، لكن الأمر الغريب أن أي مسئول عسكري لم يقدم استقالته وأضاف بيبانه الخطي بأن هناك أكثر من 340 جنرال في الجيش التركي مع العلم أن الصين التي تعتبر اكبر دولة بالعالم بالتعداد السكاني يمتلك جيشها 191 جنرال فقط مشيراً أن أغلبية الجنرالات مرابطين في العاصمة أنقرة ويتمتعون بصلاحيات وإمكانيات هائلة لا يمتلكها احد.
على صعيد آخر، شنت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية امن اسطنبول حملة تفتيش واقتحام للعديد من المنازل في كل من حيي غازي وأكميداني وتمكنت من القبض على 9 من أعضاء حزب جبهة التحرير الشعبية الثورية المحظورة مع احتجاز أعداد كبيرة من المنشورات المحظورة ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم في مديرية امن اسطنبول.
وأنهى حزب العمال الكردستاني وقفا لإطلاق النار مدته ستة أشهر أعلنه في فبراير الماضي وانتقل إلى ما يصفه بالموقف "الدفاعي النشط" الذي يدافع فيه مقاتلوه عن أنفسهم إذا تعرضوا للتهديد.
وبعث زعيم الحزب المسجون عبدالله أوجلان برسالة عبر محاميه في وقت سابق من الشهر الجاري مفادها أنه اتفق مع المسؤولين الأتراك على إنشاء مجلس سلم يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 27 عاما وقتل فيه أكثر من 45 ألف شخص.