استهداف العلماء والأطباء والكوادر والطاقات العلمية يتواصل

تواصل العصابات المسلحة استهداف العلماء والاطباء والخبراء والمهندسين والمخترعين والمدنيين وعناصر حفظ النظام والجيش عبر نصب الكمائن واطلاق نار غدرهم لسفك المزيد من الدماء بعد ان ارتضوا ان يكونوا ادوات لتنفيذ مؤامرة على وطنهم وشعبهم.
فقد استشهد صباح الاربعاء المهندس أوس عبد الكريم خليل الاختصاصي في الهندسة النووية القائم بالأعمال في جامعة البعث بحمص برصاص مجموعة إرهابية مسلحة أثناء إيصاله زوجته لمكان عملها.
وذكر مصدر في محافظة حمص لمراسل سانا أن الشهيد استهدف من قبل مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من جسر بابا عمرو حيث أطلق المسلحون الرصاص عليه وأصيب في رأسه ما إدى إلى استشهاده على الفور.
وقال عبد الكريم خليل والد الشهيد.. نأمل من الله تعالى سلامة الوطن.. والواضح للعيان أن هناك مشروعا استعماريا صهيونيا أمريكيا غربيا.
بدوره قال صديق الشهيد إن المجموعات الإرهابية تستهدف الكوادر العلمية من اقتصاديين ورجال أعمال وأستاذة جامعات والشهيد أوس منهم فهو معيد في الجامعة.
وأضاف صديق الشهيد خليل.. إن هؤلاء مجموعات إرهابية مسلحة يستهدفون خيرة البلد ويقومون بالإرهاب ولا يريدون أن يسير البلد إلى الأمام وهذه المجموعات المسلحة موجودة بالتأكيد ووراءها التنظيمات التي تمولها من الخارج وأصبحت حقيقة مكشوفة للعالم ولا يشرفنا أن يكون في سورية كهؤلاء يقتلون أخوتنا وأهلنا وأولادنا.
هذا وقد شيعت قرية المخرم الفوقاني الشاب الشهيد أوس عبد الكريم خليل الى مثواه الاخير في مقبرة القرية وكان تشييعه اشبه بعرس حقيقي والشهيد أوس مهندس في البحوث الذرية وكان يعمل بالاضافة الى ذلك معيدا في جامعة دمشق وكلية العلوم مواليد 1981 م وكان مليئا بالحيوية والنشاط يحب عمله ويتفانى في تقديم الأفضل والأجمل لطلابه في جامعة دمشق.
كان تشييعه عرسا لانه وكما قال المشيعون الذين حملوه على الأكف عرسك الاول كان منذ شهرين واليوم نحملك في عرس ثان. فيا لهول الفرق بين العرسين. وماذا سنقول لزوجتك المنكوبة وامك الثكلى وابيك الدكتور عبد الكريم خليل وهو الذي علمك الصدق والتفاني في العمل والاخلاص. ماذا سنقول لطلابك؟.. لمحبيك..؟ وصدى صوتك مازال يسمع في قاعات كلية العلوم بجامعة دمشق...؟ ساعدنا في الاجابة ياأوس...!!
ويتساءل الاستاذ المحامي اياد خضور عن مقتل صديقه وابن اخته قائلا: ايعقل ان تتحول مدينة حمص الى مدينة للقتل وفي وضح النهار؟.
ايعقل أن يبقى جريح في مكان استهدافه نصف ساعة دون ان يتجرأ أحد على إنقاذه...؟
من المؤكد اننا في بلد ثان. بلد لا يشبهنا ولا نشبهه!! لقد كان أوس مندفعا ينبض بالحيوية والنشاط.
ان استشهاده خسارة لنا كعائلة وللبلد كله... ومن يعرفه عن قرب يستطيع ان يقدر حجم الخسارة.
كان يفكر أوس في السفر الى الخارج للحصول على شهادة الدكتوراه في اختصاصه لكن يبدو ان الايادي التي امتدت اليه وقتلته هي لاناس لايحبون الخير لبلدهم ولايريدون لبلدهم التقدم والازدهار.
لقد قتل أوس وقتل معه الف شاب سوري وكلما قتل شاب يتمتع بصفات انسانية جميلة وحائز على شهادات علمية نقتل معه...!
فلماذا يغتالون الحياة؟ ولماذا يريدون قتلنا..؟ لماذا يقتلون الاشياء الجميلة في حياتنا..؟ لماذا يريدون انتزاع القيم الانسانية النبيلة التي نتمتع بها..؟
وما هي الكلمات التي سنختارها في حضرة شهداء الوطن والأمة...؟ وهل ستكون معبرة..؟ ومن يلملم جراح بلدته المخرم بفقدان ابنها البار أوس.
**
ورصاص الارهاب يطال ضابطاًً وعنصراً من حفظ النظام ومدنيين اثنين فـي حمص وحماة وإدلب
كما استشهد العقيد تيسير العقلة من قوات حفظ النظام جراء اطلاق النار عليه من قبل مجموعة ارهابية مسلحة مساء أول امس في حي التعاونية بمدينة حماة.
وذكرمصدر مسؤول في حماة لمراسل سانا ان الشهيد كان يقوم بمهمته في حفظ الامن في الحي المذكور مع ثلة من زملائه عندما فتحت مجموعة ارهابية مسلحة النيران عليهم مستخدمة الاسلحة الرشاشة ما ادى إلى اصابة العقيد بطلق ناري في الرأس نقل على اثرها إلى مشفى الحوراني بمدينة حماة واستشهد متأثرا باصابته.
وقال الدكتور محسن الزبيدي من الطبابة الشرعية في مشفى حماة الوطني انه جرى نقل جثمان الشهيد إلى المشفى الوطني وبعد الكشف على الجثة تبين ان الوفاة ناجمة عن نزف الدماغ الصاعق وتهشم الجمجمة نتيجة الاصابة بطلق ناري. كما اسعف متوفيا إلى المشفى الوطني بحمص المواطن عبد الرحمن المبيض من باب هود جراء اصابته بطلق ناري بحي العدوية.
**
التهديدات كانت تصله منذ نيسان.. لكنه استمر بعمله الإنساني النبيل.. شقيقة د. حسن عيد بصوت مخنوق: قبل مغادرته المنزل طلب من والدتي الدعاء له
اما د. حسن عيد رئيس قسم الأمراض الصدرية في المشفى الوطني بحمص.. اغتاله الإرهابيون منذ أيام، فحرموا عائلته من حنانه ومحبته، وحرموا مرضاه من رعايته وخبرته، وحرموا وطنه من علمه وإخلاصه.
مع بث اعترافات لأحد الإرهابيين الذين قتلوا الدكتور عيد تقف (تشرين) على جانب من حياة هذه الشخصية وآلام عائلته بفقدانه...
لقد أبى أصدقاؤه والمقربون منه إلا أن يلقبوه بالأخضر..لماذا؟ لأنه كان يهيم عشقاً باللون الأخضر وكان أفضل وأحب الألوان إلى نفسه.. لهذا فإن أحباءه كتبوا اسم الدكتور الشهيد بحروف خضراء منيرة على لافتة حملوها يوم تشييعه.. هذا ما بدأت به شقيقته مدرّسة الفيزياء (فاطمة عيد) حديثها لـ(تشرين) لتضيف: لقد أحبَّ هذا اللون كثيراً وعكس من خلاله حبّه للخير والعطاء..
تهدّج صوت فاطمة.. فقد خنقتها عبراتها.. وتوقفت عن الحديث.. لكنها سرعان ما تماسكت.. وستبقى متماسكة لأجل والدتها ولأجل زوجة أخيها وبنتيه الصغيرتين (العنقاء) و(خزامى).
تتابع (فاطمة) ذكرياتها الحزينة عن الأيام الأخيرة في حياة شقيقها.. فقبل استشهاده بيوم واحد وفي صبيحة ذلك اليوم تحدث إليها بكثير من الحنان (وهذا دأبه) ولكن مع شيء من الشجن، وعلى غير عادته.. أوصاها أن تهتم بأسرته الصغيرة وبوالدته إذا ما أصابه مكروه ما..
وتسترسل فاطمة في ذكرياتها الحزينة لتقول: رغم أن زوجة شقيقها حامل بانتظار مولودها الثالث، ورغم أن الدكتور الشهيد سعد بذلك.. لكن سعادته هذا المرّة اختلطت مع شيء من الغصة، ولمّا سألته عن تلك الغصة كان طبيعياً أن يرّد ذلك إلى هذه الأوضاع الصعبة التي يمرُّ بها الوطن.. والتي جعلت للسعادة مذاقاً غريباً يقارب المرارة..
أما في صباح ذاك اليوم الذي طالته فيه يد الغدر.. وعندما كان يهّم بمغادرة منزله باكراً كالعادة فقد رجع عن باب منزله طالباً من والدته الدعاء له.. ثم رجع مرّة أخرى إلى زوجته سائلاً عن أفراد الأسرة جميعهم مطمئناً عنهم.. فهل راوده إحساس غامض بأنها المرّة الأخيرة التي يراهم فيها؟..
وللأسف هذا ما حدث فقد اغتيل على بعد أمتار من منزله واستهدفته الرصاصات القاتلة التي عرفت طريقها بدقة إلى رأسه ورقبته وساقه..
تصرّ شقيقته أن تتحدث عن أن التهديدات الكثيرة (والتي بدأت منذ نيسان من هذا العام) لم تصب منه خوفاً.. ولم تمنعه من المواظبة على عمله في مواعيد الذهاب والعودة نفسها.
فهو لم يغيّر من هذه المواعيد.. وبقي دقيقاً جداً بها.. وربما ساعد ذلك في مراقبته والترصّد له.. وكان يقول في كل مرّة يتلقى تهديداً ما بأن (الحامي هو الله)، كذلك لم تمنعه هذه التهديدات من المشاركة في كل الحوارات التي شهدتها حمص..
فهل يستحق رجل مثله أن يُقتل..؟! تتساءل فاطمة.
**
من جهة أخرى عثرت الجهات المختصة أمس على جثمان المواطن عبد الرحمن المغربي مصابا بطلق ناري بالرأس وملقى بالقرب من صيدلية البتراء في حي البياضة بحمص.
هذا وتقوم الجهات المختصة في محافظة ادلب بتعقب المجموعات الارهابية المسلحة لوضع حد لاعمالها الاجرامية والتخريبية الهادفة لتعطيل الحياة العامة من خلال قتل وترهيب المواطنين واستهداف عناصر الجيش والشرطة وقوات حفظ النظام بكمائن غادرة تستخدم فيها انواعا مختلفة من الاسلحة.
وذكرت مصادر محافظة ادلب لمراسل سانا انه تم اعتقال عدد من المطلوبين بارتكاب جرائم مختلفة.
وفي سياق متصل استشهد الشرطي عبدو فتح الله واصيب ابن شقيقه الشرطي عبد القادر فتح الله بجروح بعد اختطافهما من قبل احدى المجموعات الارهابية المسلحة في قرية شنان التابعة لمنطقة جبل الزاوية فجر أمس.
وقال مصدر مطلع لوكالة سانا انه عثر على الشرطيين بعد اختطافهما بساعتين وتبين انهما تعرضا للضرب المبرح ما ادى لاستشهاد احدهما واصابة الاخر بجروح بليغة.
كما اقدمت مجموعة ارهابية مسلحة على اطلاق النار على مدير ناحية احسم النقيب حسن الاحمد ما أدى إلى اصابته بجروح طفيفة جراء تعرضه لطلقات نارية من سلاح بومب اكشن.
وأوضح مصدر مطلع لوكالة سانا أن مدير الناحية تعرض لكمين مسلح بينما كان في طريقه من منزله في مدينة سراقب إلى مكان عمله في ناحية احسم حيث اعترضه المسلحون على طريق أريحا سراقب.
وفي السياق ذاته قامت مجموعة مسلحة في خان شيخون بسرقة سيارة حكومية نوع بيك اب تابعة لفرع مؤسسة المواصلات الطرقية بعد ان قامت بانزال السائق الذي كان بمفرده تحت تهديد السلاح.
وفي الشأن التربوي لم تسلم المدارس في منطقة جبل الزاوية وقرى ريف معرة النعمان الغربي والشرقي من اعتداءات المجموعات المسلحة بهدف تعطيل العملية التربوية فيها وخلق أجواء من الذعر بين المواطنين حيث قام افراد المجموعات باقتحام المدارس في كل من قرى بزابور وكورين وبنبنة وعين لاروز واخرجوا الطلاب تحت تهديد السلاح من هذه المدارس.
كما قامت مجموعة مسلحة باحراق غرفة الادارة والمكتبة في مدرسة الحكمة في بلدة معرشمارين التابعة لمنطقة معرة النعمان وقاموا بتهديد عدد من المدرسين والكادر التدريسي والاداري فيها.
عدد من جرحى الجيش وقوات حفظ النظام..
المجموعات الإرهابية المسلحة تستخدم انواعا مختلفة من الاسلحة
من جانب أخر أصيب عدد من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام بجروح برصاص المجموعات الارهابية المسلحة التي تستخدم في اجرامها مختلف أنواع الاسلحة وذلك في منطقة الرستن بريف حمص.
وقال همام حسون أحد المصابين: اننا كنا في مهمة بمنطقة الرستن وتعرضنا لهجوم من قبل مجموعة ارهابية قامت باطلاق النار علينا من كل الاتجاهات بجميع أنواع الاسلحة من قواذف ورشاشات وبومبكشنات وبنادق حربية.
بدوره قال نزار خضر مصاب اخر اننا تعرضنا لاطلاق نار كثيف في الرستن من جميع أنواع الاسلحة وأصبت بقذيفتين.
من جهته قال طاهر نعوس وهو يرقد على سرير المشفى اننا ذهبنا الى الرستن وبعد الدوار بنحو 30 مترا بدأ اطلاق النار علينا من فوق الاسطح ومن بين الاشجار ما أدى الى اصابتي.
وقال عبد الحميد الخلف مصاب آخر: تعرضت للاصابة في منطقة الرستن بقذيفة قناصة من فوق أحد الاسطح بينما كنا نقوم بملاحقة المسلحين في أحد الاحياء وعندما دخلنا الحي بدؤوا بفتح النار علينا من خلال الرشاشات والبنادق والقناصة.
وأكد المصاب محمد حسن عليوي أنه أصيب بيده نتيجة تطاير بعض الشظايا. بدوره قال المصاب الملازم أول مرهف زودة اننا كنا في منطقة الرستن وأثناء قيامنا بجرف أحد السواتر الترابية الموجودة في المدينة تم تفجير العبوة الناسفة عن بعد وبعدها بأقل من ثانية تم التفجير الثاني ضمن الساتر.
وأضاف زودة ان وزن العبوة الناسفة لا يقل عن 225 كيلوغراما والمسلحون متمركزون خلف سواتر ترابية وخلف مساند رمي وعلى الاسطح ويتسلحون بالقناصات.
من جهته قال حازم أسعد باكيزو انه أصيب بطلقة قناصة في الرستن.
شام نيوز. الثورة/ تشرين