اسرائيل تدرس فرض عقوبات على الفلسطينيين عقب منحهم العضوية في "يونيسكو"

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتياهو يعتزم عقد اجتماع مع ثمانية من وزراء الحكومة في وقت لاحق اليوم لمناقشة إمكانية فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية عقب منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أمس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي وصفته بأنه بارز اليوم إنه لم يتضح بعد إمكانية التوصل إلى قرار اليوم، مشيرا إلى أنه من المتوقع تقديم مقترحات متنوعة تهدف إلى اتخاذ تدابير عقابية ضد الفلسطينيين.
وتشمل هذه المقترحات إلغاء وضع "شخصية مهمة" (في أي بي) لمسؤولين فلسطينيين وهو الوضع الذي يساعدهم على المرور عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، وكذلك زيادة بناء المستوطنات ووقف تحويل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.
كما صرح مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه لـ (فرانس برس) "سندرس كيف سنرد على هذا التصويت".
وردا على سؤال صباح الثلاثاء للاذاعة العامة اكد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان "اسرائيل تريد درس رد فعلها على هذا التصويت على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي مع اخذ مصالحها في الاعتبار".
وتابع "اصبحت (اليونيسكو) منظمة سياسية من خلال ضمها دولة غير موجودة بعد تصويت غالبية اعضائها (...) هذه الخطوة الفلسطينية تثبت انهم لا يريدون السلام ولا المفاوضات بل يريدون ان يستمر النزاع".
وقال ايالون ان اسرائيل ستعرب لفرنسا "عن خيبتها" لتصويتها الذي وصفه بانه "غريب لان فرنسا الدولة الصديقة رضخت للسلطة الفلسطينية بعد ان حاولت اقناعها بعدم اتخاذ هذه الخطوة في اليونيسكو".
ورفضت وزارة الخارجية الاسرائيلية قرار (يونيسكو) أمس الاثنين منح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة الدولية، معتبرة ان هذا القرار يبعد اي احتمال للتوصل الى اتفاق سلام.
واضاف البيان ان "هذه مناورة فلسطينية احادية الجانب لن تجلب اي تغيير على ارض الواقع بل من شأنها ان تبعد اي احتمال للتوصل الى اتفاق سلام".
كذلك، لم تنتظر الولايات المتحدة طويلا أمس الاثنين لمعاقبة منظمة (يونيسكو) بعدما صوتت على منح فلسطين عضوية كاملة فيها، فاعلنت التعليق الفوري لتمويلها للمنظمة التابعة للامم المتحدة والتي لم تكن واشنطن يوما من كبار مؤيديها.
وبعد ثماني سنوات على عودتها الى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اثر غياب استمر عقدين، نفذت واشنطن تهديدها واعلن مسؤولون اميركيون تعليق دفع مساهمات الولايات المتحدة في ميزانية (يونيسكو)، محذرين من عمليات مماثلة "متسلسلة" في حال حذت منظمات اخرى حذوها.
واعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحافيين "كان من المفترض ان نسدد ستين مليون دولار لليونيسكو في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكننا لن ندفع هذا المبلغ".
وذكرت نولاند بان ادارة اوباما ملتزمة بقانونين اقرهما الكونغرس في 1990 و1994، يحظران تمويل اي وكالة تابعة للامم المتحدة تمنح فلسطين العضوية الكاملة ما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
واكد البيت الابيض موقفه المعادي لانضمام فلسطين قبل التوصل الى اتفاق مع اسرائيل.
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان "التصويت على انضمام السلطة الفلسطينية اليوم الى اليونيسكو سابق لاوانه ويؤتي نتائج عكسية حيال هدف المجتمع الدولي التوصل الى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط".
واضاف ان "التصويت اليوم يلهينا عن هدفنا المشترك باجراء مفاوضات مباشرة تفضي الى ضمان امن اسرائيل واستقلال فلسطين (بلدان) يعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان".
وتابع ان "طريق السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة. ندعم التدابير والمراحل التي تقرب الجانبين من مفاوضات مباشرة".
من جهتها، قالت وقالت الخارجية الألمانية في بيان لها إن ألمانيا لا تزال تدعم رغبة الفلسطينيين في الحصول على دولة خاصة بهم وتدعم حل صراع الشرق الأوسط على أساس إقامة دولتين "ولكن هناك خطر من أن يضر قبول اليونسكو فلسطين عضوا بها المفاوضات غير المباشرة والصعبة بالفعل والتي تتم تحت مظلة الرباعية الدولية".
وقال القرار الذي ايدته 107 دول ان "الجمعية العمومية (لليونيسكو) قررت قبول فلسطين كعضو في اليونيسكو".
وصوت 14 بلدا ضد القرار فيما امتنع 52 بلدا عن التصويت.
ومن ابرز الدول التي صوتت ضد القرار الولايات المتحدة والمانيا وكندا بينما امتنعت ايطاليا وبريطانيا عن التصويت، في حين صوتت فرنسا لصالحه.
وصوتت كافة الدول العربية وغالبية الدول الافريقية والاميركية اللاتينية مع القرار.
شام نيوز - وكالات - صحف