اسرائيل وايران.. تهديدات .. وتهديدات مضادة

حذر رئيس جهاز الموساد الأسبق الجنرال في الاحتياط "داني ياتوم" من خطورة التهديد النووي الإيراني, داعياً إلى توجيه ضربة عسكرية قاسية ضد إيران، واعتبرها الخيار الوحيد أمام إسرائيل في حال فشل العقوبات الاقتصادية من كبح الإيرانيين في المضي لتطوير السلاح النووي.
وردًا على سؤال حول إمكانية قيام إسرائيل بضرب إيران بمفردها دون دعم دولى قال رئيس الموساد الأسبق خلال مقابلة أجرتها معه القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي ونقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية " إن "تل أبيب ستضطر للتحرك للدفاع عن نفسها، ولا أذكر أن أحداً من رؤساء الموساد لم يتحدث عن خطورة وجود قنبلة نووية بحوزة إيران وطبيعة الخطر الذى تشكله على أمن إسرائيل".
وأضاف ياتوم أنه "لا يؤيد عملية عسكرية نووية ولكن إذا فشلت الجهود الدبلوماسية والعقوبات فلن يكون هناك مناص ونحن مضطرون للقيام بعملية عسكرية ضد إيران".
وقال رئيس الموساد الأسبق: "إذا لم تنجح جميع العقوبات فى وقف السباق المتطرف لإيران، وراء القنبلة النووية، حينها العالم يستطيع أن يقود هجوم عسكرى ضد إيران من أجل تدمير قدرتها العسكرية".
وأضاف المسؤول الإسرائيلى السابق: "نحن نريد حشد جهود كبيرة جداً من أجل إقناع العالم بأن القنبلة النووية الإيرانية هى مشكلة جميع العالم، وذلك سيسهل علينا فعل ذلك، وهذا بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية".
وأوضح ياتوم خلال حديثه للتليفزيون الإسرائيلى قائلا: "بحسب التسريبات فإن إيران تطور قدرات نووية لأهداف عسكرية وعندما نضطر للخروج لعملية عسكرية فمن الأجدر أن يتحرك المجتمع الدولى برئاسة الولايات المتحدة".
وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حذر الأحد من أن "احتمال حصول هجوم عسكري على إيران هو أقرب من الخيار الدبلوماسي" وذلك قبل نشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً حول إيران.
وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تعتبر أن أي تدخل عسكري ضد إيران سيكون "خطأ فادحاً" وذلك غداة تصريحات الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول هذا الاحتمال.
وقال لافروف في تصريحات نقلها تلفزيون روسيا24 "موقفنا حول هذه النقطة معروف جيداً: سيكون خطأ فادحاً يخلّف عواقب لا يمكن توقعها".
وأضاف لافروف وفقاً لفرانس برس إن "التدخل العسكري يمكن أن يؤدي فقط إلى ارتفاع الضحايا والمعاناة الإنسانية".
وتابع في ختام محادثاته مع نظيره الايرلندي ايمون غيلمور "لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للمشكلة النووية الإيرانية، وذلك ينطبق على أي مشكلة أخرى في العالم الحديث".
وأكد لافروف أن "أي نزاع يجب أن يحل حصراً عبر الوسائل التي وافقت عليها المجموعة الدولية في شرعة الأمم المتحدة".
وكانت فرنسا حذرت الاحد من مثل هذا الخيار حيث أكد وزير خارجيتها ألان جوبيه أن ذلك "يمكن أن يخلق وضعاً يزعزع استقرار كل المنطقة وخارجها".
ويرتقب أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً حول البرنامج النووي الإيراني الثلاثاء.
اما الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد فقال بدوره ان الولايات المتحدة تخشى القوة العسكرية الايرانية المتصاعدة, لانها قادرة الان على منافسة اسرائيل والغرب.
واتهم احمدي نجاد في تصريحات جاءت في سياق رده على مواقف الولايات المتحدة واسرائيل المتشدد ضد ايران والتي نشرتها صحيفة "الاخبار المصرية" يوم 7 تشرين الثاني، اتهم واشنطن بحياكة مؤامرات لتشويه سمعة بلاده وبث الخلاف مع السعودية.
ونقلت الصحيفة عن احمدي نجاد قوله إن "ايران تزداد قدرة وتطورا ولذا استطاعت ان تدخل في طور المنافسة في العالم وبات الكيان الصهيوني والغرب وتحديدا امريكا يخشون قدرة ايران ودورها"، مضيفا "لذا يحاولون حشد العالم لعملية عسكرية لايقاف دورها. ويجب ان يعلم المتغطرسون ان ايران لن تسمح لهم باتخاذ اي خطوة ضدها".
وشدد احمدي نجاد على أن ايران لا تمتلك قنبلة نووية قائلا إن "ايران لا تمتلك قنبلة نووية وانما اسرائيل هي التي تمتلك ترسانة نووية قدرت بـ300 رأس نووي فهي الشر الذي يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها.. ان كل ما تحرص عليه ايران هو الحصول على التقنية النووية لاستخدامها في الاغراض السلمية وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها".
وفيما يخص الادعاء الأمريكي بان ايران متورطة في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن أكد احمدي نجاد أن "هذا اتهام كاذب وابعد ما يكون عن ايران وشعب ايران.. فايران لا يمكن ان تنزل الى هذا المستوى وتقدم على هذا الجرم"، موضحا أن "امريكا تخشى من أي صداقة بيننا وبين السعوديين ولهذا فهي تقوم باثارة الخلافات بين الشعوب. ولقطع الطريق عليها يجب ان نبذل جهدا لتعميق اواصر الصداقة وتوثيق العلاقات فيما بيننا".
شام نيوز - أ ف ب - روسيا اليوم - وكالات