اعادة اعمار القنيطرة ...2025 رؤية جديدة للقنيطرة المدمرة

كشفت «مذكرة تفصيلية» عن الخطة الخمسية الـ 11 لمحافظة القنيطرة أن أحد أبرز الأهداف العامة للمحافظة هو التركيز على التنمية الاقتصادية عبر «اعادة اعمار المدينة والقرى المحررة بهدف تأمين السكن لنحو 150 ألفا من أبنائها الموزعين على محافظات سورية أخرى منذ احتلال اسرائيل لأكثر من 60 في المئة من مساحة هضبة الجولان العام 1967».
وذكرت المذكرة ان «الرؤية المحلية للقنيطرة العام 2025 تتمثل في مجتمع حضري وريفي متطور ومنظم، يمارس أفراده حياتهم بفعالية على كامل أرضهم، يكفل الاستخدام الأمثل لموارده الطبيعية ويعتمد على سياحة صحية وشعبية متنوعة مستمدة من موقع المحافظة المتميز».
وأكدت أن «تحقيق تلك الرؤية يواجهه مجموعة من التحديات أهمها استمرار الاحتلال لجزء من أراضي المحافظة، والنمو السكاني المرتفع، وتشتت السكان في تجمعات ضمن عدد من المحافظات، وضعف الاستثمارات المولدة للدخل وفرص العمل».
في المقابل، أوضحت المذكرة أن «هناك فرصا لتنفيذ رؤية المحافظة أبرزها الاهتمام السياسي والحكومي بتنمية المحافظة، وتوفر البنى التحتية الجيدة، والموقع الجغرافي المتميز للمحافظة، وتوفر الموارد المائية والبيئة النظيفة والتنوع المناخي».
وتابعت ان «الأهداف العامة في الخطة الخمسية الـ 11 التي تبدأ مع العام الجديد تشمل 4 محاور هي: التطوير الاداري والمؤسساتي، والتنمية الاقتصادية، والتنمية الانسانية، والتنمية المتوازنة والبيئة».
وضمن محور التنمية الاقتصادية سيتم التركيز على الصناعات الغذائية والسياحة البيئة واعادة اعمار مدينة القنيطرة والقرى المحررة وخلق حراك اقتصادي ضخم لتأمين المتطلبات الضرورية لهذا العدد، اضافة الى المباشرة باعمار 2450 وحدة سكنية في خمسة قرى في الجولان.
وبدأت سورية منذ سنوات التفكير بإعادة اعمار القنيطرة التي دمرتها اسرائيل بالجرافات الكبيرة قبل انسحابها منها في 26 يونيو العام 1974.
وحسب الأرقام الرسمية، فان مساحة محافظة القنيطرة تشكل واحداً في المئة من مساحة سورية البالغة 186ألف كيلو مترا مربعا ويمثل سكانها 2.35 بالمئة من سكان القطر يتوزعون نتيجة الاحتلال بين الجزء المحتل من الجولان بعدد تقريبي يصل الى 23 ألف نسمة، وفي الجزء المحرر يعيش 81 ألف نسمة وفي التجمعات السكنية الموزعة في محافظات القطر وغالبيتهم في دمشق وريفها ودرعا وحمص يقدر عددهم بنحو 364 ألف نسمة.
كما انطلق مشروع ما سمي بـ «أوتستراد السلام» ليصل بين دمشق وتخوم القنيطرة عند ناحية خان أرنبة، وفي يونيو العام الماضي قررت لجنة وزارية ترأسها وزير الدفاع احياء محافظة القنيطرة التي لا تبعد عن دمشق سوى 35 كيلومترا وتنمية المنطقة الجنوبية وخاصة المحاذية لمنطقة فصل القوات مع اسرائيل، ووافقت الحكومة على خطة متكاملة تهدف الى تشجيع مواطني المناطق الحدودية على العودة والاقامة فيها واستثمار أراضيهم، كما قررت الحكومة اعداد دراسة لاعادة اعمار مدينة القنيطرة المدمرة، وكذلك اعمار مجموعة من القرى المحررة الأخرى مثل عين الحمرة، جباتا الخشب، كودنة، كفر ألما، واعادة الحياة لها مع الاحتفاظ بقطاع «يمثل الهمجية الصهيونية».
وفي ديسمبر الماضي كانت محافظة القنيطرة وبالتعاون مع المكتب المركزي للاحصاء تنفذ مسحاً اجتماعياً لتجمعات النازحين في كل من محافظات دمشق وريف دمشق، حمص، درعا لمعرفة أوضاع أبناء التجمعات من خلال الأرقام والمؤشرات التي سيتم الحصول عليها للنواحي الخدمية والصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية.
كما نظمت الحكومة السورية في مايو الماضي مؤتمرا للاستثمارات في جنوب سورية روج لفكرة «المقاومة بالاستثمار»، وبعد شهر من ذلك أعلن معاون نائب الرئيس الايراني للشؤون الاقتصادية والعلمية آغا محمدي أن بلاده «تتطلع الى الاستثمار على ساحل بحيرة طبريا بيوم ليس بعيداً»، مشيرا الى «أن استثمار بلاده في محافظة القنيطرة سيبدأ بـ 10 مشاريع، وهو الأمر الذي وصفه نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري بأنها "فرصة يجب ألا نضيعها»، وأن «الحكومة مع القنيطرة قلبا وقالبا».
شام نيوز – الراي الكويتية