اعتقال مؤسس ويكيليكس بعد ان سلم نفسه للشرطة في لندن

اعلن السكوتلاند يارد ظهر اليوم - الثلاثاء ان مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج سلم نفسه صباحا الى الشرطة في العاصمة البريطانية التي اعتقلته على الفور.

 

واوضحت الشرطة ان جوليان اسانج البالغ 39 عاما من عمره اعتقل بموجب مذكرة توقيف اوروبية في الساعة 9,30 بتوقيت غرينتش" عندما حضر الى مقر الشرطة لتسليم نفسه.

 

هذا ومن المقرر أن يمثل أسانج اليوم أمام محكمة قضاة ويستمنستر، ليتم ترحيله في وقت لاحق إلى السويد بناء على مذكرة الاعتقال الأوروبية الصادرة بحقه من السلطات السويدية.

 

وكانت السلطات السويدية قد اصدرت بحق اسانج مذكرة توقيف اوروبية للاشتباه بارتكابه جريمة اغتصاب وجرائم جنسية أخرى علما بان اسانج ينفي ذلك جملة وتفصيلا.

اتهمت لندن موقع (ويكيليكس) بمساعدة إرهابيي تنظيم القاعدة وحركة طالبان، عبر نشر وثيقة سرية عن مواقع حساسة في العالم طلبت وزارة الخارجية الأميركية حمايتها، "لأن استهدافها بهجمات يضرّ الصحة العامة والأمن الاقتصادي والوطني للولايات المتحدة".

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: " ندين نشر معلومات سرية غير مصرّح بها، وتضر الأمن القومي في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما"، مؤكداً ضرورة عمل الحكومات على أساس سرية المعلومات. ووصف وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع والشؤون الخارجية مالكولم ريفكيند تسريبات الموقع بأنها "غير مسؤولة أو حتى إجرامية، إذ يمكن ان تساعد مجموعات إرهابية".

 

وقد تزامن ذلك مع إعلان وزير العدل الأميركي اريك هولدر ان إدارة الرئيس باراك أوباما تبحث في قوانين أخرى غير قانون التجسس لمحاكمة مؤسس (ويكيليكس) جوليان اسانج، لكن خبراء قانونيين استبعدوا نجاح هذه الجهود بسبب تعقيدات.

 

ويأني رد الفعل من لندن بعد ان نشر موقع (ويكيليكس) برقية تعتبر من بين أكثر البرقيات حساسية تشمل المواقع التي تعتبرها واشنطن "ضرورية للأمن القومي". وتشمل البرقية لائحة لمواقع حساسة حول العالم تعتبرها الولايات المتحدة ذات أهمية قصوى لأمنها القومي. وكانت وزارة الخارجية الأميركية طلبت في فبراير /شباط الماضي من سفاراتها حول العالم تزويدها بمواقع حساسة في الدول التي تعمل فيها، لترصد لائحة مطولة حول المواقع التي يعتبر أمنها جزءا من أمن الولايات المتحدة. وتشمل البرقية أسماء ومواقع مفصلة حول العالم، عدد كبير منها في الشرق الأوسط، تعتبر واشنطن أنها جوهرية لأمنها القومي.

 

ويذكر أن اللائحة الأولى أعدت عام 2008، وطلب من السفارات تحديثها عام 2009 لتشمل «إعادة تقييم وتحديث المعلومات حول البنى التحتية والمصادر في كل دولة مضيفة التي يمكن أن تؤدي خسارتها إلى تأثير مباشر على الصحة العامة أو الأمن الاقتصادي أو الأمن الوطني أو القومي للولايات المتحدة.

 

وشملت لائحة عام 2008 موقعا حيويا واحدا في اسرائيل وهو مصنع (رفائيل) – سلطة تطوير الوسائل القتالية – في حيفا الذي أكدت البرقية الامريكية المذكورة بانه (اي المصنع) حيوي جدا لتصنيع مركّبات لقنابل انشطارية تحوّلها الى سلاح دقيق التوجيه والتصويب.

 

كما شملت اللائحة الامريكية مواقع نفطية في السعودية والعراق، بالإضافة إلى موانئ في مصر وإيران والكويت والمغرب وعمان واليمن والإمارات. وكانت هناك إشارة إلى موقع تصدير الغاز في قطر.وتتضمن اللائحة مئات المواقع والبنى التحتية الحساسة تغطي كل القارات، وهذه اللائحة تضم خطوط اتصالات تحت البحر ومرافئ وسدودا وأنابيب نفط وغاز ومناجم وشركات تصنع بصفة خاصة منتجات صيدلة مهمة للصحة العامة.

 

ومن أبرز الأماكن الحساسة قناة بنما ومنجم كوبالت في الكونغو ومناجم أخرى في جنوب أفريقيا وأميركا اللاتينية، وكذلك شركات صيدلة تنتج لقاحات في الدنمارك وإيطاليا وألمانيا أو حتى أستراليا.

وأفادت البرقية الامريكية التي قام موقع (ويكيليكس) بتسريبها بأن الولايات المتحدة تريد حماية المواقع المذكورة من هجمات إرهابية، لأن خسارتها «ستضر بشكل كبير» الأمن الأميركي،. وبحسب البرقية، «لم يطلب من الدبلوماسيين التشاور مع الحكومات المحلية لوضع اللائحة». ومن اللافت أن البرقية تشمل أسماء وأرقاما وعناوين إلكترونية لمسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية يختصون برصد المعلومات حول المواقع الحساسة حول العالم. بموجب البرقية المسربة.

 

 

شام نيوز- وكالات