افغانستان..تطور الاوضاع بعد حرق القرآن الكريم

التطورات الخطيرة والاحتجاجات العارمة التي تشهدها أفغانستان، ودعوة قيادة حركة طالبان الشعب الأفغاني إلى الانتفاض واستهداف قواعد حلف الناتو. هذه الدعوة هي ذروة الاحتجاجات الشعبية التي فجرها إقدام جنود أمريكيين على حرق القرآن الكريم وكتب إسلامية أُخرى في قاعدة باغرام الجوية.
هذا التصعيد الخطير، وتنامي مشاعر الكراهية تجاه أمريكا في أوساط المواطنين الأفغان، يهدد بانهيار جهود المصالحة الوطنية الجارية بين حكومة كابل برئاسة حميد كرزاي، وحركة طالبان، بوساطة أمريكية.
ومن المثير للمخاوف أن حركة طالبان رفضت الاعتذارين الرسمين، اللذين قدمهما كل من قائد قوات حلف الناتو في أفغانستان الجنرال جون ألين، ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا للشعب الأفغاني.
وفي محاولة منه لتبرير ذلك الحدث، قدم البنتاغون فرضيات عديدة ومتناقضة، تشرح كيفية وصول بقايا محترقةٍ من القرآن الكريم، وكتبٍ دينية أخرى، إلى أماكن تجميع القمامة بالقرب من القاعدة الأمريكية.
ففي البداية قال البنتاغون إن إدارة السجن في القاعدة قررت سحب بعض الكتب من المكتبة والتخلص منها، لأن بعض المساجين ممن أنهوا فترات عقوبتهم استخدموها لتبادل رسائل في ما بينهم.
وبعد ذلك بمدة اعترفت رئاسة أركان قوات حلف الناتو أن الكتب الدينية والقرآن الكريم أُحرقت بالخطأ.
وعلى إثر الحادث احتشدت يوم الثلاثاء الماضي جماهير غفيرة من الافغان عند أسوار قاعدة باغرام وهم يرددون عبارات منها "الموت لامريكا" و "الموت للحكومة الأفغانية".
وفي اليوم التالي عمت الاحتجاجات عددا من المدن والمحافظات الأفغانية. لكن العاصمة كابل شهدت أضخم الاحتجاجات وأكثرها عنفا. حيث حاولت الجماهير الغاضبة اقتحام مقر السفارة الأمريكية، ومبنى البرلمان. لكن الحراس أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى.
وقد دعمت حركة طالبان هذه الاحتجاجات، واستغلت تصاعد مشاعر الكراهية للولايات المتحدة، لإضعاف موقف الحكومة الأفغانية، والرئيس كارزاي.
وتعليقا على هذه التطورات غير المتوقعة، يرى الباحث في مركز الأمن العالمي فلاديمير ساتنيكوف أن هذه الأجواء تصب في مصلحة الجناح المتشدد من حركة طالبان، الذي يرفض كل أشكال الحوار مع حكومة الرئيس كارازاي، بوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية.