اقتنِ سيارة خاصة.. وادفع أقساطها من العمل عليها كعامة!!

ضاقت شوارعنا / الضيقة أصلاً/ بالكثير من السيارات, وغصت حاراتنا, وطرقنا بها حتى وصلت حدود التخمة, واختلط الحابل بالنابل, حتى ماعدنا نستطيع التعرف على أنواعها أو أشكالها أو ألوانها, والأنكى من ذلك أننا لم نعد نفرق بين الخاصة والعامة, فالكل يريد أن يعمل, بعد أن تحقق الحلم وصار بالإمكان الحصول على سيارة بالتقسيط, وكل من اشتراها طبعاً لن يركنها على قارعة الطريق, بل نزل إلى سوق العمل بالأجرة ليسدد الأقساط المترتبة عليها.

 

كثيراً مايسبب هذا الموضوع نوعاً من الإحراج لأحدنا – أو بالأحرى لإحدانا- حين نتعرض لموقف غريب من تلك السيارات الخاصة العاملة على الخطوط العامة, لأن المتعارف عليه أن لسيارة الأجرة لوناً موحداً هو اللون الأصفر, مع ضرورة وجود فانوس يحمل شارة / تاكسي/ أما أن تلاحقك سيارة ليست بذات المواصفات, ثم تقف إلى جانبكِ وتطلب منكِ الصعود لتأخذك الظنون لوهلة, حتى يتكلم سائقها ويقول / تاكسي/. وهذا مايحتاج لحكمة وعقل راجح وحدس كبير ليستطيع الشخص قراءة واقع السيارة مابين عامة وخاصة.‏

 

على عينك ياتاجر !!‏

 

-قد تكون هذه الظاهرة قليلة جداً أو حتى نادرة في المدن الكبرى, لأن السيارات العامة تحمل مواصفات خاصة تلتزم بها وتراعيها, لكن هذه المواصفات لاتُراعى في مناطق المحافظات لأسباب تعدها الجهات المعنية منطقية, لأنها غير قادرة على كشفها, على الرغم من أن السيارات الخاصة تعمل في عقر دارها, وأمام أعين رجالاتها, دون أن تقوم هذه الجهات بتوقيفها أو مخالفتها, لأسباب عدة, فهي أولاً تحمل لوحات من خارج المحافظة, وثانياً ليست مرخصة كسيارة / عامة/ ولاتحمل اللون الخاص والمتعارف عليه , وثالثاً, فهي تُشهر صراحة من خلال لافتات توضع في مقدمة السيارة الخاصة كتب عليها / تاكسي أو طلبات/, ورابعاً لأن مكاتب التاكسي المنتشرة في منطقة مصياف المرخصة منها وغير المرخصة, ممتلئة بمثل هذه الأنواع من السيارات وعلى عينك ياتاجر !!..‏

 

شكاوى عديدة‏

 

القرار رقم 54/5 الصادر بتاريخ 11/3/2010 يُذكر فيه صراحة بأنه لايحق لأي تكسي بالأجرة أن تعمل إلا في قطاع المحافظة المسجلة فيها أصولاً, وهذا القرار معتمد ومنفذ في جميع المحافظات السورية, إلا في منطقة مصياف, هذا ماتقوله شكوى مالكي وسائقي السيارات السائحة العامة التي تعمل في منطقة مصياف وريفها, والتي تحمل لوحات عامة صادرة عن مديرية النقل بحماة ويكملون في شكواهم:‏

 

لقد كثرت في الآونة الأخيرة في منطقة مصياف وريفها, سيارات التكسي التي تعمل بالأجرة والتي تحمل لوحات مسجلة لدى معظم المحافظات السورية, عدا عن السيارات الخاصة التي تعمل كتكاسي بالأجرة, وهي من النوع الحديث والفخم والمغري, من جميع الأصناف والألوان, كما يطلب الراكب ويحب. والتكسي العامة الصفراء تنتظر فتات ماتبقى, إضافة إلى فتح المكاتب غير المرخصة ومن لايعمل بمكتب يضع بمقدمة سيارته الخاصة لافتات تدل على عمله كتكسي في وضح النهار وأمام أعين عناصر المرور, ماأثر سلبياً على عمل السيارات العامة, التي يعمل عليها أصحابها والتي تُعد مصدر رزقهم الوحيد.‏

 

ضرائب متباينة !!‏

 

-عندما نعلم أن الضريبة السنوية للسيارة العامة تبلغ مابين الـ 35 -40 ألف سنوياً في حين لاتتجاوز عند السيارة الخاصة الـ 9 آلاف ندرك القلق الذي يشعر به مالكو السيارات العامة لأنها مصدر عيشهم وعيش أسرهم .. ولكن قد يكون لإلغاء الضريبة السنوية واستبدالها برفع سعر ليتر البنزين أثره على هذه المنافسة..‏

 

أعذار واهية !!‏

 

-يضع أصحاب السيارات الخاصة العذر لأنفسهم بعملهم كتكسي, لقلة عدد السيارات العامة العاملة في منطقة مصياف إلا أن هذا الأمر مخالف للواقع, حيث يبلغ عدد السيارات العامة التي تعمل في المدينة مابين 60 -70 سيارة تكسي, وهي كافية وتزداد يوماً بعد يوم نتيجة لاستبدال السيارات المخالفة بسيارات نظامية, ولكن التراخي والتقصير في تنفيذ القرارات بدأ ينعكس على الحياة الاجتماعية لأصحاب السيارات فيما بينهم, بسبب ظهور بوادر الحساسية وردود الأفعال السلبية التي قد تؤدي إلى خلق مشكلات لايحمد عقباها.‏

 

حقيقة ملموسة‏

 

-من يود التأكد من حقيقة كلامنا ماعليه سوى التجوال في منطقة مصياف, والوقوف أمام مكاتب التكسي المنتشرة ليرى بأم عينيه كيف تنتشر تلك السيارات الخاصة وهي تقف متحفزة لاستقبال طلبات الزبائن, إما على الهاتف أو في الشوارع, حيث تنتشر هذه السيارات تلاحق الزبائن بالتزمير تارة وبالتلميح تارة أخرى, وبالكلام صراحة في كثير من الأحيان وقد تستعيض عن الكلام باللافتة الكبيرة الموضوعة على زجاج السيارة مؤكدة حقيقة ملموسة عن طبيعة عملها.‏

 

لهم أساليبهم الخفية‏

 

مديرية منطقة مصياف ردت أن هذه الظاهرة منتشرة في مناطق المحافظات والقرى, لأن للسائقين أساليبهم حيث إن معظم أولئك لهم زبائنهم الخاصين يتم التواصل معهم من خلال الهاتف, وهذا مالانستطيع كشفه, رغم أننا نقوم يومياً بمخالفة عدد كبير من هذه السيارات حين يتم كشف ماهية وطبيعة عملها, أو حين نشك بها, وهذا مالايمكن كشفه بسهولة بسبب نكران السائق والزبون أحياناً أما عن مكاتب التكسي فهي مرخصة وليس من المعقول مخالفة السيارات المركونة إلى جانبها لمجرد ظننا أنها تعمل بالأجرة.‏

 

ترخيص البلدية كمحل تجاري‏

 

-رئيس مجلس مدينة مصياف / محمد الشيخ علي/ يقول:‏

 

-إن تراخيص مكاتب التكسي كعمل لاعلاقة لنا بها كونها مسؤولية المرور, ولكن ترخيصها في البلدية يكون على أساس محل تجاري فقط, ثم بعد ذلك لابد أن ترخص من مديرية النقل والمرور للعمل كمكتب تكسي.‏

 

كلمة لابد منها:‏

 

قد تكون هذه الظاهرة مقبولة نوعاً ما في الأرياف, لعدم توافر نقل داخلي يلبي تطلعات المواطنين في نقل يخدمهم بطريقة لائقة, ورغم أن هذا النقل غير متوافر أيضاً في بعض المناطق ومنها مدينة مصياف التي أعيت المعنيين في إيجاد حل يناسب ويلائم ويرضي المواطن.‏

 

لهذا جاء النقل بسيارات التكسي العامة ضرورة قد تؤمن بعضاً مما ذكرنا وأسلفنا, وهذا ماحدا بالسيارات الخاصة لخوض هذا المعترك.. ولكن لايمكننا أن نبرر لها منافستها لسيارات الأجرة, لأن هذا عملها فقطع الأعناق ولاقطع الأرزاق.‏

 

 

الفداء