اكتشاف مبنى أثري بحماة يضم جراراً فخارية تعود للعصر البرونزي

قالت دائرة آثار حماة إن " البعثة الأثرية الكندية العاملة في موقع تل العشارنة بحماه اكتشفت خلال موسم التنقيب لهذا العام مبنى أثري مؤلف من عدة غرف يحوي مجموعة من الجرار الفخارية الكبيرة التي تعود لعصر البرونز الذي يمتد من 1550 حتى 1250 قبل الميلاد".
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن رئيس دائرة آثار حماة عبد القادر فرزات قوله إن "الجرار المكتشفة داخل المبنى الأثري الذي تم بناؤه من القرميد الطوب الأحمر النيء غير المشوي كانت تستخدم في تخزين المواد الغذائية", مشيراً إلى أنه "تم العثور بالقرب من المبنى على أرضية تعود لعصر الحديد الذي يمتد من 1200 إلى 750 قبل الميلاد".
وأشار فرزات إلى أنه "سيتم في موسم تنقيب العام المقبل استكمال الكشف عن هذه الغرف الموجودة في المبنى", مضيفاً أنه "تم تسليم الجرار إلى متحف حماة الوطني تمهيداً لترميمها وإجراء المزيد من الدراسات عليها".
ويُعتقد أن موقع تل العشارنة الأثري كان يحتضن مدينة تونيب الأثرية التي ورد اسمها ضمن النصوص القديمة للملك الفرعوني المصري أخناتون.
في سياق متصل؛ اكتشفت البعثة الأثرية السورية السويسرية المشتركة العاملة في قصر الحير الشرقي بتدمر جزءا من مشهد لرجل غير مكتمل باللباس التقليدي يحمل سيفا وطائرا صغيرا وعددا من الكسر الجصية والقماشية تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلادي إضافة إلى قطع نقدية.
وقال مدير آثار ومتاحف تدمر وليد أسعد إن "الكسر الجصية المكتشفة تشكل أجزاء من ديكورات مصنعة بالقالب لتزيين الشرفات والقاعات والغرف والمداخل بمشاهد تزيينية يغلب عليها العنصر النباتي والهندسي",
وأضاف أن "هذه المكتشفات جاءت نتيجة قيام البعثة باستكمال وفتح الأسبار في القطاع الواقع شمال القصر الكبير الذي يضم العديد من المساكن المبنية بطوب اللبن على أساسات من الحجر, حيث كانت هذه المساكن مقسمة إلى أقسام خدمية تضم غرف منامة ومطابخ وحمامات وآبارا ومخازن وأدراجا".
ويأتي هذا الكشف بعد شهرين من اكتشاف مدفن بيتي يقع على محور سور تدمر الدفاعي الشمالي أثناء فتح الأسبار أمام واجهاته واستخلاص الكتل المعمارية المنهارة في خندقه.
يشار إلى أن تدمر هي مدينة أثرية تعد من أقدم المدن التاريخية في العالم التي تنتشر أوابدها على مساحة كبيرة مثل الشارع المستقيم الذي تحيط به الأعمدة وقوس النصر والمسرح والمدرج والساحة العامة والقصور والمعابد وأهمها معبد بل (بعل) والمدافن الملكية وقلعة ابن معن وتماثيل وآثار كثيرة تنطق بعظمة مدينة تدمر التي نافست عاصمة الإمبراطورية روما أيام مجدها وأصبحت عاصمة لأهم ممالك الشرق مملكة تدمر .