الأبرش يؤكد أن ممارسات إسرائيل العدوانية ستفشل في تدمير انتماء الفلسطينيين لوطنهم

أكد رئيس مجلس الشعب الدكتور محمود الأبرش خلال افتتاح المؤتمر الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي بدأ أعماله في طهران أمس أن الانتفاضة الفلسطينية تعد في مضمونها ثورة فريدة ترفض أن تتحول قضية فلسطين الكبرى إلى قضية لاجئين ومخيمات حيث عكست انتصار الإرادة وأعادت طرح أسئلة الحرية والكرامة والوطن من أجل تأطير نهضوي استراتيجي يجعل من القضية الفلسطينية قضية إنسانية عالمية.
وانتقد الأبرش في كلمته محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى شطب مفهوم الوطن من ذاكرة الشعب الفلسطيني معرباً عن استغرابه من مواقف المجتمع الدولي الذي ساند كل حقوق العودة في العالم باستثناء حق العودة إلى فلسطين وعمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بقوة الآلة العسكرية في مختلف دول العالم باستثناء تنفيذ القرارات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأعرب رئيس مجلس الشعب عن ثقته التامة بأن الممارسات العدوانية الإسرائيلية ستفشل في تدمير انتماء الفلسطينيين لوطنهم وإصرارهم على العودة إلى أرضهم المحتلة والتي كفلها لهم القانون الدولي ولاسيما منظمة العفو الدولية التي تؤكد أن حق العودة ينطبق على جميع الفلسطينيين الذين طردوا من أراضيهم وعائلاتهم وأبنائهم الذين ولدوا خارج وطنهم الأم.
وقال الأبرش إن الدول التي أسهمت في قيام الكيان الصهيوني تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تفريغ ارض فلسطين من أهلها الشرعيين داعيا هذه الدول إلى الاعتذار عن خطئها التاريخي وتصحيحه بمساندة الشعب الفلسطيني بالضغط لتنفيذ قرارات حق العودة الذي لن يسقط بالتقادم مهما طال الزمن.
وأكد رئيس مجلس الشعب ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه الانتفاضة الفلسطينية والعمل على إبراز صورتها وإنهاء التعتيم الذي يمارس عليها مقترحا في هذا السياق على جميع البرلمانات العربية والإسلامية تعميم قانون دعم الشعب الفلسطيني الذي صدق عليه مجلس الشورى الإيراني في أيار 1999 وذلك بهدف تأكيد حق الانتفاضة في انتزاع الحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني.
ولفت الأبرش إلى أن المحاولات الإسرائيلية لتقطيع أوصال الانتفاضة الفلسطينية بلغت ذروتها عبر استصدار بعض دول العالم عقوبات ضد سورية وإيران الداعمتين للانتفاضة مشيراً إلى أن سورية تواجه اليوم أضخم وأعظم الحروب الإعلامية والنفسية والاقتصادية بسبب مواقفها الثابتة في احتضان القضية الفلسطينية والرافضة لإجهاض المقاومة الفلسطينية واللبنانية واحتلال العراق.
وجدد رئيس مجلس الشعب تأكيد استمرار سورية في نهجها الداعم لحقوق الشعوب العربية والإسلامية موضحا أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية حاليا ترمي إلى وقف برامج الإصلاح والتطوير التي بدأت قبل عدة سنوات بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إضافة إلى استهداف القيم الوطنية والقومية المتجذرة في الجيش والشعب السوري وفي مقدمتها إيمانهما الراسخ بالوحدة والحرية والمقاومة.
ولفت الأبرش إلى أن المحاولات والأضاليل المكشوفة فشلت في تحقيق مراميها الهادفة إلى تشويه صورة الجيش العربي السوري وسمعته مجددا تأكيد أن سورية ستبقى متمسكة بعلاقاتها وثوابتها الداعمة للقضية الفلسطينية وعلاقاتها الاستراتيجية مع إيران إضافة إلى تمسكها بعملية الإصلاح الشامل مشددا على أنه كلما ازداد بطش المؤامرة وإعلام الفتن والكراهية السوداء ازدادت سورية إيمانا بصوابية خياراتها الوطنية والسيادية.
واختتم رئيس مجلس الشعب كلمته بالتأكيد على تعزيز الجهود العربية المبذولة لدعم الانتفاضة وعدم التذرع بالبحث عن حلول للقضية الفلسطينية عبر المفاوضات المنفردة من جهة وإهمال المجتمع الدولي الذي أغرق الحقوق الفلسطينية بفيتو الإدارة الأمريكية وتسويف ومماطلة الدول الأوروبية المتعاقبة من جهة ثانية.
بدوره أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمته أمام المؤتمر ضرورة التمسك بخيار ونهج المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية محذراً من خطورة اتساع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث وصل عددها إلى 144 مستوطنة.
بري: سورية مستهدفة لكونها تقع على خط المقاومة ونرفض التدخلات الخارجية بشؤونها
وفي هذا الإطار دعا بري الدول العربية إلى دعم الشعب الفلسطيني للبقاء في أرضه وإلى أن يكون المؤتمر فرصة لكشف جرائم إسرائيل واستنباط أساليب جديدة في المقاومة والممانعة مشيراً إلى أن اسرائيل لا تريد السلام وهي غير مؤهلة لهذا الاستحقاق.
كما تطرق بري في كلمته إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للسيادة اللبنانية ومواصلتها احتلال أجزاء من لبنان ومشاريعها لجعله ملائما لمشروع التوطين مؤكداً أن لبنان يزداد صلابة في مواجهة التحديات الإسرائيلية داعيا إلى التمسك بنهج وخيار المقاومة لمواجهة النيات والمحاولات الإسرائيلية لاستغلال الوضع العربي للتفرد بلبنان.
من جهة أخرى جدد بري موقفه الرافض للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لسورية مؤكداً أن استهدافها يأتي لكونها تقع على خط المقاومة والممانعة ولانها تطالب بالسلام العادل والشامل.
وتساءل بري أين المقاطعة العربية لاسرائيل بدلا من سورية ولماذا تصرف الاموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سورية بدل دعم الشعب الفلسطيني على البقاء في ارضه وقال هل لان سورية مثل ايران تقع على خط المقاومة والممانعة لاسرائيل مضيفا ان جوابي بكل بساطة هو نعم وهذا لا يعني انني ضد الاصلاحات وهذا ما اعلنت عنه اكثر من مرة ولكن ذلك يتم بتوافق داخلي لا بتدخلات خارجية داعيا للضغط على الحكومات العربية والاسلامية لقطع علاقاتها مع كل دولة تحاول نقل سفارتها الى القدس الشريف.
واشار بري الى ان اسرائيل تنتظر ان يستمر الانقسام العربي وتفتيت النظام العربي لكي تصل الى اهدافها.
واضاف بري ان المقاومة ستبقى تشكل قوة الردع للنوايا الاسرائيلية وهي تمثل في الواقع الراهن ضرورة وحاجة لمنع اسرائيل من استغلال الوضع العربي.
مشعل: المقاومة خيار وحيد بعد فشل كل الخيارات والرهانات
من جهته أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس في كلمة له أمام المؤتمر أن المقاومة تبقى الخيار والمشروع الاستراتيجي في كل المراحل لتحرير كل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية حقيقية عليها والقضاء على المشروع الصهيوني والتدخل الأجنبي في المنطقة.
ولفت مشعل إلى أن كل المعطيات والحقائق والوقائع في صراع الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية مع المشروع الصهيوني تقود إلى المقاومة مؤكداً أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي لا بديل منه بعد أن فشلت كل الخيارات والرهانات.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جميع الأطراف والقوى والفصائل الفلسطينية إلى الإسراع في تنفيذ ملف المصالحة الوطنية وعقد لقاء وطني جاد لمراجعة سياسية شاملة وعميقة للمسار السياسي الفلسطيني وتكثيف الجهود المشتركة من أجل تسريع تنفيذ كل بنود وملفات المصالحة الوطنية وتسريع إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية للشعب الفلسطيني وتعزيز نهج الشراكة بين جميع القوى في تحمل المسؤولية.
وأكد مشعل ضرورة الوصول إلى إستراتيجية وطنية فلسطينية من أجل التخلص من الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية الحقيقية لافتا إلى أن الطاقة الشعبية والجماهيرية العربية والإسلامية هي الطاقة المأمولة في مشروعنا المقاوم للعدو الصهيوني ولحماية استقلالية القرار السياسي والاقتصادي والعسكري العربي الإسلامي الرسمي.
ورأى مشعل أن مؤتمر دعم الانتفاضة برعاية إيران جاء انحيازا عمليا لنصرة مشروع المقاومة حيث ان بذرة الانتفاضة والمقاومة التي تسعى الأمة لرعايتها في هذا المؤتمر وغيره ستثمر انتصاراً على أرض فلسطين وتحريرا لكل أرضها واستعادة للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وانتصارا عربيا وإسلاميا وإنسانيا على المشروع الصهيوني.
وأكدت الكلمات التي ألقيت خلال المؤتمر أن مؤتمر طهران الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية يعد فرصة لإعلان الدعم للفلسطينيين في كفاحهم الطويل من أجل استيفاء حقوقهم المشروعة مشيرة إلى أن مدينة القدس الشريف تتعرض لمؤامرة إسرائيلية لمحو هويتها.
كما نوهت الكلمات بخطوة السلطة الفلسطينية للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ووصفتها بأنها نقطة تحول نحو حل القضية الفلسطينية مشددة على أن قضية فلسطين كانت ومازالت أم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية داعية الدول العربية والإسلامية إلى دعم عملي لهذه القضية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.
بحر: إسرائيل تواصل سياستها الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري بهدف تصفية القضية الفلسطينية
وأكد نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر في كلمته أمام المؤتمر تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه والتزامه بالدفاع عن كل شبر من أراضيه ورفضه القاطع الاعتراف باسرائيل معتبرا أن المقاومة كفيلة بإرجاع الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أهلها.
ودعا بحر إلى تأكيد أن المقاومة حق مشروع أقرته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ودعم المقاومة الفلسطينية ماديا ومعنويا وإعلاميا حتى تحرير الأرض الفلسطينية كما طالب الدول العربية بدعم المقدسيين والاضطلاع بمسؤولياتها تجاه القدس في مواجهة سياسات التهويد الإسرائيلية منبها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل نشاطاته الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري بهدف تصفية القضية الفلسطينية في وقت يحاول البعض العودة إلى المفاوضات العبثية معه وتحجيم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية.
كما أدان بحر استمرار الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مشددا على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي بالقطاع وأوصى بإنشاء صندوق عالمي للقدس لدعم صمود أهل المدينة المقدسة وتشكيل لجنة قانونية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وتقديمهم للمحاكم الدولية.
من جهته أكد رئيس كتلة الائتلاف الوطني في البرلمان العراقي إبراهيم الجعفري أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الجوهرية والأساسية.
ودعا الجعفري في كلمته أمام المؤتمر إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين بقوة مقاومة الشعب الفلسطيني وبدعم الشعوب العربية والإسلامية.
شام نيوز. سانا