الأحمد: تجاوزنا معظم نقاط الخلاف مع "حماس"

كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد ان اجتماع حركتي فتح وحماس ليلة اول من امس في دمشق حل 3 قضايا هي : الانتخابات ومحكمة الانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية، منوهاً الى انه بقيت قضية الامن التي سيصار الى حلها بمشاركة المختصين بهذا الموضوع مطلع الشهر المقبل، وقال "نأمل ان ننجح في تحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام قبل منتصف شهر تشرين الاول المقبل".

وللمرة الاولى منذ فترة طويلة ظهرت بوادر تقارب بين حركتي فتح وحماس إثر اجتماع رفيع المستوى عقد في العاصمة السورية دمشق بترتيب مصري تم خلاله الاتفاق على التفاهم على نقاط الخلاف بين الفصائل الفلسطينية على ان يتم لاحقاً التوجه الى القاهرة للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة مع اعتبار التفاهمات ملزمة وجزءاً لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام.

وقالت الحركتان إنه تم في اللقاء الاول الاتفاق على عدد من القضايا الخلافية على ان يتم في اجتماع لاحق، لم يعلن عن موعده، الاتفاق على باقي النقاط ليتم لاحقاً التوجه الى القاهرة.

وقال الاحمد "منذ زمن هناك 4 نقاط قيد النقاش وقد تمكنا من الاتفاق على 3 منها وهي الانتخابات ومحكمة الانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية"، واضاف "فيما يتعلق بالقضية الرابعة والاخيرة وهي الامن فان اتصالاً سيجري نهاية الشهر الجاري لتحديد لقاء آخر خلال الاسبوع الاول من الشهر المقبل لعقد جلسة بحضور المختصين بالامن من اجل التوصل الى اتفاق سريع حولها".

وتابع الاحمد "حل قضية الامن سيفتح الطريق امام اعلان التفاهمات بكاملها، ما سيعني التوجه الى القاهرة من قبل الفصائل التي لم توقع على الورقة المصرية للمصالحة وفي مقدمتها "حماس" من اجل التوقيع على الورقة المصرية" منوهاً الى انه "نحن لم نربط التطورات بعقد القمة العربية الطارئة في سرت الليبية في التاسع من الشهر المقبل".

واكد الاحمد على ان "إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة سيفتح الابواب على مصراعيها امام شراكة حقيقية تقوم على التعددية واحترام ما يتفق عليه".

وجاء في بيان مشترك صدر عن الحركتين "في ضوء اللقاء الذي تم في مكة المكرمة بين الوزير عمر سليمان والأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أواخر شهر رمضان، والاتصالات التي أجراها الوزير عمر سليمان مع الأخ الرئيس أبو مازن، عقد في دمشق اجتماع بين وفدي حركة فتح وحماس".

واضاف "وقد جرى اللقاء في أجواء أخوية وودية ورغبة صادقة من الطرفين لإنهاء الانقسام، حيث تم الاتفاق على مسار وخطوات التحرك نحو المصالحة، وتم استعراض نقاط الخلاف التي وردت في ورقة المصالحة التي أعدتها مصر في ضوء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل والحوارات الثنائية بين حركتي "فتح" و"حماس"، حيث تم الاتفاق والتفاهم على الكثير من تلك النقاط".

وتابع "كما تم الاتفاق على عقد لقاء قريب للتفاهم على بقية النقاط والوصول إلى صيغة نهائية لهذه التفاهمات الفلسطينية مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، يتم بعدها التوجه إلى القاهرة للتوقيع على ورقة المصالحة، واعتبار هذه التفاهمات ملزمة وجزءاً لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام".

وكان الاجتماع عقد بحضور وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، ووفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس كتلة "فتح" البرلمانية، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية.

وضم وفد حركة حماس للاجتماع كلاً من د.موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وعضوي المكتب السياسي للحركة عزت الرشق ومحمد نصر، فيما ضم وفد "فتح" إضافة للأحمد كلا من صخر بسيسو، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وسمير الرفاعي، ممثل "فتح" في سورية.

وكان الرئيس محمود عباس قال للجالية الفلسطينية في نيويورك انه اذا وقعت "حماس" على الورقة المصرية فانه "سنشكل حكومة وحدة وطنية، تقوم بعملين، وهما حصولها على المبلغ المالي المقر في مؤتمر شرم الشيخ، ومن ثم تقوم الحكومة الموحدة بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حتى ينتهي هذا الوضع القائم".

وكان المسؤولون في حركة حماس قالوا بعد اجتماع دمشق ليلة اول من امس، إن "فتح بحاجة الى المصالحة و"حماس" بحاجة الى المصالحة وغزة بحاجة الى المصالحة، وسواء نجحت المفاوضات ام لم تنجح فان هناك حاجة للمصالحة".

الى ذلك فان وفد حركة فتح الى دمشق عقد لقاءات ثنائية مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة الامين العام نايف حواتمه و"الجهاد الاسلامي" برئاسة الامين العام رمضان شلح والجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة طلال ناجي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة عضو المكتب السياسي ماهر الطاهر، فيما تم ايضا عقد اجتماع مشترك للوفد مع حزب الشعب وجبهة النضال على ان يصار الى عقد اجتماع مع "الصاعقة".

الى ذلك فقد تحدث الموقع الالكتروني التابع لحركة حماس ان هناك لقاء مرتقبا في القاهرة بين وفد من قيادة "حماس" والمسؤلين المصريين سيتم عقب انتهاء اللقاءات بين وفد "فتح" وقيادة "حماس" في سورية للاطلاع على نتائج تلك اللقاءات.

ونقل عن مصادر مصرية رفيعة المستوى بأن الإفراج عن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد دبابش ومحمد نعيم نجل وزير الصحة الفلسطيني جاء ثمرة لجهود اتصالات بذلتها قيادة الحركة عبر إجراءات تمهيدية لعقد المصالحة.

وقالت المصادر لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن عملية الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في مصر ستتم وفق أطر محددة وشكل متتابع وفق اتفاق تم بين قيادة الحركة والمسؤولين المصريين في السعودية".

وأشارت إلى أن الإفراج عن دبابش ونعيم جاء ضمن الاتصالات واللقاء الذي تم بين خالد مشعل ووزير المخابرات المصرية عمر سليمان، موضحةً أن خطة الإفراج ستتوالى وفق إطار اللقاءات التي تتم لعقد المصالحة والتوقيع على الورقة المصرية بشكلٍ متوازٍ.

وأوضحت أن قيادة الحركة ركزت على قضية المعتقلين ومدى أهميتها في العلاقة بين مصر و"حماس"، إلا أن المسؤولين المصريين يرون أن هناك بعض أسماء المعتقلين في السجون المصرية سيتم إرجاء الإفراج عنهم "لحساسية موقفهم".!

الى ذلك، اعلن مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان الأمين العام للجبهة نايف حواتمة استقبل عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والوفد المرافق له، وبحضور عضو المكتب السياسي للجبهة فهد سليمان وعضو اللجنة المركزية للجبهة خالد عبد الرحيم.

وقال "الاجتماع بحث في الجهود الرامية لاستئناف عملية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؛ والنتائج التي توصل لها "وفد فتح" في اللقاءات التي اجراها بهذا الشأن".

واضاف "وانطلاقاً من ترحيب الجبهة الديمقراطية بالنتائج الأولية التي تمّ التوصل إليها؛ والتي اعتبرها الاجتماع بداية مشجعة لاستكمال الحوار بصيغته الوطنية الشاملة؛ فقد تم الاتفاق على استمرار الاتصالات خلال الفترة القادمة؛ من أجل ادراك الهدف بتجاوز الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني في القريب العاجل، لمواجهة الاستحقاقات الوطنية والمصيرية الداهمة بإرادة وطنية موحدة؛ خلال الفترة القادمة، وعلى ضوء التصعيد "الاسرائيلي" المتمادي على الأرض الفلسطينية وعلى شعب فلسطين وقضيته وحقوقه الوطنية المشروعة والعادلة".

 

 

وكالات