الأحمد: قاعدة المواطنة هي الحل الأساسي لتحيق وحدة الأراضي السورية

الأحمد: قاعدة المواطنة هي الحل الأساسي لتحيق وحدة الأراضي السورية
شام إف إم - خاص
 
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في عددها الصادر الخميس، أن أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين رفضوا طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقاء قواتهم في سوريا بعد الانسحاب الأميركي منها.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب تقدمت بطلب للحلفاء الأوروبيين لتشكيل قوة مراقبة لإجراء دوريات بعد انسحابها وهو ما رفضه الإتحاد الأوربي، إضافة إلى رفض الطلب الأمريكي لاستعادة المواطنين الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" في سورية، فقد قال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس معلقاً على مبادرة الرئيس الأمريكي: "في هذه اللحظة لا أرى مقدمات لهذه الخطوة"، فيما قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية: "يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى المحكمة في المنطقة التي ارتكبوا فيها جرائمهم".
 
حول هذا الموضوع  تحدث عضو الأكاديمية الجيوسياسية الروسية علي الأحمد لـ «شام إف إم» خلال اتصال هاتفي ضمن ملف المسائية، أن المشهد الدولي معقد والأوربيون يتعاطون مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ما يتعاطون مع الإدارة الأمريكية، وهم أقرب للدولة العميقة ولا يتفقون مع سياسة الإدارة الأمريكية وتحديداً سياسة الرئيس دونالد ترامب، لأن هذه السياسة تفرض عليهم كم هائل من المتغيرات والالتزامات، مضيفاً أن أوروبا استندت على الولايات المتحدة بالقضايا التي لها علاقة بالدفاع وأخذ قرارات السياسية الكبرى حول الصراع مع الاتحاد السوفيتي سابقاً، لذلك نرى الآن أنه لا جيش للإتحاد الأوروبي فهم يعتمدون على حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقرار السياسي دائماً يأتي من الولايات المتحدة، وفي هذه  اللحظة جاء قرار الإدارة الأمريكية من خلال إعلان الرئيس ترامب بشكل غير تقليدي عبر «تويتر» بالانسحاب من سورية، الأمر الذي لم يرض الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتالي فإن الدولة العميقة الأمريكية اتبعت أوروبا فهي تريد أن تضغط  على الرئيس ترامب حتى لا يتخذ قرارات منافية للسياسات التي تريدها الجهات الحاكمة في عمق الولايات المتحدة.
 
وأشار الأحمد إلى أن خشية الأوربيون من استخدام سلاح "داعش" داخل عواصمهم  موجودة بالفعل، ولكن مخاوفهم أكبر من تفتيت الاتحاد الأوروبي كله في حال خالفت هذه الإدارات قرارات النخب الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية،  حيث أن هناك نخب في أوروبا بدأت ترفع الصوت عالياً بأن الإرهاب بات قريباً، ويوجد إعلان لتوتير العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية على قاعدة إلغاء اتفاقية حظر الأسلحة المتوسطة والخفيفة وتجميدها من قبل روسيا الاتحادية، ومحاولة إيقاع روسيا بنفس كمين الذي وقع به الاتحاد السوفيتي وإدخال روسيا في سباق تسلح.
 
 وبين عضو الأكاديمية الجيوسياسية الروسية أن النخب الحاكمة في الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا ليس لديها اقتصاد قادر على تحمل ما يسمى سباق تسلح، فعندما جاء خطاب الرئيس الروسي بوتين قال: "نحن لا نريد الدخول في سباق تسلح، ولكن نريد أن نطور أسلحتنا بحيث نتمكن من الدفاع عن أنفسنا".
 
وأوضح الأحمد أن هناك تباين بين إدارة ترامب وأوروبا حتى لو أن هذا التباين في حدوده الدنيا، والتعاطي مع هذا الموضوع على قاعدة أن الانسحاب الأمريكي سوف يتأخر ولكنه سيحصل، لذلك نحن نستطيع أن نستفيد منه بأن نتعاطى مع اللذين راهنوا على الأمريكي، وتكون المواطنة في سوريا هي القاعدة الرئيسية وهذا يتطلب حواراً وفتح الأوراق وإظهار الحقائق، والتعامل معها بهدوء وحرص شديد، لأن هذه المسألة لها علاقة بوحدة الأراضي السورية وتكامل شرائح المجتمع السوري للوصول للحالة التي نريدها جميعا وهي إعادة الدولة السورية إلى أفضل مما كانت عليه سابقاً، فالبعض بدأ يستشعر دروساً بأن الأمريكي سوف يتخلى عنه وحتى الأوروبي لا يستطيع أن يخرج عن الأمريكي، فلهذا يجب أن يتعاطى مع عاصمته دمشق ودولته السورية.
 
إعداد: شام قطريب