الأحمد يفكر بتكريم أميرالاي في المهرجان المقبل بعد أن انتقده
عقد مساء أمس المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الناقد محمد الأحمد مؤتمراً صحفياً في صالة كندي دمشق أعلن فيه الخارطة الإنتاجية للعام الحالي 2011 ، واستهل كلامه بالإشارة إلى أن هناك دعماً مالياً قد حصل عليه الإنتاج السينمائي ومهرجان دمشق السينمائي ، ونتيجة هذا الدعم سيتم هذا العام إنجاز خمسة أفلام ضمن الخطة الإنتاجية التي بوشر في تنفيذها فعلياً حيث تتم حالياً عمليات تصوير الفيلم الروائي الطويل (الشراع والعاصفة) للمخرج غسان شميط والمأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأديب الكبير حنا مينه وهو إنتاج مشترك مع القطاع الخاص، وهناك فيلم للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد (العاشق) سينطلق تصويره قريباً ، وفيلم للمخرج جود سعيد بعنوان (صديقي الأخير) وهو إنتاج مشترك مع القطاع الخاص ، وفيلم للمخرجة واحة الراهب (هوى) مأخوذ عن نص أدبي للكاتبة هيفاء بيطار وسيناريو الدكتور رياض نعسان آغا .
أما الفيلم الخامس فهو فيلم تسجيلي وثائقي طويل للمخرج الليث حجو وقد بدأ تصويره بعنوان (قصة سورية) وهو من إنتاج مشترك مع القطاع الخاص وسيتم عرضه في شهر نيسان .. وقد نوه الأحمد خلال حديثه بتجربة الإنتاج المشترك مع القطاع الخاص ، كما أكد أن هناك رؤيا لتوزيع الأفلام السورية على محطات متخصصة بعرض الأفلام السينمائية ، كما عرج على المشاريع التي تتم دراستها ليصار إلى إنتاجها عام 2012 . وتخلل المؤتمر إضاءات حول مهرجان دمشق السينمائي الدولي التاسع عشر فأشار إلى أن الترتيبات اللازمة لإنجاز هذه الدورة قد انتهت وستكون فرنسا ضيف شرف المهرجان وبناءً عليه سيكون هناك أربعة تظاهرات سينمائية تتعلق بالسينما الفرنسية (تظاهرة المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو ، تظاهرة بريجيت باردو ، تظاهرة 27 فيلماً وهي الأفلام الحائزة على السعفة الذهبية لمهرجان كان ، تظاهرة السينما الفرنسية الحديثة) كما سيكون رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل فرنسياً وهو المخرج الكبير بيرتران كافيرنيه ، وعدد التظاهرات التي ستشهدها الدورة (19) مشدداً على أنه رغم ارتفاع عدد الأفلام السورية المنتجة إلا أنه سيشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلمان سوريان . كما أوضح أن جائزة أفضل فيلم عربي قد ارتفعت وباتت تبلغ خمسون ألف دولار أمريكي وذلك حرصاً على مشاركة أفلام عربية هامة في المسابقة . وحول سؤال إن كان سيتم تكريم المخرج الراحل عمر أميرالاي في الدورة القادمة من المهرجان أكد أنه سيقترح فكرة تكريمه .
عمر أميرلاي
وكان فنانون ومثقفون سوريون، من بينهم نبيل المالح وأنطوانيت عازرية وهالة العبدالله وخطيب بدلة وسمر يزبك وعبدالقادر شربجي، قد أطلقوا بياناً طالبوا فيه بإصلاحات في "المؤسسة العامة للسينما"، الجهة الحكومية المنتجة للأفلام في سوريا، مشددين على ضرورة إعادة النظر في هيكلها.
وربط الموقعون في هذا البيان الصادر عن أكثر من 300 من "المهتمين بشؤون السينما السورية"، ومعظمهم من الشباب، بين تولي الناقد السينمائي محمد الأحمد إدارة المؤسسة وبين "التراجع الكبير الذي حل بالسينما السورية من حيث كم الإنتاج ومستواه الفني".
وأشار الموقعون إلى "الأخبار المتواترة عن انتشار الفساد الإداري والمالي المستشري في أروقة المؤسسة العامة للسينما".
وقال البيان إن "وقع حديث السيد محمد الأحمد عن المخرج الراحل عمر أميرالاي كان شديداً علينا، مما دعانا إلى الخروج عن الصمت".
وكان الأحمد قد تعرض بالنقد لتجربة السينمائي السوري الراحل عمر أميرالاي على شاشة التلفزيون السوري الحكومية غداة وفاة المخرج، المعروف بأفلام تسجيلية أغضبت السلطات السورية وعرضته للمساءلة الأمنية وللمنع من السفر.
وأضاف البيان "حديث السيد الأحمد عن الراحل عمر أميرالاي، وهو أحد الرموز السينمائية الهامة في سورية، جاء بعيداً كل البعد عن قواعد النقد الفني السينمائي".
وتابع البيان "دل الحديث لا على استفراد الأحمد بالمؤسسة، وبالسينما السورية كلها، وكأنها مزرعته الشخصية الخاصة فحسب، بل ودل أيضاً على جهل كبير بالفن السينمائي لدى من يعتبر المؤتمن على السينما السورية بوصفه ناقداً مميزاً".
وأكد البيان "أن الصرح الإنتاجي السينمائي الأكبر في سورية موضوع بين أيد لا تعرف إمكانيات هذا البلد الزاخر بالمواهب السينمائية في مختلف المجالات".
وأضاف "تزداد ثقتنا بهذا الشعور إذ نستذكر منع الأحمد لعدد من الموهوبين من صنع أفلامهم بسبب خلافات شخصية، وغياب الأفلام التي أنتجتها المؤسسة بالفعل عن العرض الجماهيري".
وطالب الموقعون في ختام بيانهم "بإعادة النظر في هيكلة المؤسسة العامة للسينما من خلال الاستعانة بالخبرات الإنتاجية والفنية الموثوقة والمعترف لها محلياً وعالمياً بالتميز والأصالة والقدرة على التجديد، بهدف البحث عن آليات إنعاش لهذه المؤسسة المهددة بالتعطل التام، ومساعدة القطاع الخاص وفتح الأبواب أمامه لدخول مجال الإنتاج السينمائي بشكل أوسع".
وكان محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما والناقد السينمائي المعروف قد أدلى بحديث لبرنامج تلفزيوني على الفضائية السورية قال فيه "لدى عمر أميرالاي مشكلة أساسية لم ينتبه أحد إليها من الذين قيموا تجربته، فهو شخص تاه بين السياسي وبين المخرج التسجيلي".
وأضاف حينها أن المخرج الراحل "كان سياسياً أكثر من كونه مخرجاً سينمائياً".
وتابع الأحمد، الذي يدير المؤسسة العامة للسينما منذ حوالى عشر سنوات "المشكلة في أفلام أميرالاي هي مشكلة كل السينمائيين السوريين، حيث أخفق هؤلاء في نقل البيئة السورية المحلية".
شام نيوز