الأحمر: سأخرج صالح من اليمن حافي القدمين

وصف الشيخ صادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد النافذة، الرئيس اليمني بانه "مسيلمة الكذاب"، واعلن استعداده لوقف النار بشرط ان يفعل صالح الشيء نفسه، مشيرا الى انه لا فرصة للوساطة مع الرئيس علي عبد الله صالح وتعهد بأن يغادر صالح البلاد حافي القدمين.
ودعا الاحمر اليوم الخميس القبائل الموالية له الى الالتفاف حوله بسرعة في وجه الرئيس اليمني لكنه طلب منها التعقل متهما علي بعد الله صالح بالسعي الى جر البلاد الى حرب اهلية.
وقال الاحمر انه ما زال في منزله في حي الحصبة في صنعاء وهو بخير، داعيا القبائل الى "الا يتاخروا" والى "دعم اخوانهم المجاهدين الواقفين" في وجه قوات صالح, الا انه دعا القبائل الى ان "يتعقلوا"، متهما صالح بانه "كذاب يريد جر البلاد الى حرب اهلية". واكد ضرورة "ردع البلطجية" التابعين له.
ودعا الاحمر الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي الى "الضغط على صالح" لوقف القتال, واعرب عن استعداده "من موقع قوة" لوقف النار.
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمر بالقبض على الشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن واشقائه فيما تجري معارك بين مسلحيهم ومناصري رئيس الدولة كما اعلن مصدر رسمي اليوم الخميس.
واعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية 26 ايلول في رسالة نصية "صدور امر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين اولاد الاحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح".
وقال شهود يمنيون إن انفجارات عنيفة وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء، في عدة مواقع، كما شهدت المدينة مواجهات بين الحرس الجمهوري ورجال القبائل، في ساعة مبكرة من اليوم الخميس.
وأضاف الشهود أن انفجارات وقعت قرب الفرقة الأولى مدرّع في العاصمة صنعاء، وفي حي الحصبة قرب منزل الشيخ عبدالله الأحمر، الزعيم القبلي الراحل.
وفي أرحب شمال صنعاء وقعت مواجهات وصفها الشهود بالعنيفة، بين الحرس الجمهوري ورجال القبائل، بأسلحة مختلفة قرب مصنع الغزل والنسيج ومقر الداخلية، ونفى أمن الحصبا والسلطات اليمينة سقوطهما.
واعلن مصدر رسمي اليوم الخميس ان 28 شخصا قتلوا في انفجار في مخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد. كما قتل اربعة مدنيين في المعارك المستمرة بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وافراد قبليين حسب ما اعلنت وكالة الانباء اليمنية. وبذلك يرتفع الى 48 عدد القتلى منذ بدء هذه المواجهات الاثنين بحسب حصيلة اعدتها وكالة (فرانس برس) استنادا الى مصادر من الطرفين.
من جهته أعلن عبد القوي القيسي، مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر، عن سقوط نحو 45 قتيلا من أنصار آل الأحمر في مواجهاتهم مع قوات الرئيس اليمني على صالح، فضلا عن إصابة المئات بجروح.
ونفى القيسي حصول الشيخ صادق وأنصار على أي دعم عسكري من القيادات العسكرية التي أعلنت تأييدها للثورة الشعبية ضد صالح، مشيرا إلى أن الجميع في اليمن لم يعد لهم سوى مطلب واحد، وهو إسقاط النظام ورحيل صالح.
واتهم القيسي الرئيس اليمني بمحاولة "جرجرة" الشيخ صادق الأحمر وأفراد قبائل حاشد، التي ينتمي إليها صالح، إلى حرب أهلية حتي يفلت من استحقاقات الثورة الشعبية المندلعة ضده منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتابع: "يريد صالح تصوير الوضع علي أنه صراع علي السلطة بينه وبين آل الأحمر، وهو استهدفهم تحديدا لأنهم رمز من رموز الوطنية باليمن، ولطالما ناهضوا ظلم الحاكم، كما أنهم رفضوا مشروعه لتوريث السلطة لنجله".
وفي معرض رده علي سؤال حول ما إذا كانت هناك جهود وساطة جارية حاليا لوقف إطلاق النار بين أنصار الأحمر وصالح ، توقع القيسي أن يقوم "الأشقاء" في دول الخليج بمبادرة وساطة لحقن الدماء ، خاصة مع سقوط ضحايا أبرياء جراء قصف القوات الموالية لصالح لمنطقة الحصبة.
وقال القيسي: "لا توجد اتصالات مباشرة بالشيخ صادق الأحمر لتقديم مبادرة وساطة، ولكني متأكد أن صمت الأشقاء بالخليج لن يطول، خاصة مع نزيف الدماء المتواصل".
وتابع: "أما الوساطات المحلية فهي غير فاعلة حاليا، خاصة بعد تخوف الكثير من الوسطاء من أن يتم ضربهم من الخلف كما حدث بالأمس، حيث تم قذف منزل الشيخ صادق الأحمر خلال تواجد عدد من مشايخ القبائل الذين قدموا إليه بهدف تقديم مبادرة الوساطة".
وكانت الاشتباكات العنيفة تجددت امس الاربعاء بين مسلحين قبليين مناهضين للنظام والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، ووصلت الى محيط مطار العاصمة الذي اغلق على الاثر، في حين دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره اليمني الى التنحي. كما دارت اشتباكات بين الحرس الجمهوري ومسلحين من قبيلة ارحب، المناهضة بدورها لصالح، على مقربة من مطار صنعاء، ما استدعى اقفاله وتحويل مسار الرحلات الى مطار عدن في الجنوب، كما اعلن مصدر ملاحي لوكالة (فرانس برس).
وافادت مصادر قبلية ان معارك عنيفة وقعت قرب مطار صنعاء بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح وافراد من قبيلة ارحب بقيادة الزعيم الاسلامي النافذ الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم الارهاب.
وفي إشارة إلى خطورة الأوضاع في اليمن، أصدرت الخارجية الأميركية تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى اليمن، كما نصحت رعاياها هناك بسرعة المغادرة.
وأرجعت الخارجية الأميركية السبب إلى "المخاطر الإرهابية والاضطرابات الشعبية" في اليمن.
وأمرت الوزارة بأن تغادر أسر موظفي الإدارة الأميركية اليمن، وكذلك الشخصيات التي ليس وجودها ضروريا.
وكان يمنيون من العاصمة صنعاء فروا أمس الأربعاء هربا من معارك بالاسلحة النارية بين موالين ومعارضين للرئيس علي عبد الله صالح الذي قال إنه لن يقدم المزيد من التنازلات لمن يسعون للإطاحة به.
من جهتها دعت الولايات المتحدة اليوم الخميس جميع الاطراف في اليمن الى التوقف فورا عن العنف وحثت مجددا الرئيس علي عبد الله صالح على التوقيع على اتفاق لنقل السلطة والتنحي.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي في باريس "ندعو كل الاطراف (...) الى التوقف فورا عن العنف".
وقالت: "ونستمر في تأييدنا ليمن موحد ومستقر كما نستمر في تأييد رحيل الرئيس صالح الذي وافق باستمرار على التنحي عن السلطة ثم تراجع باستمرار عن تلك الاتفاقات".
شام نيوز - وكالات