الأخطاء الطبية .. هل نسيت أحد أعضائك قبل أن تخرج!!

الأخطاء الطبية .. هل نسيت أحد أعضائك قبل أن تخرج!!
شام نيوز: وجيه موسى
تقع الأخطاء الطبية باستمرار في المشافي العامة والخاصة حيث نسمع بين الحين والآخر عن أخطاء أودت بحياة بعض المرضى وأخرى أدت إلى إصابتهم بعاهات دائمة, دون أن نسمع عن طبيب وقف أمام القضاء بسبب خطأ طبي ارتكبه.
لقد غدا الخطأ الطبي من الحالات التي تتكرر كثيراً في مشافينا وتتسبب بالكثير من المآسي دون وجود رقابة أو حساب على تلك الأخطاء، فقد أصبحنا نسمع كثيراً عن مرضى يدخلون المشافي بمرض بسيط ويخرجون منها بعاهات دائمة، وأحياناً إلى القبر! فهل مهنة الطب تتيح للطبيب إباحية التصرف في جسم الإنسان دون ضوابط، حتى يبقى الأمر رهناً بضمير الطبيب، أم هناك قوانين ناظمة بما يتعلق بتلك الأخطاء؟
وهل عدم وجود قانون خاص يعاقب على الخطأ الطبي, وأن معظم المتضررين أو ذويهم لا يقدمون على رفع دعاوى قضائية ساهم في تكرارها.
"شام نيوز" رصد بعض تلك الحالات، والتقت بعدد من الأطباء وعدد من المرضى الذين تعرضوا لأخطاء طبية.
قصص حدثت
لم يستقبلها المشفى فماتت
فها هي( ت – م) الطالبة في كلية الطب تتوفى نتيجة لجشع أحد المستشفيات الخاصة وعدم تقديم الإسعافات الأولية لها و أما صديقتها أصيبت بالشلل، فأثناء عودتهما من الجامعة وعلى الطريق الدولي (صحنا يا-درعا) تعرضتا لحادث اصطدام وعند محاولة إسعافهما لم يستقبلهما المستشفى الخاص ولم يقدم لهما حتى الإسعافات الأولية.
دخلت لتلد فخرجت ميته
ويقول المواطن ( أ-ح ) إن الدكتورة (ن-ش) تسببت بوفاة زوجتي بإعطائها التحريض الصناعي لمدة 12 ساعة أي ضعف المدة المسموح بها علماً أن لزوجتي ولادة قيصرية سابقة, وعملت على إدخالها غرفة المخاض وأصرت على توليدها بشكل طبيعي, ولم تعد المريضة تستجيب للطبيبة ما جعل الطبيبة تلجأ للعمل القيصري.
ولكن بعد فوات الأوان لأن الرحم كان قد تمزق وخرج رأس الطفلة ويدها من الرحم كما ورد في تقريرها وبعد أن أجرت العمل القيصري وبدلاً من أن تقوم باستئصال الرحم المتهتك أجرت خياطة للرحم وأنهت العمل الجراحي. ثم بعدها بدأ الطبيب المخدر بنقل الدم إليها وعندما وصل معه ضغط الدم إلى 13 بدأ النزف بشكل كبير ثم عادت الدكتورة وفتحت البطن من جديد وعملت خرزات في الرحم مكان النزف وأنهت العمل الجراحي الذي استمر قرابة ست ساعات وبهذا الوقت الطويل تبدل دم المرحومة بشكل كامل مما أدى إلى تعب القلب وعدم استجابته مع الدم الجديد والى أذية الدماغ الذي لم يعد يتجاوب أيضاً ما أدى إلى وفاة زوجتي البالغة من العمر 25 عاماً في غرفة العناية الخالية من استشاري عناية مشددة ويتمت ولداي الصغيران.
قطن ومقص بدل الجنين
من جهتها روت (ك- ع) قصتها وقالت "كنت اسمع كثيرا عن تلك الحالات التي ينسى فيها الطبيب أدواته الطبية في جسم المريض أثناء إجراء العملية له ولم أكن اصدق ذلك وأقول انه مجرد تشويه لسمعة الأطباء و لكني الآن صدقت هذا لأنه وقع معي بالذات".
وأشارت إلى أنها "دخلت إلى المشفى لأضع مولودي الأول بعملية قيصرية, وتمت العملية بنجاح", مضيفة أن "الطبيب الذي أجرى لها العملية قال لي بوجوب بقائي في الفراش لمدة أسبوع ولكني يوم بعد يوم كنت اشعر بالآم تزداد مكان العملية بدل من التحسن لدرجة لم استطع تحملها".
وقالت المريضة أنه"تم إسعافي إلى نفس المشفى, وبعد الفحوصات تم إجراء عملية لها وانتزاع مقص جراحي وقطن كان قد نسيه الطبيب الذي أجرى لها العملية الأولى".
وأشارت المريضة إلى أنها ذهبت إلى "محام لرفع دعوى على ذلك الطبيب", إلا أن الأخير أخبرها بأنها ستضع الكثير من المال كأتعاب دون فائدة لعدم وجود قانون لمعاقبة هؤلاء الأطباء.
دخل رياضياً وخرج مشلولاً
أما الشاب(ي -خ )فله قصة أخرى فقد دخل أحد المستشفيات الخاصة لإجراء عملية استئصال حصوة من كليته لكن ما كان ينتظره لم يتوقعه أحد فذلك الشاب الرياضي تحول إلى هيكل عظمي وتشقق جسده بحجة أنه أصيب بنقص تروية في الدماغ نتيجة توقف القلب أثناء العملية للحظات ولم يقف المستشفى عند ذلك بل طالب الأهل بمبلغ 300 ألف ليرة سورية وألقى به بعد ذلك في إحدى المشافي دون أي اعتبارات إنسانية خوفا على سمعته أما السبب الحقيقي لما حدث هو الإهمال وعدم الاهتمام بحالة الشاب.
المرارة وأشياء أخرى
وتحكي (س- ع) قصتها وما جرى معها بسبب خطأ طبي كاد يودي بحياتها فتقول: اثر آلام حادة في منطقة البطن تبين وجود التهاب في المرارة ما تطلب استئصالها، فدخلت أحد مستشفيات القطر وأثناء العملية وبعد انتهاء الطبيب من استئصال المرارة وجد قطعة لحمية صغيرة فقرر إزالتها، وهكذا وبعد العملية بأيام تبين أن لوني بات يميل إلى الاصفرار الشديد وعند عرض حالتي على أطباء آخرين اكتشفوا أن ذلك الطبيب أزال (القناة الجامعة) ما كاد يسبب وفاتي فاضطررت لإجراء عملية ترقيعية أو تبديليه للقناة الجامعة نسبة نجاحها (20%) فقط وإلا سأموت.
وعندما سألتها إن كانت قد قاضت الطبيب أجابت: إن نيته كانت سليمة، واعترف بفعلته وحاول الإصلاح قدر الإمكان واعتذر، كل ذلك منعني من تقديم شكوى ضده.
وصفة طبية كادت تقتل ابنتي الوحيدة
تروي أم محمد, قصة ابنتها الوحيدة, "ارتفعت درجة حرارة ابنتي فجأة في منتصف الليل, فأخذتها إلى طبيب عام لان كل العيادات كانت مغلقة, فوصف لها الدواء بعد أن أعطاها إبرة", لافتة إلى أن "الابنة لم تتحسن أبدا بل على العكس, زاد وضعها سوءا, فاخذ اللون الأحمر يغطي جسمها وشلت حركتها فأسعفتها إلى المشفى".
وأضافت أم محمد أن "الطبيب المختص في المشفى قال لي بان حبة أخرى من ذلك الدواء كنت كافية لتودي بحياة ابنتي لان هذا الدواء للبالغين وابنتي لم تتجاوز العاشرة".
وأشارت أم محمد إلى أنها "عند مراجعتها للطبيب العام قال لها لماذا لم تذهب إلى طبيب مختص", لافتة إلى أنها "أفكر برفع دعوى عليه عندما تشفى ابنتي, ولكني لا املك تكاليف تلك الدعوى".
طمع وجشع
ويتحدث( أ- ص) وهو يعاني من عرج في إحدى قدميه عن مشكلته التي بدأت بكسر عادي لكن لطمع احد أطباء العظمية الجراحين قرر إجراء عملية تركيب أسلاك معدنية وهي لا تحتاج لها بالمطلق (طبعا هذا عرفه فيما بعد) لكن لمزيد من الربح والطمع قرر الطبيب، ذلك وقد صدقه ما أدى به إلى عرج دائم في قدمه.
أطباء يتحدثون
إحدى الطبيبات رفضت الحديث حول موضوع الإهمال والأخطاء الطبية في المستشفيات لأنه سبق لها وأن عوقبت بالنقل التعسفي لأنها فضحت مستشفى كانت تعمل به .
ويقول طبيب آخر عن الطب الذي كان المهنة الأكثر إنسانية وتحول الآن إلى “بريستيج” اجتماعي وعلاقات عامة وفرصة لجمع الأموال بعدما تحول الطبيب إلى شخص آخر من ذلك الإنسان الذي ينقذ الحياة إلى شخص يسهم في انتزاعها.
قانون العقوبات
قانون العقوبات السوري يعتبر الطبيب مرتكبا جرم القتل أو الإيذاء عن غير قصد عند مخالفته إجراءات العلاج لمجرد مخالفته واجبات المهنة وان لم يخالف القواعد الفنية.
لكن المشكلة في بند خطأ الرجل العادي والذي تستطيع النقابة إدراج أية حالة تحت هذا البند لذا يتوجب الرجوع إليه وتقييده.
فالطبيب في الدول المتقدمة يقف مرات عديدة أمام القضاء لكن في بلادنا نادرا ما يحدث ذلك رغم أن الأخطاء عندنا تفوق الدول الغربية بأضعاف.
أمور كثيرة من الممكن إجراؤها منها تشكيل لجنة في كل مستشفى لاستقصاء مهارات الأطباء، وتوقيف الطبيب الذي تحصل معه اختلاطات بشكل متكرر، ومن المهم تدريب الأطباء دوريا.
ومن جهة المواطن يجب عليه الإبلاغ عن أية حالة حدثت فيها أخطاء أو إهمالي طبي ومقاضاة الطبيب أو المستشفى، وهذا الوعي بين أفراد المجتمع يساعد على تقليص تلك الحالات وتوخي الحذر من قبل الأطباء بشكل أكبر.