الأسد: الهوية العربية بدأت تعود لموقعها بعد سقوط "الإخوان"

أكدّ السيد الرئيس بشار الأسد لـ صحيفة "البعث" السورية "أن المشروع القومي العربي مستهدف دائماً غير أن الأمل هو أن الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح خاصة بعد سقوط الإخوان المسلمين واكتشاف حقيقة التيارات التي تستخدم الدين لمصالحها الضيّقة".

وشددّ الأسد على "أن هويتنا العربية لازالت موجودة رغم محاولات تدميرها وهي قومية عربية معتدلة تحتاج لعمل إعلامي ثقافي سياسي ديني للحفاظ عليها".

وقال "إن المقصود بالإسلام السياسي هو تلك الأحزاب التي تستغل الدين على شاكلة الإخوان المسلمين داعياً إلى التفريق بين من يستخدم الدين لمصالحه الضيقة وبين من يستند إلى الدين في الدفاع عن القضايا الحقّة والمشروعة"، منبّهاً إلى أن ما يفعله الإخوان المسلمون اليوم أنهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الإسرائيليين والغرب ولا يطلبون منهم سوى الرضا"، متسائلاً :"أين دور المفكرّين والأحزاب القومية لإعطاء الزخم ودفع الشباب الذين انتفضوا في الساحات متمسكّين بهويتهم القومية وإسلامهم المعتدل"؟

وأوضح السيد الرئيس  "أن الحديث عن أنّ الكادحين الذين يعتبرون القاعدة الأعرض لحزب البعث العربي الاشتراكي هم الذين انقلبوا على الحزب حديثاً منافٍ للواقع، ذلك أن من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال والفلاحين كما أن الحرب لم تكن يوماً بين فقراء وأغنياء أو بين كادحين وأثرياء وهي ليست حرب قواعد شعبية على حزب حاكم أو على الدولة"، مشيراً إلى أن "هناك منذ البداية من حاول محوّ كل تاريخ الحزب وتحميله مسؤولية كل ما يحصل للقول بأن الحزب كان مدمّراً للبلد وذلك بالرغم مما حققّه من إنجازات خلال خمسين عاماً".

وأشار الأسد إلى أن "المشكلة هي أنّ ما حصل سابقاً هو غياب التوازن بين الحزب والسلطة" مؤكدا "أن مكافحة الفساد سواء في الدولة التي يحكمها الحزب أو داخل الحزب نفسه تمثل أحد أهم أركان عودة الحزب إلى قواعده وجماهيره داعياً إلى ممارسة النقد وتصحيح الأخطاء ذلك أن نقد المؤسسة أو الحكومة أو الدولة هو دعم لها جميعاً وخطوة لتطوير أدائها مشدداً على أن ثقافة النقد يجب أن تكون إحدى أساسيات عملنا الحزبي وغير الحزبي وأن القضية ثقافة لا علاقة لها بالأنظمة والقوانين".

وصححّ الرئيس السوري ما يشاع عن أن المادة الثامنة (في الدستور السوري) هي التي أبقت الحزب في السلطة لافتاً الإنتباه إلى أن"البعث" كان في الحكم قبل عشر سنوات من إقرار هذه المادة وقال "إن قوة الحزب الحقيقية هي بالتفاعل والدعم الشعبي لبرامجه وأدائه السياسي والاجتماعي والاقتصادي".

وغداة اختيار قيادة قطرية جديدة (لجزب البعث) لفت الرئيس الأسد إلى أن الدور الحقيقي للجنة المركزية للحزب يتمثّل في محاسبة القيادة دورياً، وهو ما لم يحصل خلال السنوات الماضية"ـ مؤكداً "أهمية النظر لأهداف ومبادئ الحزب وفق الظروف الراهنة وإلى تحقيق الوحدة العربية من خلال ربط مصالح مختلف الأعراق والشرائع والمذاهب في إطار قومية واحدة".

وفي ما يتعلّق بدور الإعلام، ذكّر الأسد إن "الحرب التي شنّت على سورية بدأت إعلامية في المرحلة الأولى كي تهيئ الأرضية للمعارك اللاحقة ضد الوطن، والدفاع عن سورية كان في جانب كبير منه دفاعاً إعلامياً وهذا يؤكد أن دور الإعلام هو دور أساسي في أي معركة على مستوى الدولة والوطن وطبعاً الحزب".