الأسد: تدخل الخارج في سورية عقد أزمتها

أكد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة اكسبرسن السويدية أن خطورة الإرهاب تنبع من المظلة السياسية التي تقدمها دول عدة وخاصة في الغرب، ومن عدم وجود منظمة دولية فعالة تمنع بلدا من استخدام الإرهابيين كعملاء لتدمير بلد آخر، مشيرا إلى ان المشكلة مع الولايات المتحدة أنهم يعتقدون أن بإمكانهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية، بينما يثبت الواقع أن الإرهاب كالعقرب عندما تتاح له الفرصة سيلدغ.
ولفت الأسد إلى أن قضية الإرهاب ليست محلية ولا إقليمية، بل هي مشكلة عالمية، فهو يستند إلى الايديولوجيا الوهابية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا، واصفا سلوك هذه الدول تجاه سورية بالانتقامي وضيق الأفق والذي يصب في النهاية في أجندة الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أكد الأسد أن العامل الرئيسي لتقدم المسلحين في مدينة إدلب مؤخرا كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا لوجستيا وعسكريا، إضافة إلى الدعم المالي الذي قدمته السعودية وقطر.. مضيفا : "لدينا معلومات تفيد بأن مسلحي جبهة النصرة والحكومة التركية كانوا يتصرفون كجيش واحد".
وعن اللقاء التشاوري في موسكو، أوضح الأسد أن هذا الاجتماع كان المرة الأولى التي يتم فيها التوصل إلى اتفاق على بعض المبادئ التي يمكن أن تشكل أساسا للحوار بين السوريين لافتا إلى أن الاجتماع القادم سيكون واعدا من حيث التوصل إلى اتفاق تام حول مبادئ الحوار الذي سيفضي إلى حل الصراع في سورية.
ولدى سؤاله عن مبادرة المبعوث الأممي لعقد سلسلة من المشاورات التي ستبدأ في أيار أو حزيران من أجل تقييم فرص إيجاد أرضية مشتركة بين الدول الرئيسية المهتمة بالصراع، قال الرئيس الأسد: أنا أتفق مع دي ميستورا حول هذه النقطة لأننا إذا أردنا أن ننظر إلى الصراع في سورية على أنه مجرد صراع داخلي بين فصائل سورية فإن ذلك غير واقعي ولا موضوعي.
وأضاف الأسد: "في الواقع المشكلة ليست معقدة جدا.. لكنها أصبحت معقدة بسبب التدخل الخارجي.. وهذا ما واجهته خطة دي ميستورا في حلب عندما طلب الأتراك من الفصائل التي تدعمها أن ترفض التعاون مع دي ميستورا" .. لافتا إلى أن مبادرة دي مستورا من أجل حلب تنسجم مع مبادئ المصالحة الوطنية.. ولذلك فإنها حظيت بدعم الحكومة السورية منذ البداية
وعن شرعية وجود مقاتلين من حزب الله في سوريا قال الأسد: "إننا كحكومة لنا الحق بأن نطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان يمكن أن يساعدنا في حربنا ضد الإرهاب.. ولأن الإرهاب ليس قضية محلية فإن الأمر الجيد هو أن يكون هناك تعاون مع مختلف القوى في المنطقة... "
وأكد الأسد أن تنظيم داعش لا يمتلك حاضنة شعبية في سورية ولذلك بالحديث عن المدى القصير فإنه ليس لـ "داعش" مستقبل.. لكن الخوف على مستقبل المنطقة على المدى المتوسط والبعيد لأنه لا يمكن السيطرة على الايديولوجيا عندما تترسخ في الأذهان
وحول الاتهامات الموجهة للقوات السورية باستخدام أسلحة كيميائية أوضح الأسد أن هذه الاتهامات جزء من الأجندة السياسية والحرب الدعائية ضد سورية مشيرا إلى أن الحديث عن استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية لم يترافق بتقديم الأدلة.. وحتى الأرقام التي قدمت فهي ليست موضوعية ولا دقيقة .. لافتا إلى أن الحكومة كانت الطرف الذي طلب من الأمم المتحدة إرسال وفد للتحقق من هذه المزاعم
كما أشار الأسد إلى أن سورية حذرت منذ بداية الأزمة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت اوروبا مضيفا: "قلت إن سورية تشكل خط فالق الزلزال وعند العبث بهذا الخط ستكون أصداء وتداعيات ذلك في مناطق مختلفة" واصفا الإرهاب بالجبل الجليدي حيث قال: "إن الأحداث في المنطقة ليست معزولة وهناك جبل كبير تحت البحر لا يمكن رؤيته ".
شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا عسكريا بين مليشيا وتنظيم"النصرة"في محافظة درعا جنوب سوريا إثر شن مجموعات مسلحة تابعة للنصرة حملة اعتقالات طالت عددا من المقاتلين المعارضين المنضوين تحت مليشيا الحر في حي درعا البلد وبالرغم من تنامي المخاوف في أوساط المعارضة من أن تتحول درعا إلى ساحة جديدة للاقتتال إلا أنه من المستبعد أن تتمكن"النصرة"من فرض هيمنتها على المنطقة بسبب توحد معظم مليشيات الحر ضمن ما يسمى"الجبهة الجنوبية".