الأسواق على موعد مع الانتعاش ورفع معدلات التداول بعد مراسيم زيادات الرواتب

ستشكل المراسيم التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد الأسبوع قبل الماضي، والتي قضت بزيادات مجزية وسخية للرواتب والأجور لكل العاملين في القطاع الحكومي والمتقاعدين مرحلة جديدة وفاصلة بين مرحلتين وستنتهي بموجبها مرحلة الكساد والجمود لأنها ستمكن شريحة واسعة بل كبيرة جداً من المستهلكين من امتلاك القدرة والإمكانية على توفير كل احتياجاتهم الأساسية وستؤدي إلى ارتفاع معدلات التداول وزيادة في الطلب.. لكن المستهلكين يأملون في الوقت نفسه ألا تؤدي زيادة الطلب إلى رفع للأسعار وبالتالي استقرار الزيادة في جيوب التجار وجني أرباح غير قانونية وغير شرعية.. لذلك فإن زيادة فاعلية دور مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك وتشديد وتدقيق الرقابة على الأسواق يخدم المستهلك ويمنع الجشعين من ممارسة جشعهم.. كما أن تعديل العقوبات لجهة جعلها أكثر شدة وقساوة يصب في النتيجة في حماية المستهلكين من أي ابتزاز، أيضاً ان زيادات الرواتب الأخيرة يمكن أن تشكل عامل تحصين ووقاية لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية... ‏

خلال أيام ‏

لم تظهر النتائج الإيجابية لزيادات الرواتب على الأسواق وحركة التداول بشكل كامل حتى الآن لأن العاملين في الدولة بدؤوا باستلام رواتبهم منذ يوم الخميس الماضي، لكن من المتوقع أن تظهر كامل النتائج الإيجابية للزيادة خلال الأسبوع الحالي... ومن المتوقع أن يكون الأثر الإيجابي شاملاً على كل المواد والسلع وليس السلع الأساسية أو السلة الغذائية... بل ستمتد الآثار الإيجابية للزيادة إلى سوق العقارات لأن للزيادة جوانب إيجابية متعددة ستؤثر إيجاباً على كل قطاعات الحياة وعلى كل الأسواق. ‏

وفرة كبيرة ‏

تتميز الأسواق حالياً بوفرة كبيرة في كل المواد والسلع المنتجة محلياً والمستوردة ولا وجود لأي اختناق في توفر أي مادة بل على العكس فإن العرض مازال أكبر من الطلب إن كان بالنسبة للخضر والفواكه وكل المواد الغذائية أو الألبسة أو السلع المصنعة كالأثاث المنزلي والكهربائيات والعدد والآليات وسواها، كما أن المنافسة على أشدها بين الباعة والتنزيلات والعروض متواصلة... ‏

الأعلاف ‏

لاقى القرار الحكومي الذي قضى بوقف العمل بتحصيل ضريبة الضميمة على الأعلاف المستوردة الاستحسان والشكر من قبل مربي الدواجن والمواشي والذي حدد وقف العمل بتحصيل هذه الضريبة، بدءاً من أول نيسان الحالي ولمدة شهرين، فقد انعكس قرار وقف الضميمة انخفاضاً على أسعار الشعير المستورد، إذ تراجع سعر طن الشعير بمقدار /1500/ ليرة، في حين بقيت أسعار الذرة على حالها مع تحرك طفيف بأسعار الصويا، أما أسعار الفروج والبيض فتعد أسعارهما معقولة. ‏

اللحوم تتراجع ‏

حافظت أسعار اللحوم الحمراء على استقرارها بعد التراجع الذي طرأ عليها خلال الأسابيع الماضية، ويباع كغ الغنم الحي البلدي «عواس» في سوق نجها بريف دمشق حالياً بين 110- 220 ليرة، وقد ساهم هذا الانخفاض بحصول خفض مماثل في أسعار اللحوم المجرومة بلغ بحدود 100 إلى 50ليرة للكغ الواحد في أسواق دمشق.. لكن اللافت الارتفاع الذي حصل في أسعار لحوم الأبقار والذي تجاوز عتبة الـ/500/ليرة. ‏

الغش ‏

يبدو أن العقوبات التي حددتها القوانين وكل التشريعات بحق من يمارس غش المواد الغذائية وغير الغذائية أصبحت غير كافية لردع هؤلاء، فعمليات غش اللبن واللبنة والحليب متواصلة، فيمكن أن يجد المستهلك كغ اللبنة في سوق البرامكة وسوق الهال القديم «مرجة» بـ70 أو 90 ليرة، علماً أن كلفة كلغ اللبنة تتجاوز الـ130 ليرة. ‏

وقد ظهرت صرعة جديدة من الغش مؤخراً، فبعد أن ارتفعت أسعار البن عالمياً عمد العديد من محلات بيع البن المطحون إلى تحميص القمح والشعير والذرة وإضافته إلى البن، مستفيدين من فرق الأسعار الكبير لهذه المواد مقارنة مع البن، كما أن محلات بيع الأدوات والمصابيح الكهربائية مازالت تخدع الزبائن بمصابيح توفير الطاقة وسواها وأن المصباح يعمل لمدة 8000 ساعة، لكنه لا يعمل في الواقع لأكثر من800 ساعة. ‏

العقارات ‏

مؤشر جديد يتعلق بسوق العقارات وحركة البناء والتشييد ربما ينظر إليه إيجابياً وقد يكون بداية لمرحلة جديدة في سوق العقارات تمثل بارتفاع أسعار الإسمنت المستورد بمقدار 500 ليرة للطن الواحد فأصبح سعر الطن 6500 وكان في الأسبوع الماضي 6000 ليرة أما أسعار الإسمنت لدى مؤسسة عمران فهي على حالها ولم يطرأ عليها أية زيادة. ‏