الأشجار من غطاء نباتي إلى غطاء للسوريين.. وعقوبة التحطيب سجن وغرامة مالية

التحطيب

علي خزنه - شام إف إم


دفع الوضع الاقتصادي وشح المحروقات السوريين إلى اللجوء للبحث عن خيارات أقل تكلفة لجيوبهم لتأمين وسيلة للتدفئة لكن هذه الوسيلة هي أكبر خسارة للبلاد، فكان أبرز هذه الوجهات التي اختارها السوريين هي تحطيب الأشجار باحثين عن أي وسيلة يمكن تأمينها لتدفئة عوائلهم.


خلال السنوات الماضية عاد التحطيب إلى الواجهة من جديد مع استمرار شح المحروقات فباتت مساحة الغطاء النباتي قليلةً جداً مقارنةً في السنوات الماضية، لكن الأمر لم يقتصر على التدفئة بل أصبح هناك أشخاص مستغلون لغياب المحروقات، صانعين من أنفسهم تجار أزمة وليس أي أزمة "أزمة التدفئة".

فما أن تدخل إلى دمشق من مدخليها الشمالي أو الجنوبي حتى تلحظ بقايا جذوع الأشجار مرتفعةً عن الأرض بضعة سانتيمترات، فالشجرة بكاملها جاء من يقوم "بتحطيبها" إما لبيعها أو وضعها في مستودعات لبيعها فيما بعد، وجزء قليل من الأشجار تذهب للتدفئة بشكل مباشر تم قصها من قبل الباحثين عن الدفء الحقيقي وليس الاستغلال المادي.


خسائر في الغطاء النباتي والعقوبة تصل إلى السجن



 مدير مديرية الحدائق في محافظة دمشق سومر فرفور قال لـ"شام إف إم"، إنه ومع اقتراب فصل الشتاء وصعوبة توفر المحروقات وغلائها واستغلال ضعاف النفوس يتم اللجوء إلى التحطيب وقطع الأشجار وبيعها في دمشق.

وبحسب فرفور فهذه الظاهرة تنتشر بشكل مكثف على مداخل دمشق الشمالية والجنوبية، مشيراً إلى أن عدم وجود إنارة في تلك المناطق يساهم في سهولة حركة من يقوم بتقطيع الأشجار.


وصرح مدير الحدائق بدمشق خلال حديث مع "شام إف إم" أنه خلال الفترة الماضية ألقي القبض على شخصين كانا يقطعان الأشجار وقدّما إلى الجهات المعنية، مشيراً إلى أنه وجود الكثيرين غيرهم.

وبين فرفور أن عقوبة من يقطع الأشجار الحبس تصل من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة مالية لا تقل عن مليون ليرة.

وعن خسائر الغطاء النباتي بدمشق قال فرفور إن مدخل دمشق الشمالي خسر عشرين شجرة صنوبر عمر الواحدة منها 40 عاماً، وعشر أشجار معمرة من المتحلق الجنوبي، حيث إن عدد الأحراش والحدائق في دمشق كبير والحراس عددهم قليل وحماية الأشجار ليست بالأمر السهل.

يشار الى أنه يمكن للمواطنين في محافظة اللاذقية شراء الحطب عبر البطاقة العائلية "دفتر العائلة" بسعر 500 ألف ليرة للطن الواحد، والتوزيع وفقاً للكميات المتاحة، وذلك بحسب مدير زراعة اللاذقية باسم دوبا خلال حديثه مع "شام إف إم"، موضحاً أنه يمكن للعائلة شراء الكمية المخصصة لها مرة واحدة فقط في العام، حيث تكفي العائلة لفترة جيدة، وفقاً لطريقة الاستخدام وساعات تشغيل المدفأة، علماً أنه يباع في المديرية بسعر يمثل 16% من سعر السوق. 

ويعود مصدر الأحطاب إلى فريق تربية الغابات، المسؤول عن إزالة الأشجار المريضة، أو التي تعيق الحركة، أو تعيق تنفيذ مشاريع حيوية، ضمن الخطة السنوية، لتجمع وتباع للمواطنين، كما هناك فرق بين الأحطاب التي تباع بغرض التدفئة حيث يكون قطرها أقل من 10 سم، أما الأخشاب بقطر 10سم وما فوق تباع لأغراض صناعية وفق قانون العقود.