الأفارقة يسخدمون موقع تويتر لمحاربة المجاعة في الصومال

 

يلجأ آلاف الأفارقة إلى موقع تويتر للتعبير عن حزنهم وغضبهم من حدوث مجاعة جديدة في الصومال ويجمعون الأموال ويواسون بعضهم بعضا، وهو ما يعكس تبني القارة السمراء لطريقة معاصرة في التعاطي مع شؤونها رغم استيائها من أوجه القصور القديمة.

 

فعندما بدأت الأخبار تتواتر عن أن المجاعة أصابت مناطق في الصومال بالفعل، اشتعل موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بحلول منتصف يوم الجمعة بالعديد من الكتابات التي بلغ عددها عشرين رسالة في الدقيقة الواحدة.

 

وبدا لافتا للاهتمام أن عددا متزايدا من أبناء القارة السمراء  -الذين لم يسبق لهم الاهتمام بهذه المناقشات- بات يستغل تقنية الاتصالات المتطورة التي تعتبر حديثة العهد في العديد من الدول الأفريقية، للتعبير عن مواقفه تجاه ما يجري في قارتهم الفقيرة.

 

السبب والنتيجة

ومن الكتابات التي نشرت على موقع تويتر، رأى أحد مستخدميه -يطلق على نفسه اسم "كونفليكت ميديا"- أن ما يجري في القرن الأفريقي من مستجدات طارئة يجب أن ينسب إلى الحكومات المعنية وحركة الشباب المجاهدين وليس إلى قلة الأمطار.

 

كما سارع العديد من متصفحي الموقع من الصومال وإثيوبيا وكينيا إلى مهاجمة حكوماتهم لإخفاقها في الاستعداد لجفاف متوقع، ولبطء استجابتها حين بات واضحا أن نحو عشرة ملايين نسمة سيتضورون جوعا في الدول الثلاث.


 

وعلى الرغم من أن معدل استخدام موقع تويتر في أفريقيا لا يزال أقل كثيرا من أجزاء أخرى من العالم، فإنه يتزايد بسرعة مع تحسن التقنية وانتشار شبكات الهاتف المحمول واستخدام الآلاف لشبكة الإنترنت من هواتفهم النقالة.

 

وخلقت هذه التقنية المتطورة لدى العديد من أبناء القارة شعورا بأهمية هذا التواصل الإلكتروني لتقديم يد العون لأقرانهم الأقل حظا ممن يعيشون ظروفا صعبة ويعانون الأمرين في معسكرات اللاجئين.

 

جمع التبرعات

وانطلاقا من هذا الاهتمام، استعان مستخدمو تويتر في أفريقيا وأفارقة يعيشون في الغرب بالموقع لجمع التبرعات ووضع روابط لمواقع تحدد الخيارات المختلفة المتاحة لمن يريد التبرع بالمال.

 

ويستغل الأفارقة الذين يستخدمون الإنترنت هذه الشبكة أيضا للشكوى من الصورة السلبية التي تقدم عن القارة، متهمين الغرب في بعض الأحيان بالمساهمة في ترسيخ تلك الصورة الصادمة للمشاعر عبر عرض مشاهد لآثار الفقر والمرض والتخلف.

 

غير أن مستخدمين آخرين يعتبرون أن الصور الصادمة ضرورية لجمع الأموال لإطعام الجوعى، دون أن يعني ذلك -بحسب بعض المستخدمين- إعفاء الحكومات الفاسدة من المسؤولية.

 

كما يرى بعض آخر أن وسائل الإعلام الأجنبية ومؤسسات التمويل الدولي عادة ما تصل إلى المناطق المضطربة في أفريقيا بعد فوات الأوان.

 

وأياً كانت المواقف المتباينة التي قدمها مستخدمو موقع تويتر من القارة الأفريقية، يبقى مغني الراب الصومالي كنعان -الذي اشتهرت أغنيته عن الوحدة الأفريقية وأذيعت خلال نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010-أفضل من لخص التناقض في المشاعر الذي يمر به الكثير من الأفارقة حاليا عندما كتب على تويتر قائلا "أحبك لكنك يا صومال تقتلني".