الأكـــــمة اللــــيبية

ساهرة صالح. شام نيوز
عندما كانت تقع على مسامعي جملة " صاروا العرب عربين " لم اكن اخفي ما اشعر به من طرافة , حتى ولو بابتسامة صغيرة تخرج رغما عني ..فليس للأرقام معنى على خارطة الوطن العربي لا جغرافياً ولا جيوسياسياً و لا طبوغرافياً و لا حتى اجتماعياً
أي عرب و أي عربين ونحن لا يجمعنا سوى سنة 2011 و مخاض يدّعي الجميع معرفة جنس المولود منه ...
فهذا يقول ذكر وذاك يقول انثى و ثالث بالدف ضارب, يشعل الجموع على الإقتتال فيما بينها و يشكل المجالس الوطنية خارج أرض الوطن خوفاً من القتل....
كيف لكم ان تدّعوا الثورة و الخوف يملأ جوفكم , و كيف لكم ان تنظروا في عيون امرأة أنتم تعلمون انكم لن تستطيعوا حمايتها في الظلام , أوليس من السخرية ان ينضح الاناء بما ليس فيه..!!!!
فهاهم إخوتنا في ليبيا التي ندعي معرفتها.. يتنابزون بالألقاب خوفاً و طمعاً على تركة ملك ملوك أفريقيا ..
وهكذا بين إسلامي و علماني بدأت ملامح الخلاف تزحف بلؤم الافعى على حصائرهم ...
و ها هو وجه ألفناه على قناة الجزيرة الدكتور علي الصلابي بعد ان بارك و اثنى على قوات النيتو , بدأ يستشعر الفخ الذي نصبت حباله حول رقاب الليبين و راح يتّهم أعضاء المجلس التنفيذي بالعمالة الى الغرب و بمحاولة سرقة اموال الليبين و ان الجماعات العلمانية لا مكان لها في ليبيا ، اذ ان من بذل الدماء هم الإسلاميون فقط , اما ما تبقى فلقد ساقه الغرب ليحقق مطامعه في ليبيا...
و هي دعوة صريحة من شخص يمثل التيار الإسلامي , بأن هبّوا يا معشر الليبين لإنقاذ ثورتكم التي سيجهضها العلمانيون و اموالكم التي سيصبح ساركوزي القيم عليها ليوزعها كما يشاء و على من يشاء ..
ولكن !!!! يبقى في الأمر ولكن , ممن سوف تنقذون أنفسكم ؟
من اولئك الذين صرفوا ملايين الدولارات لمساعدتكم في التخلص من القذافي.... أم من بقايا نظامه البائد ...أم من التخبط بين التيار الإسلامي و العلماني ....أم من الفكر العشائري السائد منذ الأزل في عقول العرب ؟؟؟
إنها الأكمة الليبية التي تخفي وراءها ما نحن قادرون على رؤيته لما يحفل به تاريخنا الطويل من أكمات و مطبات وكمائن , ومازلنا في طور التعلّم
لأنه و كما يقال في الإعادة إفادة ..