الألمان يحتجون على زيارة أردوغان إلى بلادهم

تجمع متظاهرون  أمام بوابة براندنبورغ في العاصمة الألمانية برلين احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى البلاد حاملين لافتات تنتقد سياساته المناهضة لحقوق الانسان.

وجاءت هذه المظاهرة أمام بوابة براندنبورغ أحد رموز مدينة برلين عقب الانتقادات العديدة التي تعرض لها أردوغان في تركيا خلال الأسبوع الحالي بعد قيام قوات الأمن التركية بقمع عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك الذين شاركوا في مسيرات شعبية احتجاجا على محاولات حكومة حزب العدالة والتنمية منع الاحتفال بالذكرى الـ 89 لتأسيس الجمهورية التركية.

وبحسب محللين سياسيين فإن رفض حكومة أردوغان السماح بالاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية يمثل انقلابا على قيم العلمانية التي بنيت عليها الدولة حيث تنتهج حكومة حزب العدالة والتنمية سياسة أصولية راديكالية تقوم على تشجيع التطرف وتحويل تركيا إلى دولة دينية وفرض توجهات الحزب العقائدية عليها بالقوة.

كما ذكرت وسائل إعلام تركية أن الشرطة التركية اشتبكت أمس الأول مع متظاهرين أكراد قرب سجن فى دياربكر جنوب شرق تركيا.

كاتب تركي: حكومة أردوغان تمارس العنف ضد من لا يدعمها 

من جهة أخرى حمل الكاتب الصحفي التركي كوراي تشاليشكان حكومة حزب العدالة والتنمية مسؤولية مجزرة الودره التي أدت إلى مقتل 34 مواطنا في جنوب شرق تركيا.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة راديكال التركية إن حكومة حزب العدالة والتنمية تمارس العنف الجسدي والاقتصادي والقضائي والثقافي ضد كل من لا ينتمي إليها ويدعمها بشكل لا مثيل له في تاريخ تركيا.

وقال إن هذه الحكومة قمعت الشعب التركي الذي أراد الاحتفال بعيد تأسيس الجمهورية التركية من خلال ممارسة العنف واستخدام الغاز المفلفل ضد المواطنين في ساحة أولوص في مدينة أنقرة.

ولفت الكاتب إلى أن هناك 700 مواطن معتقلين أحدهم نائب في مجلس الأمة على وشك الموت بسبب اضرابهم عن الطعام احتجاجا على سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان يقول إن أولئك المضربين عن الطعام يأكلون كل شيء وهم لم يضربوا عن الطعام.

واعتبر الكاتب أن تاريخ 29 تشرين الاول من عام 2012 هو ميلاد تركيا و بداية النهاية بالنسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية لافتا إلى تجمع مئات الآلاف من المواطنين الاتراك في ساحة أولوص بمدينة أنقرة .

وأكد تشتاليشكان ان أردوغان كان يمارس سياسة الهيمنة سابقا ليحصل على دعم أغلبية الشعب التركي وقام باتخاذ خطوات لإرضاء الجميع في سبيل ذلك ولكن فقدان قضايا /باليوز/ و/اتحاد كومونات كردستان/ شرعيتها وسعي حكومة حزب العدالة والتنمية لايجاد الذرائع لقضية الاحتلال والنصب عن طريق جمعية /دنيز فنري/ الخيرية وتوجهها نحو السعودية أدى إلى انكشاف حقيقة هذه الحكومة حيث ان الوقوف إلى جانب حكومة العدالة والتنمية بدأ يكلف الكثير أخلاقيا وعقليا ويضاف إلى ذلك الممارسات الاستبدادية داخل الحزب.

وأوضح الكاتب ان أردوغان أصبح وحيدا في السلطة وقال إن حكومته تخلت عن استراتيجية الهيمنة وتبنت منطق الاكتفاء بالأغلبية المؤيدة المستندة إلى تكتيك تصعيد التوتر أي تقديم خيار وحيد أبيض او أسود بدلا من احتضان جميع ألوان المجتمع.

ورأى تشاليشكان ان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية الذي اكد ضرورة تنظيم احتفالات شعبية بعيد الجمهورية بدلا من الاحتفالات الرسمية وقام بمنع وصول الحافلات إلى مدينة أنقرة للمشاركة بالاحتفالات الشعبية واعطى تعليمات لقوات الامن بالاعتداء على المواطنين خلال الاحتفالات واختبأ وراء الاحتفال الرسمي يتبع استراتيجية جديدة والمفارقة الموءلمة في هذه الصورة هي تغلغل الاتوقراطية داخل المجتمع بشكل مخيف حينما كانت الديمقراطية تحاول كسر المحرمات في ساحة اولوص خاصة مع لجوء الحكومة إلى ضرب وقمع المواطنين الذين تدفقوا إلى الساحات حاملين اعلامهم ليحتفلوا بعيد الجمهورية.

أردوغان يواجه موجة احتجاجات عارمة في تركيا وجميع أنحاء العالم

كما أكد الكاتب الصحفي التركي ايدمير جولار أن التاريخ التركي لم يشهد حكومة واجهت احتجاجات في أكثر من مكان وفي وقت متزامن في تركيا ومختلف دول العالم مثل الحكومة الحالية التي تصر على السير في طريق غريب.

وقال الكاتب في مقال نشره موقع (صول خبر) إن مدن أنقرة وإسطنبول ووان وديار بكر التركية والعديد من العواصم العالمية تشهد مظاهرات احتجاجية على سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية.

وأضاف "إن حكومة العدالة والتنمية تملك السلاح والسياسات اللازمة تجاه هذه الاحتجاجات وعلى الرغم من سيرها نحو الانزلاق لم تنفد ذخيرتها بعد بينما يصر رجب طيب أردوغان الذي يشعر بضغط الانهيار والانحلال على إتباع استراتيجية محددة تحمل في طياتها علامات الانحلال في كل محطة حرجة ولكن هذا لا يعني نهاية حكومة حزب العدالة والتنمية.

ورأى الكاتب أن ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية ضد المجتمعين في ساحة أولوص بانقرة في 29 من تشرين الأول للاحتفال بعيد الجمهورية وفقا لاستراتيجيتها جاءت استنادا لطابعها المعادي للثورة وليس لخبرتها في المصالحة وعقد اتفاقات جديدة.

وأضاف "إن هذا الطابع المعادي للثورة هو عداء للجمهورية وردة فعل فاشية وجهالة وجهاد منمق بالطائفية ولا نعلم أن كانت هذه السياسات واقعية أم لا ولا نعرف مدى قدرة هذه الحكومة على توسيع مسارها السياسي من خلال ممارسة العنف ضد الشعب التركي".

ولفت الكاتب إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية لن تتمكن من قطع شرايين السلام والمعارضة في مدينة أنطاكية عن طريق ممارسة العنف إضافة إلى أن الشعب التركي لأول مرة يحتفل بأعياده الوطنية بتجمع شعبي كبير الأمر الذي يؤكد مأزق ومحنة أردوغان. 

 حكومة حزب العدالة والتنمية تتحمل مسؤولية نقل المسلحين الأجانب إلى سورية ولا تملك خططا بديلة لإعادة علاقاتها معها

كما انتقد الكاتب التركي أورهان دادا في مقال نشرته صحيفة يني مساج التركية بشدة سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية التركية حيال سورية محملا هذه الحكومة مسؤولية نقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى سورية لافتا إلى أن ضحالة استراتيجة مسؤولي وزارة الخارجية التركية جعل تركيا لا تملك خططا بديلة للعلاقة مع سورية.

وأشار الكاتب التركي إلى الأخبار المصورة التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية والتي تثبت وجود مسلحين أجانب في سورية موضحا ان أغلبية أولئك المقاتلين نظمتهم حكومة حزب العدالة والتنمية وأرسلتهم إلى سورية عبر الأراضي التركية الأمر الذي يشكل عائقا أمام تطوير علاقاتها مع سورية مجددا.

وتحدث الكاتب التركي عن منحى جديد بدأت تشهده الأزمة في سورية وعن حذر يتخذه الكثيرون يحول دون تأجيجهم للأزمة مستشهدا بهذا الصدد بتصريح بأن كي مون أمين عام الأمم المتحدة الذي أد فيه استحالة حل الأزمة في سورية بمزيد من الأسلحة وسفك الدماء داعيا مجلس الأمن ودول المنطقة وجميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع من أجل وقف إطلاق النار.

وقال الكاتب التركي إنه حتى المجتمع الدولي بدأ يدعو إلى إنهاء القتال في سورية لأن دول الغرب التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية أدركت فشل خططها وشرعت بالبحث عن خطط بديلة إلا أن حكومة تركيا تعد الوحيدة التي لا تملك خطة بديلة لتستمر بعلاقاتها مع سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد لافتا إلى أن العمق الاستراتيجي يتطلب امتلاك خطط وأعرب عن الأسف الشديد لأن مسؤولي وزارة الخارجية التركية أثبتوا ضحالة استراتيجيتهم.

وأوضح الكاتب التركي أن العديد من الدول ستتمكن من إعادة علاقاتها مع سورية بعد انتهاء الازمة التي تشهدها ولكن تركيا لن تتمكن من ذلك في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية حتى لو أرادت.

ورأى الكاتب التركي أن عدد المقاتلين الأجانب في سورية يبلغ الآلاف وهناك احتمال لإرسال جزء منهم إلى ليبيا أو إلى بلدانهم كقطر والسعودية بعد إيجاد حل للأزمة في سورية ولكن الجزء الأكبر منهم سيشكل عبئا كبيرا على تركيا التي ساهمت بقدومهم مشيرا إلى ضرورة أن تبحث تركيا عن حل للمقاتلين الذين سيتدفقون إلى تركيا بعد حل الأزمة في سورية لأنهم سيخلقون المشاكل فيها.