الأمم المتحدة تبدأ دورتها والمطلب الفلسطيني بدولة يهيمن على جدول الأعمال

بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء دورتها السنوية السادسة والستين، ورغم دعوات من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتناول تغير المناخ وبرامج اجتماعية والاقتصاد العالمي، إلا أن مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة وعضوية كاملة في الأمم المتحدة سيطر على الجلسة بالفعل.
ووسط توقعات فلسطينية بالحصول على نسبة الثلثين المطلوبة في الجمعية العامة، لم تتوضح بعد مآلات الطموح الفلسطيني حين يصل مجلس الأمن، حيث سبق أن هددت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد الطلب وبدا الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته أمام المنظمة أمس مصراً على موقفه.
وأعرب السفير الفلسطيني لدى روسيا فائد مصطفى عن قناعته بأن الفلسطينيين سوف يحصلون على أصوات أكثر من 126 بلداً في الأمم المتحدة وقال إن التصميم الفلسطيني على نيل الاعتراف الأممي جاء بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب التعطيل الإسرائيلي من أجل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، مرجحا أن يصوت مع عضوية فلسطين بين 140 إلى 147 دولة.
واعتبر أن الضجة المفتعلة حول توجه القيادة الفلسطينية بطلب الاعتراف إلى الأمم المتحدة ليس لها مبرر، لأن التوجه هو حق مشروع للشعب الفلسطيني الذي فقد الأمل في جدوى المفاوضات خلال عشرات السنين.
وبشأن سؤال لـ«أنباء موسكو» عن احتمال اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة نتيجة الاستياء في الشارع العربي والفلسطيني في حال إخفاق الطلب الفلسطيني بسبب الفيتو الأميركي، قال السفير: إن استخدام الفيتو ضد العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية سيسبب استياء في الشارع العربي والفلسطيني، وعدم تفهم لدى المواطن الأميركي بذاته.
ونظم الآلاف من الفلسطينيين مسيرة في الضفة الغربية أمس دعماً لطلب فلسطين العضوية في الأمم المتحدة الذي من المفترض أن يقوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتقديمه غداً الجمعة.
وفي تصريحات تعكس بقاء الموقف الأميركي على حاله، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في نيويورك أن لا مجال لما وصفه بـ«الطريق المختصرة» لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إشارة إلى الطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية، داعياً الطرفين للعودة إلى المفاوضات.
وقال أوباما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس «السلام لا يمكن أن يأتي عبر بيانات وقرارات في الأمم المتحدة».
ورداً على خطاب أوباما، عبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة فوراً عن استعداد الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل عند موافقتها على وقف النشاط الاستيطاني وعلى حدود 1967 كمرجعية للمفاوضات.
وتهدد المواجهة المنتظرة في الأمم المتحدة حول طلب الاعتراف بعضوية كاملة لدولة فلسطين بإسقاط ضحية جانبية هي الإتحاد الأوروبي الذي يضاعف جهوده للحفاظ على موقف موحد ظاهرياً على الرغم من الخلافات الداخلية حيال هذا النزاع، في وقت حصل فيه المسعى الفلسطيني على تأييد عربي مسبق، وتأييد معظم دول أميركا اللاتينية، إضافة إلى تأييد دول آسيوية عدة.
وأوروبا التي تعتبر المساهم المالي الأول للسلطة الفلسطينية والشريك التجاري الأول لإسرائيل، بقي نفوذها محدودا في الشرق الأوسط بسبب التجاذبات القائمة بين أعضائها.
وقال دبلوماسي أوروبي: إن الأوروبيين ضاعفوا في الأشهر الأخيرة جهودهم الدبلوماسية سعياً للعب دور وساطة حاسم قادر على جلب مختلف الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلانه عزمه على طلب «عضوية كاملة» أمام مجلس الأمن الدولي، رفض المطالب الأوروبية. وكان عباس التقى الثلاثاء على التوالي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.
وأقر وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماع في مطلع أيلول بالخلافات في وجهات النظر بينهم. وقال دبلوماسيون: إن إيطاليا والجمهورية التشيكية وهولندا وبولندا تعارض طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كما أن ألمانيا وبريطانيا قد تعارضه أيضا، بينما تميل معظم الدول الأوروبية الأخرى إلى تأييده.
من جهتها، جددت مصر دعمهما لأي قرار فلسطيني بشأن إعلان دولتهم، حيث أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في نيويورك أن بلاده ستدعم أي قرار تتخذه الحكومة الفلسطينية بشأن انضمامها للأمم المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أمس: إن ذلك جاء في إطار ترويكا حركة عدم الانحياز، التي ترأسها مصر حيث التقى الوزير أمس الثلاثاء مع نظيريه من إيران وكوبا، الرئاسة القادمة والرئاسة السابقة للحركة، لبحث تنسيق مواقف دول الحركة خلال الدورة الحالية للجمعية العامة، مشيراً إلى أنه نظراً لسيطرة القضية الفلسطينية على أجواء الاتصالات والاجتماعات في نيويورك، فقد كان الملف الفلسطيني حاضراً بقوة خلال اجتماع الترويكا.
ويحضر الدورة السنوية لمنظمة الأمم المتحدة، كل الأعضاء في المنظمة والمنظمات الدولية، وسيلقي ممثلوها بالتعاقب كلمات أمام الأمم المتحدة حتى منتصف الأسبوع المقبل.
شام نيوز. الوطن/وكالات