الأمن العام اللبناني يوقف عرض مسلسل "المسيح"

بعد جدل في الشارع اللبناني المسيحي واعتراضات من المراجع المسيحية حول المسلسل التلفزيوني الإيراني المدبلج للعربية "السيد المسيح" أوقفت قناتا "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني و"إن بي إن" التابعة لحركة أمل اللبنانية، عرض المسلسل بناء على طلب الأمن العام اللبناني اليوم الجمعة. في وقت طالب محامون تونسيون من مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ التدخل لوقف المسلسلات الايرانية التي تجسد الأنبياء والتي تعرض على قنوات تونسية.

ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر لبناني مسؤول قوله إن "الأمن العام طلب من القناتين وقف عرض المسلسل" الذي يتناول سيرة حياة السيد المسيح استنادا إلى النصوص والتراث الإسلامي.

وفي هذه الأثناء، أصدرت قناتا "المنار" و"ان بي ان" بيانا مشتركا أعلنتا فيه وقف عرض المسلسل الذي بدأ بثه مع أول أيام شهر رمضان "مراعاة منهما لبعض الحساسيات، وللحؤول دون أي محاولة للتوظيف السلبي".

ويعتمد المسلسل المدبلج إلى العربية، على فيلم إيراني أنتج عام 2008، ويروي حياة المسيح بناء على ما ورد في القرآن. وقد أثار عرضه احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين في لبنان الذين طالبوا بوقفه باعتباره مسيئا إلى الإيمان المسيحي.

ودعا الأسقف الماروني بشارة الراعي في أحاديث لوسائل الإعلام الخميس والجمعة إلى وقف عرض المسلسل، مؤكدا انه "ينكر أسس الدين المسيحي". وقال الراعي الذي يرأس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في الكنيسة المارونية في حديث إلى صحيفة "السفير" اللبنانية الصادرة الجمعة إن أحداث المسلسل "غير صحيحة وغير دقيقة". وأضاف أن "المسلسل ينكر أن المسيح هو اله وابن الله" و"يفيد أن المسيح لم يصلب وأن المصلوب هو يهوذا، وبهذا لا يكون هناك قيامة"، ورأى في ذلك "إنكارا لأسس الدين المسيحي وفكرة الخلاص".

وجاء في بيان قناتي "المنار" و"إن بي إن" أن المسلسل "يضيء على الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وعلى رسالته الإلهية ويعكس بكل تمجيد وإجلال وتعظيم مسيرة حياته وآلامه وتضحياته ولدوره وصورته".

وكان مخرج الفيلم الإيراني نادر طالب زاده قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" التلفزيونية الأميركية العام 2008 إن الفيلم محاولة لتصوير "حياة المسيح من المنظارين الإسلامي والمسيحي في وقت واحد"، مشيرا إلى أن القرآن يتحدث "كثيرا عن عيسى وعن مريم أمه".

وفي لقطات من المسلسل تم بثها على الانترنت، يصور المسيح وهو يصلي فيما يسمع صوت يقول "نزل أمير الوحي جبرائيل واحضر كتابا كأنه مرآة مضيئة وأوحي الإنجيل في تلك اللحظة على قلب بن مريم". والإنجيل، بحسب العقيدة المسيحية، كتبه أربعة من رسل المسيح وليس موحى به كما يعتقد المسلمون.

من جانب آخر ناشد محامون تونسيون مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ التدخل العاجل لايقاف بث قنوات تونسية مسلسلات دينية ايرانية تجسد أنبياء لما في ذلك من مس بمقام النبوة.

وبدأت قناتا "نسمة تي.ف" و"حنبعل" المملوكتين للقطاع الخاص في بث مسلسلات "يوسف الصديق" و"السيد المسيح" و"مريم العذراء" مع بداية شهر رمضان والتي يتم خلالها تجسيد النبيين يوسف ويعقوب.

وقال المحامون في رسالة الى المفتي ان الغرض من طلب تدخله هو وضع حد لما وصفوه بالانتهاك الخطير لمقام الانبياء خلافا للمتعارف عليه بشأن تصوير الانبياء ولصون ركن من أركان الايمان حسب قولهم.

واعتبر المحامون التونسيون في مذكرتهم أن السنّة تحرم تجسيد الانبياء وكبار صحابة الرسول حيث استندوا في ذلك الى عدد من الفتاوى ليخلصوا الى أن مثل هذه المسلسلات تمس بمقام الانبياء وتعرضهم للسخرية والاستهزاء.

وطالبوا المفتي "بالتدخل لمنع بث هذه المسلسلات حتى لا يصل حديث العامة عن الانبياء كحديثهم عن سائر المسائل الفنية والرياضية".

لكن مالك قناة (حنبعل) التلفزيونية العربي نصرة قال في وقت سابق ان المسلسلات تتوفر فيها أعلى درجات المعايير الفنية والدقة التاريخية كما أنه تم التثبت من كل الجوانب الدينية عبر استشارة أهل الذكر.


شام نيوز- وكالات