الأمن الغذائي في سورية "الحال من بعضو"!

شام إف إم - هند الشيخ علي
قد لا تحدث الإحصائيات والدراسات فرقاً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون موضوع البحث ويخضعون لآثاره.. ولهذا لم يكن حديث الأمم المتحدة على لسان برنامج الأغذية العالمي حول أزمة جوع غير مسبوقة يعيشها السوريون حالياً.. أمراً مفاجئاً! لاسيما وأنك لو وقفت في أي حي في أي محافظة سورية ستسمع بائعاً يحدثك عن خسارته وفقدانه لرأس ماله بسبب تضاعف الأسعار وأمام دكان هذا البائع ستشاهد امرأة تتسمر مترددة وهي تقرأ نشرة الأسعار وتقول لك "اليوم قررنا أن نعد الغداء ولكن يبدو هذا مستحيلاً!" وعلى الرصيف المقابل حديث يطول عن أسباب ارتفاع سعر كيلو البندورة عن يوم أمس.. فيجيبها الأخير "ما بدك لا تشتري" وليتوقف الحوار هنا.
كل هذا سيحدث أمامك في مشهد تتشاركه المدن السورية الفترة الأخيرة لم تصل قسوته هذا الحد خلال سنوات الحرب الماضية جميعها، مشهد صُوِر ضمن عوامل تراجع الليرة أمام الدولار ووصول الأخير لمعدلات مرتفعة جداً مع صعوبة ضبط الأسواق وارتفاع الأسعار الجنوني فضلاً عن احتكار العديد من المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن كالأدوية خوفاً من صعوبة تأمينها في ظل "كورونا" وما يسمى بقانون "قيصر".
يضيف تقرير الأمم المتحدة عن أزمة الجوع غير المسبوقة قائلاً إن ما يقارب تسعة ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي بزيادة ١.٤ مليون خلال الأشهر الستة الماضية وحدها.. وأن سلة الغذاء التي كانت تبلغ ٤ آلاف ليرة قبل الأزمة أصبحت اليوم بسعر ٧٦ ألف ليرة سورية!
ويشير مصطلح الأمن الغذائي إلى توفر الغذاء دون أي نقص لضمان حياة صحية وفعالة.. وإمكانية الحصول عليه إضافة إلى صلاحيته للاستهلاك البشري واستقراره.. وحين يسأل سائل عن الطرق التي يقدر فيها مدى تحقيق الأمن الغذائي في بلد ما.. يقال "حين لا يخشى الفرد الجوع أو حين لا يتعرض له!".