الأوساط الدبلوماسية السورية ترحب باللقاء بين المعلم وكلينتون

رحبت الأوساط الدبلوماسية السورية باللقاء القريب الذي سيجمع بين وزير الخارجية وليد المعلم ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نيويورك أواخر شهر أيلول\سبتمبر الجاري، والتي تتزامن مع تحرك أمريكي اتجاه سوريا فيما يتعلق باستئناف عملية السلام.

حيث بدأت الأوساط الدبلوماسية بالحديث عن إشارة بعيدة لاستئناف هذه المفاوضات مع إسرائيل، متفائلةً بعودةٍ قريبة للسفير الأمريكي إلى دمشق، فيما رأى البعض أن هذا الانفتاح الأمركي اتجاه سوريا لم يبدأ في أيلول \ سبتمبر 2010 ، بل بدأ مع إعلان الولايات المتحدة إعادة سفيرها إلى دمشق في حزيران \يونيو 2009 وأن هذا اللقاء هو جزء من سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديدة اتجاه سوريا كما رئيس تحرير مجلة FORWORD الدكتور سامي مبيض.

 

وأضاف مبيض أن لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، يوم 27 أيلول \ سبتمبر الجاري، هو جزء من سياسة الانفتاح التي بدأتها الولايات المتحدة نحو سوريا منذ بداية عهد  الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اتجاه من كانت الإدارة الأمريكية السابقة تمارس سياسة منغلقة نحوهم وهي تدرك أن لم يكون هناك حل في الشرق الأوسط دون إشراك دمشق بجميع الملفات العالقة في العراق وفلسطين ولبنان.

ولفت مبيض إلى أن مسألة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل هي موضوع قد يكون مطروح على جدول أعمال اللقاء، مشيراً إلى أن سوريا قد قالت مراراً وتكراراً أنه لا عودة للمفاوضات غير المباشرة قبل تحقيق عدة شروط منها رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الإستيطان الإسرئيلي في الأراضي الفلسطينية، وعودة الوسيط التركي ليأخذ دوره في هذه المفاوضات، إضافة إلى تمسك سوريا بموقفها من المفاوضات التي لا بد أن تكون على أساس مرجعية مدريد وقرارات الأمم المتحدة لعودة الجولان السوري بالكامل الى سورية وبدون شروط.

وأكد سامي مبيض على الرغم من أن الولايات المتحدة أصدرت في العام 2009 تجديد العقوبات على سوريا ضمن ما تسميه "قانون محاسبة سوريا"، إلا أن سياسة الانفتاح الأمريكي نحو سوريا هي جزء من السياسة التي بدأها الرئيس باراك أوباما عام 2009 ولم تبدأ مع هذا اللقاء، وأن هناك منذ شهر كانون الأول\ يناير 2009 سلسلة من الزيارات لمسؤولين أمريكيين إلى سوريا، كان آخرها زيارة المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الأسبوع الماضي، إضافةً إلى إعلان الإدارة الأمريكة في حزيران 2009 عن أنها ستعيد سفيرها إلى دمشق، لذا فإن هذا الانفتاح لا يمكننا اعتباره قد بدأ في أيلول \ سبتمبر 2010 بل بدأ مع حزيران\ يونيو  2009.

ونوه مبيض إلى أن سوريا مهتمة بعلاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، ولكنها ترغب بشيء جدي وملموس في التطبيق، خاصةً فيما يتعلق بعملية السلام.

وأشار مبيض إلى أن لقاء المعلم وكلينتون يأتي من كون "الولايات المتحدة اليوم بحاجة إلى موقف عربي مساند للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي بحاجة إلى دعم دمشق لتلك المفاوضات بسبب علاقة سوريا مع جميع الفصائل الفلسطينية، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الولايات المتحدة تريد التنسيق مع دمشق بشأن الملف العراقي، فمنذ العام 2006 وواشنطن تدرك أنه لا يمكن الوصول إلى حل في العراق إلا بإشراك اللاعب السوري أو الإيراني أو اللاعبين معاً".

وكان قد أعلن اليوم الأربعاء 22 أيلول \ سبتمبر عن لقاء، يعتبر الأول من نوعه بعد عام وتسعة أشهر على تولي إدارة الرئيس باراك اوباما الحكم، بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في نيويورك، في 27 أيلول\ سبتمبر الجاري.

ويسبقه في اليوم ذاته اجتماع منفصل بين المعلم وكل من وكيل وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، بعدها يتوجه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الى واشنطن في 28 من الشهر الجاري، في زيارة تمتدّ ليومين يلتقي فيها كبار مسؤولي الادارة، وبطبيعة الحال ستحدّد اجتماعات نيويورك وتوقعاتها أفق زيارة المقداد الى العاصمة الاميركية.

وتحدثت مصادر مطلعة في دمشق عن أن هذه الاجتماعات تأتي في مرحلة تشهد فيها العلاقات الأميركية السورية حراكاً مستجداً ضمن الحرص الاميركي على استمرار الحوار وعدم انقطاع التواصل مع السوريين، وتتابع المصادر بالقول إن زيارة ميتشل الأخيرة الى دمشق كانت إيجابية بحيث أكدت ادارة اوباما على اهمية المسار السوري الاسرائيلي رغم تركيز واشنطن على المسار الفلسطيني في هذه المرحلة.

 

 

شام نيوز - خاص