الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحول دون عودة آلاف اللاجئين والنازحين العراقيين الى ديارهم.

الشعور بعدم الامان ليس العقبة الوحيدة التي تمنع مئات الالاف من اللاجئين العراقيين والنازحين في الداخل من العودة لديارهم بل تحول عقبات اقتصادية دون عودة كثيرين.
انطونيو غوتيريس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين قال "من المهم التأكيد على ان مسألة العودة لا تتعلق بالامن فحسب. تحدثت الى كثيرين وتكلموا عن مساكن ووظائف وتعليم."
وقال في مؤتمر صحفي في خامس زيارة يقوم بها للعراق "الامن شرط مهم ولكنه ليس الوحيد.. ظروف المعيشة الاهم لضمان عودة ناجحة."
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان العراق عضو أوبك والذي يملك بعضا من أكبر احتياطيات النفط في العالم شهد واحدة من أسوأ الازمات الانسانية في الشرق الاوسط منذ فرار الفلسطينيين من ديارهم عقب قيام دولة اسرائيل في عام 1948.
وفر مئات الالاف من العراقيين من البلاد خلال أعمال العنف الطائفية التي اندلعت عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ويعيشون الان كلاجئين في الخارج خاصة في سوريا والاردن بينما نزح عدد أكبر من منازلهم لاماكن اخرى في العراق.
ولم يستطع مبعوث الامم المتحدة تحديد اعداد اللاجئين العراقيين حاليا ولكنه ذكر ان نحو 196 الفا مسجلين رسميا في الدول المجاورة.
وتراجع العنف في العراق تراجعا حادا خلال السنوات المنصرمة عن ذروته في 2006 و2007 ولكن التفجيرات واعمال القتل ما زالت شائعة.
وتستهدف معظم أعمال العنف الاغلبية المسلمة ولكن في الاشهر المنصرمة استهدفت سلسلة من الهجمات الاقلية المسيحية.
وذكرت المفوضية العليا في كانون الاول ان نحو ألف أسرة مسيحية أو ستة الاف شخص فروا الى المنطقة الكردية في الشمال أو لدول المنطقة منذ الهجوم على كاتدرائية الكاثوليك السريان في بغداد في 31 اكتوبر/تشرين الاول من جانب مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة.
ونزح نحو 500 الف داخل العراق ويعيش كثيرون في فقر في مخيمات غير نظيفة منذ سنوات.
ففي مخيم ام البنين احد 94 مخيما أقامتهم المفوضية للنازحين في بغداد يعيش نحو 600 شخص في اكواخ من غرفة واحدة اسقفها متداعية وتغطيها البطاطين التي كثيرا ما يتسرب منها الماء حين تهطل الامطار.
وتغطي مياه الصرف الطرق المتربة خارج المخيم.
وسارع المسؤولون بتنظيف المخيم ورفع اكوام الانقاض والقمامة قبل زيارة غوتيريس الاثنين.
وقال بعض سكان المخيم ان المشاكل الاقتصادية دفعتهم لترك ديارهم منذ ما بعد حرب الخليج الاولى.
ويمضى الاطفال يومهم يلعبون وسط اكوام من القمامة والرائحة الكريهة ولا يعرفون لهم منزلا اخر.
وقال هيكل (30 عاما) المقيم في المخيم وهو يتابع مسؤولو المفوضية يجوبون المخيم "هل سيرسلونا الى اميركا؟"
وتابع وبجواره زوجته وطفليه "الحياة صعبة لا نملك منزلا ولا مال للاستئجار. اتنقل منذ التسعينات منذ حرب (الرئيس جورج) بوش الاولى."
ويأمل جوتيريس ان تتمكن الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها نوري المالكي من وضع "خطة شاملة " لانهاء معاناة اللاجئين والنازحين العراقيين مع مضي العراق قدما في تنفيذ استثمارات ومشروعات اعادة بناء ضخمة.
وبعيدا عن المخاوف الامنية ينبغي ان توفر الحكومة مسكنا مناسبا وخدمات صحية وتعليم وتعويضات عن الممتلكات .
وقال غوتيريس "ثمة الكثير ينبغي عمله ... اذا شاركنا جميعا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي يمكن ان ننظر للوضع الحالي على انه بمثابة بداية لانهاء ازمة النزوح في العراق."
ميدل اسيت اونلاين