الأيام "الفلسطينية"- زور هويته وحرس لنتنياهو

هيرتشي غرجيان مواطن ارمني مكث في اسرائيل طيلة 12 عاما بشكل غير شرعي، مستعينا ببطاقة هوية اسرائيلية مزيفة، وهذه الحقيقة لم تحل دون عمله في شركة حماية خاصة، واستصدار رخصة لحمل السلاح، والقيام بمهام حماية حساسة، من ضمنها حراسة نتنياهو نفسه، وفقا لصحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية التي اوردت القصة المثيرة في عددها الصادر، امس.
واضافت الصحيفة ان جرجيان البالغ من العمر (34 عاما) وصل إلى اسرائيل في سن 16 عاما بهدف الاستعداد للعمل كرجل دين مسيحي، وبعد 6 سنوات انهى دراسته الجامعية في علم اللاهوت وعاد الى ارمينيا مسقط رأسه، حيث اكتشف ان الوضع الاقتصادي والصحي لوالديه ليس على ما يرام، فعاد الى اسرائيل بحجة مواصلة الدراسة وفور وصوله ذهب الى اصدقاء ارمن في مدينة بيت يام، وبدأ البحث عن عمل.
واضافت: كونه يحمل الحزام الاسود بالكراتيه اندمج بشكل سريع في العمل ضمن شركات الحماية الخاصة، مقابل عدة آلاف من الشواكل اشترى بطاقة هوية اسرائيلية من احد اصدقائه الاسرائيليين، قام بتزييفها دون علم صديقه، فيما لم تقم الشركة المشغلة بفحص شخصيته بشكل جدي ومن باب الحذر ورغم حمله تصريحا يجيز له حمل السلاح، رفض فعليا ان يحمل مسدسا خلال العمل خشية لفت الانتباه اليه.
بداية الامر عمل حارسا في النوادي الليلية، ومع الوقت نال ثقة مشغليه الذين اعتبروه رجلا صادقا وقويا وجديا، وبدأت عروض المال تنهال عليه من "مقاولي الحراسات" وصولا الى تلقيه عرضا من حزب الليكود للعمل ضمن طاقم حراسة نتنياهو اثناء توليه مسؤولية رئيس المعارضة، الامر الذي وافق عليه فورا من باب انه لشرف عظيم بالنسبة له ان يحمي نتنياهو حسب تعبيره.
وقال جرجيان ان مهمته ضمن طاقم الحراسة كانت تقديم المساعدة لرجال الشاباك المسؤولين عن حماية نتنياهو، من خلال قيامه بإبعاد الجمهور عن رئيس المعارضة، لكن الصورة التي نشرتها يديعوت، تظهر ان جورجيان كان قريبا جدا من اكثر شخصية اسرائيلية حماية وحراسة.
ونقلت الصحيفة عن جرجيان قوله انه قام بحراسة نتنياهو حوالي 20 مرة خلال حملة الانتخابات الاخيرة، مدعيا انه كان يحرس سيارته فيما اعتمد الجميع عليه حين كان يقف امام المرشح لتولي رئاسة الحكومة الاسرائيلية.
واضاف جرجيان انه اشترك ايضا في حراسة الحاخام عوفاديا يوسف ورئيس بلدية تل ابيب رزن حولائي، وكذلك رافق نائب الرئيس الاميركي الغور اثناء زيارته لاسرائيل.
ولم يحالف الحظ الشاباك في اكتشاف هويته المزورة الا حين اشتكت سيدة في الفترة الاخيرة بأنه يستعمل العنف ضدها، الامر الذي جاء به الى مركز الشرطة حيث تم افتضاح امره، ما شكل فضيحة للشاباك المسؤول عن حماية الشخصيات المهمة.
وقال جهاز الشاباك في معرض تبريره للواقعة ان جرجيان لم يكن يحمل سلاحا دون ان يقدم تفسيرا لعدم اكتشاف الهوية المزيفة التي مكنته من الاقتراب من الشخصيات المذكورة في الخبر.
الأيام - 30 - 8 - 2010