الأيام "الفلسطينية"- شعث عن المفاوضات

قال الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وعضو الوفد المرافق للرئيس محمود عباس، لـ "الأيام" إن الصيغة الإسرائيلية المطروحة باستمرار الاستيطان في الكتل الاستيطانية ووقفه في المستوطنات المعزولة أمر مرفوض وأن المطلوب هو وقف الاستيطان بالكامل بما في ذلك في القدس.

 


وقال د. شعث، في العاصمة الاردنية عمان قبل توجه الرئيس والوفد المرافق له إلى العاصمة الاميركية مساء أمس: هذه الصيغة الإسرائيلية مرفوضة وهي كلام فارغ. متسائلاً: من الذي وافق على الكتل الاستيطانية؟ هل اتفقنا على مبادلة اراض؟ هل يمكننا ان نقول إننا نريد بناء مدينة فلسطينية في اللطرون باعتبار ان هذه المنطقة هي جزء من الدولة الفلسطينية؟.

 

واضاف: ما يقولونه بهذا الشأن هو كلام فارغ لا احد يقبل به، انه كلام لا يعني شيئاً وأصلاً الكتل الاستيطانية هي الأخطر لأن معظمها في منطقة القدس وهدفها تهويد القدس بالكامل.

 


ونوه شعث الى انه "من الممكن جداً أن لا يحدث شيء حتى تشرين الثاني، وبالتالي التكلفة هي تكلفة الوقت الذي بمقدورنا ان نحتمله ولكن لا يمكننا ان نحتمل التوجه الى مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان"، وقال: نحن سنذهب الى المفاوضات على اساس المرجعية الواضحة ولكن اذا واصل الإسرائيليون في يوم 26 ايلول البناء في المستوطنات فاننا سنخرج من هذه المفاوضات، واضاف: لا نريد ان يكون الامر غير واضح فنحن لن نعيد النظر وانما سنخرج اذ انه في يوم 26 ايلول يكون الإسرائيليون قد دمروا المفاوضات اذا استمروا بالاستيطان.. نحن لا نستطيع ان نفاوض على الارض مقابل السلام وهم (الإسرائيليون) يسرقون الارض ونحن نتفاوض على الارض.. هذه خدعة لن نقبلها".

  


واشار شعث إلى أن "الوضع الداخلي الفلسطيني صعب، وتوازن القوة بيننا وبين إسرائيل هو لصالح إسرائيل في كثير من الجوانب"، غير انه قال "ولكن هذا الامر ليس كذلك خارجياً اذ اعتقد ان وضع القضية الفلسطينية بالنسبة لدول العالم شعوباً وقياداتٍ هو اهم وافضل من اي فترة سابقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وبالتالي فان هناك دعما دوليا لحقنا في دولة وانسحاب إسرائيل الى حدود 1967 بما في ذلك القدس وحقنا في مواجهة العنصرية الإسرائيلية وحقنا في الحرية والاستقلال وفي مياهنا وبالتالي فان العالم معنا بشكل غير مسبوق حتى ان المواقف لم تعد عن حقنا في تقرير المصير وانما عن دولة محددة المعالم وعلى كل الاراضي المحتلة".

  


ونوه د. شعث الى انه "اعتقد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما في وضعه الصعب ما قبل انتخابات تشرين الثاني النصفية للكونغرس لا يريد ان يظهر وكأنه يضغط على إسرائيل، ولذلك فإن هناك الكثير من الغموض اهمه ما قيل في المؤتمر الصحافي لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومبعوث الادارة الاميركية جورج ميتشل هي حقاً غريبة خاصة الحديث عن الذهاب الى المفاوضات بدون مرجعية وان هذه المرجعية يتم الاتفاق عليها"، وقال: بعد 19 سنة من المفاوضات فان المرجعية ترسخت". واضاف "الاميركيون يعتقدون انه مطلوب منهم ان يجلبوا نتنياهو الى المفاوضات بدون ان يبدوا انهم يضغطون عليه.. هذا هو تفسيرهم للطريقة التي يتعاملون فيها ولذلك صوتوا مع بيان اللجنة الرباعية الذي نستند اليه كمرجعية ومن ثم عقدوا مؤتمراً صحافياً نسفوا فيه ما قالوه في بيان اللجنة الرباعية.. هذا الغموض تسبب بكثير من اليأس في اوساط الناس".

  


وقال "نحن ذاهبون الى مفاوضات ونريد أن نكافح من اجل مواقفنا ولذلك فإن خطاب الرئيس ابو مازن كان هاماً للغاية اذ أوضح بشكل كامل مطالبنا، واننا ذاهبون على اساس المطالبة بكل الارض التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية ومن اجل دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بدون اي جندي إسرائيلي ومن اجل الحصول على حقوقنا المائية.. نحن لا نعترف لا بكتل استيطانية ولا مبادلة اراض ولا شيء ونذهب الى المفاوضات من اجل حق اللاجئين جميعا بالعودة والتعويض ومن أجل الافراج عن كل الاسرى.. هذا هو الموقف الذي سنطالب به.

  


واعتبر شعث أنه "لا يجوز اطلاقاً الافراط بالتفاؤل بما يجري ولا العدمية ايضاً"، وقال"المسألة ليست مسألة ان تذهب الى المفاوضات وانما ما تقوله في هذه المفاوضات وما تقبل ان يقوموا به على الارض وانت تتفاوض وبالتالي هي مسألة حساب.. من الذي لا يتفاوض فمثلاً حماس تتفاوض منذ سنوات على تبادل الاسرى والتهدئة فهل ان تجري المفاوضات بشكل غير مباشر يعني انها مفاوضات حلال؟"، وأضاف "هناك عدو يحتل أرضك ويضعك تحت اقصى اوضاع الحياة وانت تريد ان تنهي هذا الاحتلال وبالتالي فاننا ايضا لن نوقف النضال الشعبي وانما سنصعده مع تصعيدالحراك الدولي وتصعيد العمل على الوحدة الوطنية ونحن نتفاوض".

 

الأيام - عبد الرؤوف أرناؤوط - 31 - 8 - 2010