الأيام "الفلسطينية"- نتنياهو لآخر الشهر

اليوم يجري الاحتفال بانطلاق واستئناف العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني - الاسرائيلي، على أن تبدأ جولاتها غداً، هذا الموعد رغم أهميته ليس التاريخ الذي ينتظره الفرقاء، إذ أن السادس والعشرين من الشهر الجاري هو التاريخ الذي من شأنه حسم مسألة استمرار العملية التفاوضية، وهو تاريخ نهاية فعالية قرار الحكومة الاسرائيلية بتجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية.


وقبل أن يتوجه الى واشنطن، عقد نتنياهو مجلس حكومته، ليشير بعده الى ان الموقف الاسرائيلي من التمديد للقرار، بات معروفاً، وهو ان لا تمديد لتجميد البناء في مستوطنات الضفة، لكنه مع ذلك، الغى اجتماعاً للجنة الوزارية السباعية، التي كان من المقرر أن تتخذ موقفاً ازاء قرار التجميد، قبل أن يتوجه الى واشنطن، ومع انه اشار الى انه ليس هناك اي تعهد من قبله للرئيس الاميركي بالتمديد لقرار التجميد، لاقناع الرئيس ابو مازن باستئناف المفاوضات، إلا أن الحديث عن نزاع داخل حكومته حول هذا الامر، يشير الى ان هناك بالفعل وعداً بهذا الاتجاه، نتنياهو مع ذلك ليس في عجلة من امره، فبإمكانه المناورة حتى الوصول الى السادس والعشرين من الشهر الجاري، عندها يكون قد شكل ضغطاً على الجانب الفلسطيني، وتعرف خلال ثلاثة اسابيع وأكثر أثناء العملية التفاوضية، على مدى امكانية استمرارها ومدى قدرة الجانب الفلسطيني على الذهاب بعيداً لربط استمرار العملية التفاوضية بالتمديد لقرار التجميد - على الاقل - وخلال هذه الفترة، يمكن لنتنياهو ان يقنع المعارضين بجدوى استمرار التجميد، وأن خشيته من سقوط حكومته اذا ما ظل المعترضون على اعتراضاتهم، يوازي حرص هؤلاء على البقاء في الحكومة، والبديل ينتظر، أي حزب كاديما، وربما خلال هذه الفترة، يتخلص من ابتزاز بعض احزاب ائتلاف الحكومة التي هددت بالانسحاب من الحكومة اذا تم التمديد للتجميد، لمعرفتها انه اكثر حرصاً على الابقاء على حكومته، ولكن عندما يظهر نتنياهو لهؤلاء، ان امكانيات تحمله مسؤولية انفراط عقد العملية التفاوضية بعد ان لا يلتزم بالتمديد للتجميد، باتت محدودة ان لم تكن مستحيلة، اذ ان الكرة هي الآن في الملعب الاسرائيلي على خلفية التطلع الى تاريخ 62/9/0102، اي فشل للمفاوضات ستتحمل مسؤوليته اسرائيل ولا يمكن التهرب من هذه المسؤولية هذه المرة، في السابق كانت تنجح بالقاء اللوم على الجانب الفلسطيني، لم يعد ذلك ممكناً بعدما استجاب ابو مازن لضغوط المجتمع الدولي، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية، ما امكن استئناف العملية التفاوضية في ظل هذه الاستجابة.


اثناء المفاوضات غير المباشرة، وقبيل انطلاق المفاوضات المباشرة، كانت الانظار تتطلع وتنتظر الموقف الفلسطيني، باعتبار ان موقفه هو الذي سيحدد الخطوات اللاحقة، الآن، الوضع عكسي ومختلف، الجميع بانتظار الاستحقاق الاسرائيلي، وعلى ضوء القرار الذي ستتخذه حكومة نتنياهو بشأن التمديد للتجميد، سيتم التعرف على الخطوات اللاحقة وهذا الموقف هو الذي يجعل الجميع يحملون اسرائيل مسؤولية فشل او استمرار المفاوضات.



الأيام - هاني حبيب - 1 - 9 - 2010