الأيام "الفلسطينية" - في ذكرى صبرا وشاتيلا

 

خلال السنوات السابقة لم يكن تاريخ السابع عشر من أيلول من كل عام كأي يوم عادي، لكنه مر يوم أمس، كأي يوم عادي وربما أكثر.


هدوء وعدم تذكر مذبحة صبرا وشاتيلا، التي هزت نتائجها العالم، عندما أفاق في صبيحة يوم السابع عشر من أيلول من العام 1982 على جثث آلاف الفلسطينيين متناثرة في شوارع وأزقة مخيمين في لبنان.
واكتفت بعض الفصائل والأحزاب والشخصيات بإصدار بيانات الشجب والاستنكار والتنديد والدعوة إلى محاكمة الاحتلال!.


الناشط الوطني ومنسق هيئة العمل الوطني في محافظة غزة خالد أبو شرخ يخشى أن تؤثر غياب فعاليات إحياء ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا على ذاكرة الأجيال.


لم يعد لهذه الذكرى أي اهتمام في ذاكرة الأجيال الحالية واقتصر تذكرها على القيادات التي استسلمت للواقع، ولم يعد بإمكانها عمل الكثير لإحياء الذكرى.


ويعترف أبو شرخ بقصور القيادات والحركات الفلسطينية تجاه دماء الشهداء التي سالت على ارض لبنان، مبيناً أن جزءاً كبيراً من الجيل الحالي يجهل هذه المناسبة.


وكانت الأراضي الفلسطينية في الداخل والخارج تشهد التظاهرات والمسيرات والفعاليات الاحتجاجية في ذكرى المجزرة.
وعادة ما كانت تنتهي هذه الفعاليات بمواجهات دامية مع قوات الاحتلال التي لا تتردد في قمعها.


وظل الفلسطينيون في كل مكان يحيون هذه المناسبة، وفي قطاع غزة على نطاق واسع حتى السنوات التي سبقت الانقسام الذي ألقى بظلاله السلبية على قدرة بعض التنظيمات على إحياء هذه الفعالية، كما يؤكد نشطاء في بعض الأحزاب.


وانتقد محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفصائل والقوى والأحزاب لتجاهلها الذكرى الاليمة، مشيراً إلى أن الوقت مناسب أكثر من أي وقت لإثارة قضية المذبحة والضغط لمحاكمة قادة الاحتلال ومرتكبي المجزرة.


وأكد الزق في حديث لـ"الأيام" أنه كان يفترض إحياء الذكرى في كل أرجاء الوطن والشتات، مشدداً على أن ظروف الانقسام الحالي أثرت سلباً على قدرة البعض على إحياء الذكرى.


وقال الزق، إنه طرح فكرة أداء الصلاة في العراء على أرواح شهداء المجزرة لكنه لم يتمكن من ذلك.
أما الدكتور ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر فقد عزا تراجع الفلسطينيين في إحياء الذكرى إلى انحسار القضية الفلسطينية وتأثرها بالانقسام.


وقال، إن هذا التراجع في إحياء ذكرى أكبر المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين يعكس الضعف الذي يعتري القضية الوطنية، محملاً الإعلام العربي والمحلي جزءاً كبيراً في هذا التراجع لإهماله هذه المناسبة التي راح ضحيتها قرابة 4000 فلسطيني.وقلل من أهمية البيانات والتصريحات التي يكتفي بها القادة والفصائل.


ولم تغب هذه المناسبة عن ذاكرة من عايشوا تلك اللحظات الأليمة والذين بقوا يحيونها حتى وقت قريب، كما هو الحال مع محمود خضر الذي استذكر المجزرة وما تبعها على مدار سنوات من إحياء لها في المدارس.
وقال خضر (41 عاماً)، إنهم دأبوا خلال فترة الدراسة على إحياء الذكرى في المدارس من خلال تظاهرات وفعاليات كانت في عهد الاحتلال تنتهي بمواجهات دامية.


أما الفتى أمجد شاهين فقد بدا جاهلاً تماماً بالحدث، مؤكداً أنه لم يشارك خلال السنوات الأخيرة في أية فعالية بهذه المناسبة.. وقال شاهين (16 عاماً)، إنه يسمع عن صبرا وشاتيلا لكنه لا يعرف عن المجزرة أي شيء.

 

الأيام - عيسى سعد الله